بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
يقول تعالى في كتابه الكريم: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[الجمعة: 2].
في السَّابع والعشرين من شهر رجب، وقبل الهجرة النّبويّة بثلاثة عشر عامًا، كانت البعثة النّبويَّة الشَّريفة، وبداية الرّسالة الإسلاميَّة إلى العالمين، وولادة النّور الجديد الَّذي حمله محمَّد بن عبد الله، الّذي اصطفاه الله ليكون خاتم الأنبياء والرّسل، ولتكون رسالته خاتمة الرّسالات الّتي أخرج بها الله النَّاس من الظّلمات إلى النّور، وحملهم من خلالها إلى برِّ الهداية والإيمان.
ومن المعلوم أنَّ بدء نزول الوحي على الرَّسول (ص) كان في غار حراء، وهو الغار الَّذي كان الرّسول (ص) يتعبَّد فيه اللهَ قبل بعثته، ويتأمَّل في آيات خلقه، حتّى إذا استكمل (ص) الأربعين عاماً، أرسله الله بالنبوَّة والرّسالة، وقد هبط عليه جبريل بالآية الأولى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[ العلق: 1].
لم تكن الطَّريق إلى الدَّعوةِ معبَّدةً أمام رسول الله (ص)، فقد واجهه كفَّار قريش بشتّى أنواع المواجهات، بعد أن هدَّدت الرّسالةُ الوليدةُ مصالحَهم وسلطتَهم ونفوذهم، فعملوا على وضعِ العراقيلِ أمامَ دعوتِهِ، وسعوا إلى أذيّته وأذيّة من أسلم معه، واتّهموه بالجنونِ وبالسِّحرِ وبالكذبِ، وغيرها من الاتّهامات الباطلة، وسخروا منه واستهزأوا به، وساوموه على دينه، ومارسوا كلَّ أساليب التّرهيب والتّرغيب معه، والنّبيّ (ص) مع كلّ ذلك، يواصل دعوته، ويلتفّ حوله بعض أهل مكّة، وعدد من الموالي والمستضعفين، حتّى وصل الأمر بزعماء قريش أن تآمروا على قتله، ولكنَّ الله كتب له النَّجاة بعد أن افتداه عليّ (ع) ونام مكانه، ليكمل رسول الله رسالته ولو كره المشركون.
ومن هنا، ابتدأت المحطَّة الثّانية من محطَّات الدَّعوة، والّتي كانت منعطفًا أساسيّاً في مسار الدَّعوة وانتصارها وانتشارها. ففي السَّنة الثَّالثة عشرة للبعثة، اتّخذ الرّسول القرار بالهجرة من مكَّة إلى المدينة، بسبب ما كان يلاقيه من أذى وتعذيب وملاحقة له ولأتباعه المسلمين من قبلِ زعماء قريش، ورغبةً في إيجاد مكانٍ أكثر استقراراً لانطلاق الدَّعوة وتوسيع نطاقها ونشرها في أماكن أخرى دون مزاحمة أو تضييق.
وفي المدينة، عمل الرَّسول (ص) على نشر الدّين الإسلاميّ أكثر فأكثر، وأقام المجتمع الإسلاميَّ الأوَّل، فأنشأ أوَّل مسجد للمسلمين، وهو مسجد قباء، وآخى بين المهاجرين والأنصار، ووضع دستوراً ينظِّم أحوال أهل المدينة، واستطاع أن يخلق شكلاً جديداً من العلاقات لا يعترف بالامتيازات أو الفروقات الطّبقيّة، بل يقوم على معيار المساواة والأخوَّة، لينشأ بذلك مجتمع متضامن موحَّد تحت راية الدّين الجديد.
وفي العام الثَّامن للهجرة، استطاع الرَّسول (ص)، ومعه المسلمون، أن يعودوا إلى مكَّة فاتحين، وبدأ النَّاس يدخلون في دين الله، ليبايعوا رسول الله على الإسلام والإيمان والجهاد، وليتحوَّل المسلمون في الجزيرة العربيَّة إلى قوَّة عظمى.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
يقول تعالى في كتابه الكريم: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[الجمعة: 2].
