بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا..} ﴿آل عمران-103﴾
معاني الكلمات:
واعتصموا:تمسكوا.
حبل الله: قيل بانه القرآن أو الإسلام، وقيل بانهم الأئمة المعصومون من آل الرسول وأهل بيته المطهرون.
ولا تفرقوا: بعد الإسلام.
مقدمة: أسبوع الوحدة الإسلامية هو مشروع توحيد ووحدة المسلمين نادى بها الإمام الخميني(قده)، عندما رأى أنّ الطوائف الإسلامية اختلفت في رواياتها لتاريخ مولد النبي الأكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم، فالأولى في 12 من شهر ربيع الأول - وهو رأي أهل السنة - والثانية في 17 من شهر ربيع الأول - وهو رأي أغلب الشيعة. وهو مناسبة ومحطة تلاقٍ بين أبناء الدين الواحد، ونقطة التقاء فكري وتعايش سلمي حضاري فيما بينهم).
تفسير الآية: وتمسَّكوا جميعًا - أيها المؤمنون - بحبل الله وهو القرآن المبين لحقائق معارف الدين أو هو والرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أي تمسكوا بكتاب ربكم وهدي نبيكم، ولا تفعلوا ما يؤدي إلى فرقتكم واختلافكم..
الخلاصة: من أعظم أضرار اختلاف المسلمين وتفرق كلمتهم الفشل والضعف وتلاشي قوتهم أمام تكاثر الاعداء عليهم.. وهذا ما ادى الى ضياع اجزاء كبيرة من ارض المسلمين كاحتلال فلسطين والجولان.. وتمكين الاستعمارالغربي في غزو بلدننا في افغانستان وسوريا والعراق واليمن.. وإراقة الدماء وقتل المسلمين.. كما أدى تجرؤهم الى إهانة المقدسات والرموز الاسلامية، ومن النيل بالاساءة لرسول الله محمد (ص) برسوم كاريكاتيرية مشينة.. وكتب شيطانية منها كتاب سلمان رشدي (آبات شيطانية).. كل هذه المصائب والويلات لم تكن لتحصل إلا باختلاف المسلمين وتفرقهم..
فوحدة المسلمين وتوحيد كلمتهم على الحق ليست خيارا استراتيجيا فقط بل هي أصل من أصول الدين، وقاعدة من قواعده العظمى، والتفريط فيها معصية توجب غضب الله وعذابه في الدين والآخرة، لأن الإسلام لا يقوم إلا بركنين هما: كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، ولا يستقيم أمور المسلمين في الدين والدنيا إلا بهما.
وقد قال الإمام علي (ع): *(الفرقة أهل الباطل وان كثروا، والجماعة أهل الحقّ وان قلوا).
تعليق