تويت
شبهة ان الإمام الكاظم (ع) وصف هارون الرشيد بأمير المؤمنين !؟ والرد عليها .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
عظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى إستشهاد كاظم الغيظ الإمام المسموم المظلوم موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) .
تنص الشبهة على أن الإمام الكاظم (عليه السلام) قد بعث برسالة إلى الخيزران أم هارون الرشيد يسمي فيها هارون الرشيد بأمير المؤمنين .
وهذا هو نص الرسالة :
( بسم الله الرحمن الرحيم : للخيزران أم أمير المؤمنين من موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين أما بعد أصلحك الله ، وأمتع بك ، وأكرمك ، وحفظك ، وأتم النعمة والعافية في الدنيا والآخرة لك برحمته ، ثم إن الأمور أطال الله بقاءك كلها بيد الله يمضيها ، ويقدرها ، بقدرته فيها ، والسلطان عليها توكل بحفظ ماضيها ، وتمام باقيها ، فلا مقدم لما أخر منها ، ولا مؤخر لما قدم ، استأثر بالبقاء ، وخلق خلقه للفناء ، أسكنهم دنيا سريعا زوالها ، قليلا بقاؤها ، وجعل لهم مرجعا إلى دار لا زوال لها ولا فناء ، لم يكن أطال الله بقاءك أحد من أهلي ، وقومك وخاصتك وحرمتك كان أشد لمصيبتك إعظاما ، وبها حزنا ولك بالأجر عليها دعاءا وبالنعمة التي أحدث الله لأمير المؤمنين أطال الله بقاءه دعاءا بتمامها ، ودوامها ، وبقائها ، ودفع المكروه فيها مني ، والحمد لله لما جعلني الله عليه بمعرفتي بفضلك ، والنعمة عليك ، وبشكري بلاءك ، وعظيم رجائي لك أمتع الله بك ، وأحسن جزاءك ، إن رأيت أطال الله بقاءك أن تكتبي إلي بخبرك في خاصة نفسك ، وحال جزيل هذه المصيبة ، وسلوتك عنها فعلت ، فإني بذلك مهتم والي ما جاءني من خبرك وحالك فيه متطلع ، أتم الله لك أفضل ما عودك من نعمته ، واصطنع عندك من كرامته .
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ) . 1
والسؤال هو كيف يطلق الإمام الكاظم (عليه السلام) لقب أمير المؤمنين على هارون الرشيد ، مع أن هذا اللقب في روايات الأئمة المعصومين (عليهم السلام) مختص بالإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولا يسمى به غيره إلا من كان كافراً أو منكوحاً في دبره ؟؟؟
والردّ على هذه الشبهة من وجوه :
1 - ان سند الخبر الذي نقل لنا هذه الرسالة مجهول ، فقد ورد الخبر هكذا : ( محمد بن عيسى ، عن بعض من ذكره ، أنه كتب أبو الحسن موسى عليه السلام ... ) فكما تلاحظ هو جهالة الواسطة بين محمد بن عيسى وبين الامام الكاظم عليه السلام .
2 - على فرض صحة سند هذا الخبر فيمكن حمل إطلاق الإمام الكاظم (عليه السلام) لقب أمير المؤمنين على هارون الرشيد هو للتقية الشديدة التي كانت في زمان الإمام الكاظم (عليه السلام) ، قال العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار : ( أقول : انظر إلى شدة التقية في زمانه عليه السلام حتى أحوجته إلى أن يكتب مثل هذا الكتاب لموت كافر لا يؤمن بيوم الحساب ، فهذا يفتح لك من التقية كل باب ) . 2
3 - لعل إطلاق الإمام الكاظم (عليه السلام) هذا اللقب على هارون الرشيد إنّما هو منقصة وذم قبيح له لعلم الامام الكاظم (عليه السلام) وشيعته بأنّه لا يُتسمى شخص بهذا اللقب إلا وكان منكوحا في دبره أو كافر أو مفتر كذاب ، وهذا الإسلوب كان متعارفاً عند العرب وهو ما يعبر عنه بـالبلاغة : (المدح الذي يراد منه أو به الذم) بمعنى أن ظاهر اللفظ هو المدح ولكنه يستبطن الذم لوجود قرائن خارجية على ذلك .
--------------------------------
1 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 48 ، ص 134.
