بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
فالزهراء هي التي تزهر من أصلها ومن ذاتها وهي التي "إذا قامت في مصلاها ازهرت نورا" وهي التي ينبعث منها النور من نفسها، من هنا نقول ان قيمتها ليست لأنها ابنة محمد (ص) كغيرها من النساء بل قيمتها ذاتية وهذا ما عبر عنه (ص) عندما كان يناديها "فاطمة ام ابيها".اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لقد عّبر الرسول الأكرم (ص) عن فاطمة "ع" بـ "البضعة" بداية من مولدها حين قال "فاطمة بضعة مني" وهي في نفس الوقت "أم ابيها"، فكيف تكون الزهراء"ع" ام ابيها وهي بضعة منه؟ وما هذا الخلط العجيب في خلقها؟ الرسول الأكرم (ص) مجمع انوار أهل البيت قبل ان يتفصّل في عالم الدنيا، وإمكانية تفصيل هذا النور العظيم لا تتم الا عن طريق السيدة الزهراء، لذلك كان النبي يعبر عنها "بضعة مني" ومن المؤكد ان كلام النبي ليس كلاما عاطفيا بل هو بيان لواقع، "ففاطمة بضعة مني وأنا وعلي من نور واحد" وعندما جاء أمر تزويج فاطمة، قال تعالى: "يا محمد زوج النور من النور.. ويخرج من بحري هذين النورين اللؤلؤ والمرجان فكان الحسن والحسين عليهما السلام" كما ورد في تفسير هذه الآيات عن الأئمة عليهم السلام".
"لقد جاء الدين الاسلامي بمجموعة عقائد ومنظومات اخلاقية واحكام وتكاليف وغيرها .. ولا يمكن ان نقول ان هناك اسلام دون ان نرشد الى من يطبق الاسلام العملي لهذا كانت الآية المباركة "ولكم في رسول الله اسوة حسنة" اي ان كل ما جاء به الله تعالى طبقه في النبي (ص) وكان للرجال هذه الاسوة وهي الرسول (ص) لذا من الواضح اعتبار السيدة الزهراء قدوة للنساء ولكن ذلك الاعتبار لم يأت من باب انها تمتلك المواصفات العظيمة بل هناك أعظم من ذلك، فهي التي تمثل الاسلام الحي، ولا يصح ان يكون النبي الاسوة في كل شيء للنساء، لذا تحتاج المرأة اسوة وقدوة تتبعها حتى يصح ان تكون حجة على النساء وحتى تكتمل الحجة الالهية، فكانت فاطمة هي كمال الحجة الالهية لمحمد وعلي، وكانت قدوة النساء وتمام الحجة الالهية على البشر".
يقول الإمام العسكري "ع": "نحن حجج الله على الخلق وفاطمة الزهراء حجة الله علينا" أي انها تصبح حجة على الائمة اجمعين لانها هي مصدر انبعاث انوارهم".
ان فاطمة "ع" هي القدوة للنساء وهي النموذج الاكمل والمثال الاعلى يجب ان تكون المثال الاعلى في كل شيء يخص النساء، فللمرأة كما الرجل دور في حفظ الدين والشريعة. لهذا يجب ان نجد في هذا المثال الاعلى اعلى درجات حفظ الدين والشريعة واعلى درجات التضحية لحفظهما". وفي روايات عن النبي الأكرم (ص) أنه كان يحيل النساء الى فاطمة فكانت هي المبينة للشريعة والناطقة باسمها.
الحياة السياسية للسيدة الزهراء ودورها عليها السلام "لقد رافقت فاطمة "ع" الرسول ( ص) في حروبه وغزواته. وبعد وفاته تحملت كل انواع عبء حفظ الرسالة لأن النظام الحاكم بعد النبي اراد تثبيت حكمه من خلال اخذ الشرعية من السيدة فاطمة، فصادروا اموالها وكذبوها واعتدوا عليها بالضرب والإهانات حتى انهم ارادوا تغيير الكثير من قواعد الإسلام فكانت الزهراء بالمرصاد والإمام علي "ع" يحمي منجزاتها، لهذا فإن محاولات اخذ الشرعية سواء بالطريقة المباشرة او الطريقة الالتفافية باءت بالفشل".
"اذا تعتبر شخصية الزهراء المطهرة في الابعاد السياسية والاجتماعية والجهادية شخصية مميزة بحيث ان جميع النساء المجاهدات والثوريات والمميزات والسياسيات في العالم يمكنهن ان يأخذن الدروس والعبر من حياتها القصيرة والمليئة بالمحتوى والمضمون، فوصلت الى مقام أنها هي ميزان الرضا الإلهي "فاطمة يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها "وكانت هي المواجِهة والمجاهدة الاولى بعد وفاة النبي لحفظ واستمرار نبوة محمد (ص) وخط الولاية".
"على المرأة المسلمة ان تسعى في طريق الحكمة والعلم وفي طريق بناء الذات معنويا واخلاقيا وان تكون في الطليعة في ميدان الجهاد والكفاح، وان لا تهتم بزخارف الدنيا الرخيصة، وأن تكون في البيت سكينة للزوج والاولاد وراحة الحياة، وتربي رجال المجتمع ونساءه وشخصياته، وان تتأسى وتقتدي بفاطمة وتتمثل بها في جميع شؤون حياتها من ارشادها للمسلمين وتوعيتهم ورعايتها للحجاب ومدافعتها عن الدين حتى دفعت روحها واستشهدت في سبيله، وهذا ليس بالأمر العادي فهي الام التي ربت رجالا للشهادة، وكل ما تفعله النساء في زماننا يبقى قليلا امام القدوة وتجلي العظمة الالهية"
تعليق