في السَّابع والعشرين من شهر رجب، وقبل الهجرة النّبويّة بثلاثة عشر عامًا، كانت البعثة النّبويَّة الشَّريفة، وبداية الرّسالة الإسلاميَّة إلى العالمين، وولادة النّور الجديد الَّذي حمله محمَّد بن عبد الله، الّذي اصطفاه الله ليكون خاتم الأنبياء والرّسل، ولتكون رسالته خاتمة الرّسالات الّتي أخرج بها الله النَّاس من الظّلمات إلى النّور، وحملهم من خلالها إلى برِّ الهداية والإيمان.
ومن المعلوم أنَّ بدء نزول الوحي على الرَّسول (ص) كان في غار حراء، وهو الغار الَّذي كان الرّسول (ص) يتعبَّد فيه اللهَ قبل بعثته، ويتأمَّل في آيات خلقه، حتّى إذا استكمل (ص) الأربعين عاماً، أرسله الله بالنبوَّة والرّسالة، وقد هبط عليه جبريل بالآية الأولى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[ العلق: 1].
لم تكن الطَّريق إلى الدَّعوةِ معبَّدةً أمام رسول الله (ص)، فقد واجهه كفَّار قريش بشتّى أنواع المواجهات، بعد أن هدَّدت الرّسالةُ الوليدةُ مصالحَهم وسلطتَهم ونفوذهم، فعملوا على وضعِ العراقيلِ أمامَ دعوتِهِ، وسعوا إلى أذيّته وأذيّة من أسلم معه، واتّهموه بالجنونِ وبالسِّحرِ وبالكذبِ، وغيرها من الاتّهامات الباطلة، وسخروا منه واستهزأوا به، وساوموه على دينه، ومارسوا كلَّ أساليب التّرهيب والتّرغيب معه، والنّبيّ (ص) مع كلّ ذلك، يواصل دعوته، ويلتفّ حوله بعض أهل مكّة، وعدد من الموالي والمستضعفين، حتّى وصل الأمر بزعماء قريش أن تآمروا على قتله، ولكنَّ الله كتب له النَّجاة بعد أن افتداه عليّ (ع) ونام مكانه، ليكمل رسول الله رسالته ولو كره المشركون.
ومن هنا، ابتدأت المحطَّة الثّانية من محطَّات الدَّعوة، والّتي كانت منعطفًا أساسيّاً في مسار الدَّعوة وانتصارها وانتشارها. ففي السَّنة الثَّالثة عشرة للبعثة، اتّخذ الرّسول القرار بالهجرة من مكَّة إلى المدينة، بسبب ما كان يلاقيه من أذى وتعذيب وملاحقة له ولأتباعه المسلمين من قبلِ زعماء قريش، ورغبةً في إيجاد مكانٍ أكثر استقراراً لانطلاق الدَّعوة وتوسيع نطاقها ونشرها في أماكن أخرى دون مزاحمة أو تضييق.
وفي المدينة، عمل الرَّسول (ص) على نشر الدّين الإسلاميّ أكثر فأكثر، وأقام المجتمع الإسلاميَّ الأوَّل، فأنشأ أوَّل مسجد للمسلمين، وهو مسجد قباء، وآخى بين المهاجرين والأنصار، ووضع دستوراً ينظِّم أحوال أهل المدينة، واستطاع أن يخلق شكلاً جديداً من العلاقات لا يعترف بالامتيازات أو الفروقات الطّبقيّة، بل يقوم على معيار المساواة والأخوَّة، لينشأ بذلك مجتمع متضامن موحَّد تحت راية الدّين الجديد.
وفي العام الثَّامن للهجرة، استطاع الرَّسول (ص)، ومعه المسلمون، أن يعودوا إلى مكَّة فاتحين، وبدأ النَّاس يدخلون في دين الله، ليبايعوا رسول الله على الإسلام والإيمان والجهاد، وليتحوَّل المسلمون في الجزيرة العربيَّة إلى قوَّة عظمى.