2 - المصدر السابق ، ص 135.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
عظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى إستشهاد كاظم الغيظ الإمام المسموم المظلوم موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) .
تنص الشبهة على أن الإمام الكاظم (عليه السلام) قد بعث برسالة إلى الخيزران أم هارون الرشيد يسمي فيها هارون الرشيد بأمير المؤمنين .
وهذا هو نص الرسالة :
( بسم الله الرحمن الرحيم : للخيزران أم أمير المؤمنين من موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين أما بعد أصلحك الله ، وأمتع بك ، وأكرمك ، وحفظك ، وأتم النعمة والعافية في الدنيا والآخرة لك برحمته ، ثم إن الأمور أطال الله بقاءك كلها بيد الله يمضيها ، ويقدرها ، بقدرته فيها ، والسلطان عليها توكل بحفظ ماضيها ، وتمام باقيها ، فلا مقدم لما أخر منها ، ولا مؤخر لما قدم ، استأثر بالبقاء ، وخلق خلقه للفناء ، أسكنهم دنيا سريعا زوالها ، قليلا بقاؤها ، وجعل لهم مرجعا إلى دار لا زوال لها ولا فناء ، لم يكن أطال الله بقاءك أحد من أهلي ، وقومك وخاصتك وحرمتك كان أشد لمصيبتك إعظاما ، وبها حزنا ولك بالأجر عليها دعاءا وبالنعمة التي أحدث الله لأمير المؤمنين أطال الله بقاءه دعاءا بتمامها ، ودوامها ، وبقائها ، ودفع المكروه فيها مني ، والحمد لله لما جعلني الله عليه بمعرفتي بفضلك ، والنعمة عليك ، وبشكري بلاءك ، وعظيم رجائي لك أمتع الله بك ، وأحسن جزاءك ، إن رأيت أطال الله بقاءك أن تكتبي إلي بخبرك في خاصة نفسك ، وحال جزيل هذه المصيبة ، وسلوتك عنها فعلت ، فإني بذلك مهتم والي ما جاءني من خبرك وحالك فيه متطلع ، أتم الله لك أفضل ما عودك من نعمته ، واصطنع عندك من كرامته .
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ) . 1
والسؤال هو كيف يطلق الإمام الكاظم (عليه السلام) لقب أمير المؤمنين على هارون الرشيد ، مع أن هذا اللقب في روايات الأئمة المعصومين (عليهم السلام) مختص بالإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولا يسمى به غيره إلا من كان كافراً أو منكوحاً في دبره ؟؟؟
والردّ على هذه الشبهة من وجوه :
1 - ان سند الخبر الذي نقل لنا هذه الرسالة مجهول ، فقد ورد الخبر هكذا : ( محمد بن عيسى ، عن بعض من ذكره ، أنه كتب أبو الحسن موسى عليه السلام ... ) فكما تلاحظ هو جهالة الواسطة بين محمد بن عيسى وبين الامام الكاظم عليه السلام .
2 - على فرض صحة سند هذا الخبر فيمكن حمل إطلاق الإمام الكاظم (عليه السلام) لقب أمير المؤمنين على هارون الرشيد هو للتقية الشديدة التي كانت في زمان الإمام الكاظم (عليه السلام) ، قال العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار : ( أقول : انظر إلى شدة التقية في زمانه عليه السلام حتى أحوجته إلى أن يكتب مثل هذا الكتاب لموت كافر لا يؤمن بيوم الحساب ، فهذا يفتح لك من التقية كل باب ) . 2
3 - لعل إطلاق الإمام الكاظم (عليه السلام) هذا اللقب على هارون الرشيد إنّما هو منقصة وذم قبيح له لعلم الامام الكاظم (عليه السلام) وشيعته بأنّه لا يُتسمى شخص بهذا اللقب إلا وكان منكوحا في دبره أو كافر أو مفتر كذاب ، وهذا الإسلوب كان متعارفاً عند العرب وهو ما يعبر عنه بـالبلاغة : (المدح الذي يراد منه أو به الذم) بمعنى أن ظاهر اللفظ هو المدح ولكنه يستبطن الذم لوجود قرائن خارجية على ذلك .
--------------------------------
1 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 48 ، ص 134.
2 - المصدر السابق ، ص 135.
تعليق