بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والأخرين
روى العلامة المجلسي في البحار ج 65 ص 121 :
عن الأصبغ بن نباتة قال دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام )
في نفر من الشيعة و كنت فيهم فجعل الحارث يتلوذ في مشيه و يخبط الأرض بمحجنة و كان مريضا فدخل فأقبل عليه أمير المؤمنين ع و كانت له منزلة منه فقال كيف نجدك يا حارث فقال نال مني الدهر يا أمير المؤمنين و زادني غليلا اختصام أصحابك ببابك قال و فيم خصومتهم قال في شأنك و الثلاثة من قبلك فمن مفرط غال و مقتصد وال و من متردد مرتاب لا يدري أ يقدم أم يحجم قال ع فحسبك يا أخا همدان ألا إن خير شيعتي النمط الأوسط إليهم يرجع الغالي و بهم يلحق التالي فقال له الحارث لو كشفت فداك أبي و أمي الريب عن قلوبنا و جعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا قال فذاك أنه أمر ملبوس عليه إن دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق فاعرف الحق تعرف أهله يا حار إن الحق أحسن الحديث و الصادع به مجاهد و بالحق أخبرك فأعرني سمعك ثم خبر به من كان له حصافة من أصحابك ألا إني عبد الله و أخو رسول الله ص و صديقه الأكبر صدقته و آدم بين الروح و الجسد ثم إني صديقه الأول في أمتكم حقا فنحن الأولون و نحن الآخرون ألا و إني خاصته يا حارث و صنوه و وصيه و وليه و صاحب نجواه و سره أوتيت فهم الكتاب و فصل الخطاب و علم القرآن و استودعت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد و أيدت أو قال و أمددت بليلة القدر نفلا و إن ذلك ليجري لي و المتحفظين من ذريتي كما يجري الليل و النهار حتى يرث الله الأرض و من عليها و أنشدك يا حارث لتعرفني و وليي و عدوي في مواطن شتى لتعرفني عند الممات و عند الصراط و عند الحوض و عند المقاسمة قال الحارث ما المقاسمة يا مولاي قال ع مقاسمة النار أقاسمها قسمة صحاحا أقول هذا وليي و هذا عدوي ثم أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث فقال يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله ص بيدي فقال لي و اشتكيت إليه ص حسدة قريش و المنافقين إنه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله أو بحجزته يعني عصمة من ذي العرش و أخذت أنت يا علي بحجزتي و أخذت ذريتك بحجزتك و أخذت شيعتكم بحجزتكم فما ذا يصنع الله عز و جل بنبيه و ما ذا يصنع نبيه بوصيه خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة أنت مع من أحببت و لك ما اكتسبت قالها ثلاثا فقال الحارث و قام يجر رداءه جذلا وهو يقول:
لا أبالي و ربي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني
وقد قال السيد الحميري: ابياتا في هذه الرواية.
قول علي لحارث عجب كم ثم أعجوبة له حملا
ايا حار همدان من يمت يرني من مؤمن أو منافق قبلا
يعرفني طرفه و أعرفه بعينه و اسمه و ما عملا
و أنت عند الصراط تعرفني فلا تخف عثرة و لا زللا
أسقيك من بارد على ظمإ تخاله في الحلاوة العسلا
أقول للنار حين توقف للعرض على حرها دعي الرجلا
دعيه لا تقربيه إن له حبلا بحبل الوصي متصلا
هذا لنا شيعة و شيعتنا أعطانا الله فيهم الأملا.
تعليق