تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
المختارون والاصفياء عند الله عز وجل هم الذين ذكرهم في كتابه العزيز كقدوة لباقي البشر والذين ذكرت الروايات أنّهم 124,000 نبي وذكر السيد صاحب الميزان في تفسيره أنّ هناك 500,000 نبي، هؤلاء مع الاوصياء هم الصفوة المختارة من قبل الباري عز وجل، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾[1]، كي يكونوا قادة وهداة ومهديين ومرشدين ومبلغين ومنذرين للبشر، أمّا سيدهم بل سيد الخلق اجمعين هو رسول الله صلى الله عليه واله وسيد الاوصياء بل نفس محمد هو علي بن ابي طالب عليه السلام، والحديث عنه له نواحي وشعب كثيرة ومن هذه النواحي أنّه منذ الصغر وهو رضيع عاش في كنف رسول الله صلى الله عليه واله ولم يعش من قبل أو من بعده شخص مع مختار أو من الصفوة كما عاش أمير المؤمنين عليه السلام عليه.
فكان الرسول صلى الله عليه واله يضعه في حجره وكما قال في نهج البلاغة عن ذلك: ((وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَأَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَيَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ وَيُمِسُّنِي جَسَدَهُ وَيُشِمُّنِي عَرْفَهُ))[2].
فتربى على يدي سيد الخلق اجمعين ونال من اخلاقه الكثير وتعلم منه الكثير، وقد خصه بكثير من الميزات، فكان يعيش مع خلوة الرسول في حراء الرسول يتعبد وهو مصاحب للرسول وهو طفل صغير الى أن صار غلاما وهو مع الرسول صلى الله عليه واله، وكما يقول هو أيضا: ((وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اِتِّبَاعَ اَلْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلاَقِهِ عَلَماً وَيَأْمُرُنِي بِالاِقْتِدَاءِ بِهِ وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَلاَ يَرَاهُ غَيْرِي وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي اَلْإِسْلاَمِ غَيْرَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ اَلْوَحْيِ وَاَلرِّسَالَةِ وَأَشُمُّ رِيحَ اَلنُّبُوَّةِ))[3].
فهو شخصية حفها الله عز وجل بسيد الكائنات وكان في رعايته، وكل صغيرة وكبيرة يعيشها الامام مع رسول الله صلى الله عليه واله، فصُقل بصبر وشجاعة وعلم وحلم وعفة رسول الله صلى الله عليه واله، وهذا بإرادة الهية لكي يكون هو الوصي والوزير والاخ للرسول الاكرم صلى الله عليه واله، فقد ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ عَنْ سَلْمَانَ عَلَيْهِ اَلرَّحْمَةُ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ فَمَنْ وَصِيُّكَ فَقَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ((مَنْ وَصِيُّ مُوسَى قُلْتُ: يُوشَعُ بْنُ نُونٍ قَالَ: لِمَ قُلْتُ لِأَنَّهُ كَانَ أَعْلَمَهُمْ قَالَ: فَوَصِيِّي وَمَوْضِعُ سِرِّي وَخَيْرُ مَنْ أَتْرُكُهُ بَعْدِي يُنْجِزُ عِدَتِي وَيَقْضِي دَيْنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ))[4].
ولما رأت الناس هذه الميزة عند امير المؤمنين عليه السلام حسدته، بل وأكثر من ذلك أنّه بسيفه قتل ائمة الكفر الذين هم اجداد واباء واخوة من نصب العداء لأمير المؤمنين عليه السلام، وكان ينتظر الفرص لكي يقضي على امير المؤمنين عليه السلام، فلم ينفعهم انهم اسلموا وكما قال الله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ..﴾[5].
فأمّا النتيجة التي حصلت أنّهم قتلوه ونكلوا وعزلوا وقتلوا ذريته من بعده الائمة الهداة الاطهار عليهم السلام، فهي حياة مليئة بكثير من العبر وبلطف الله عز وجل، وفي قبال ذلك عداء الشيطان واتباع الشيطان من المعاندين والحاسدين له وكانوا يسمونه قتّال العرب.
فنحمد الله عز وجل على أنّنا من اتباعه وأنّنا من شيعته والموالين له نطمح ان يدخلنا الجنة لأنّه قسيم النار والجنة.
[1] سورة آل عمران، الآية: 33.
[2] نهج البلاغة، ج 2، ص 157.
[3] نفس المصدر.
[4] ارشاد القلوب، ج 2، ص 236.
[5] سورة الحجرات، الآية: 14.
تعليق