كيف نُخلّص أنفسنا من الوسوسة الشيطانية ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
إن ابليس عدو خارجي ، وما لم يدخل في جوف الانسان فلا يمكنه ان يؤثر عليه . وعمل الشيطان إدخال السم الى جوف الانسان ، وتقريب ذلك اذا اراد شخص قتل آخر بالسم ، فوضع السم في جيبه ، او سقيه السم مع علم الطرف به سماً ثم يلقي ذلك من فمه فهذه عملية فاشلة ، وأما اذا تفاعل الجهاز الهظمي للانسان مع ذلك السم بحيث يسري عن طريق الدورة الدموية الى الاعضاء الحساسة في الجسم حينئذ يؤثر مفعوله المضر .
والوسوسة الشيطانية كذلك ، فالهوى والميول والشهوات المختلفة ، التي هي رقيقة وخفيفة عند الشباب وثقيلة في كبار السن ، تظهر عادة في زي حب الجاه والمنزلة والمنصب فهذه علامات على تاثير السم .
آخر عقبة التي ينجو منها أهل السير والسلوك هي (طلب الجاه) او من قبيل هذه الامور التي قد أبتلي بها كثير من الناس ، فمن يفرح وينسر بالالقاب التي يلقبونه بها فليعلم أن السم قد أثر مفعوله فيه .
قال امير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه لمالك الاشتر : إن الشيطان متهيئ للهجوم دائماً : فعليك بالحذر عند ما يمدحك أحد لانّك وقفت على حافة نار الشيطان . " اياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الاطراء فان ذلك من اوثق فرص الشيطان "
فمن يتعامل بماء وجه المسلم يحصل له احتراق من الداخل ، وليس من الخارج، فمثل هذا الانسان لا ينام الليل ، فكلما يستعمل الحبوب المهدّءة لا ينام ، وكلما يهيء لنفسه الفراش الناعم لا يمكنه ان ينام ، فتارة ينام الانسان على فراش ناعم، وأخرى ينام على فراش مليء بالأشواك فمن ينام على هذا الفراش فكلما ينقلب الى جهة يواجه بالابر ، فالابرة التي تاتي من داخل الانسان ، لا يمكن أن تذهب بالحبوب .
ولطيف ما عبر الشاعر عن هذه الحالة ما مضمونه :
كيف تأتي الراحة والنوم الرغيد إذا كان المرء متوسد الاشواك .