بسم الله الرحمن الرحيم
والصلِاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرة
قال : الحويزي ي تفسير نور الثقلين ج 7 ص 202 :
71 - في تفسيرعلى بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن عثمان بن
عيسى وحماد بن عثمان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما بويع لابى بكر واستقام له الامر
على جميع المهاجرين والانصار بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله
منها فجاءت فاطمة إلى أبى بكر فقالت : يابا بكر منعتنى ميراثى من رسول الله صلى الله عليه واله وأخرجت
وكيلى من فدك وقد جعلها لى رسول الله بأمر الله عزوجل ؟ فقال لها : هاتى على ذلك شهودا ،
فجاءت بام أيمن فقالت : لا أشهد حتى أحتج يا أبا بكر عليك بما قال رسول الله صلى الله عليه واله ، فقالت :
انشدك يا أبا بكر ألست تعلم ان رسول الله قال : ام أيمن امرأة من أهل الجنة ؟ قال : بلى ، قالت :
فاشهد بان الله أوحى إلى رسوله صلى الله عليه واله وآت ذا القربى حقه فجعل فدك لفاطمة بأمر الله
وجاء على فشهد بمثل ذلك فكتب لها كتابا ودفعه اليها ، فدخل عمرفقال : ما هذا
الكتاب ؟ فقال أبوبكر : ان فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها ام ايمن وعلى فكتبت
لها بفدك ، فأخذ عمرالكتاب من فاطمة فمزقه وقال : هذا فئ المسلمين ، وقال : أوس
ابن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله انه قال : انا معاشر الانبياء لا
نورث ما تركناه صدقة ، وان عليا زوجها يجر إلى نفسه وام ايمن فهى امرأة صالحة
لو كان معها غيرها لنظرنا فيه ، فخرجت فاطمة عليها السلام من عندها باكية حزينة ،
فلما كان بعد هذا جاء على عليه السلام إلى أبى بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون و
الانصار ، فقال : يابابكرلم منعت فاطمة من ميراثها من رسول الله صلى الله عليه واله وقد ملكته
في حيوة رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال أبوبكر : هذا فئ المسلمين فان أقامت شهودا ان
رسول الله صلى الله عليه واله جعل لها والا فلا حق لها فيه ، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه :
تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟ قال : لا قال : فان كان في يد المسلمين
شئ يملكونه وادعيت انا فيه من تسأل البينة ؟ قال : اياك كنت اسأل البينة على ما تدعيه
على ما في يدى وقد ملكته في حيوة رسول الله صلى الله عليه واله وبعده ولم تسأل المسلمين البينة
على ما ادعوا على شهودا كما سألتنى على ما ادعيت عليهم ؟ فسكت ابوبكر
ثم قال
عمر : يا على دعنا من كلامك فانا لا نقوى على حججك فان أتيت شهودا عدولا والا فهو
فئ المسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه ، فقال أمير المؤمنين : يا ابابكر تقرأ كتاب الله ؟
قال : نعم قال : فأخبرنى
عن قول الله تعالى :
( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
فيمن نزلت ، فينا ام في غيرنا ؟ قال : بل فيكم ، قال : فلو
ان شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ما كنت صانعا ؟ قال : كنت اقيم عليها الحد كما اقيم على
سائرالمسلمين ، قال : كنت اذا عند الله من الكافرين قال : ولم ؟ قال : لانك رردت شهادة الله لها
بالطهارة ، وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله وحكم رسوله ان جعل لها
فدكا وقبضته في حيوته ، ثم قبلت شهادة اعرابى بائل على عقبيه ( مثل اوس بن الحارث
عليها وأخذت منها فدك ، وزعمت انه فئ المسلمين وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله : البينة
على من ادعى واليمنين على من ادعى عليه ؟ قال : فدمدم الناس وبكى بعضهم
فقالوا : صدق والله على ورجع على صلوات الله عليه إلى منزله قال : فدخلت فاطمة عليها
السلام المسجد وطافت بقبر أبيها صلى الله عليه واله وهى تبكى وتقول :
انا فقدناك فقد الارض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
قد كان جبريل بالايات يونسنا * فغاب عنا فكل الخير محتجب
وكنت بدرا منيرا يستضاء به * عليك تنزل من ذى العزة الكتب
تهضمتنا رجال واستخف بنا * اذغبت عنا فنحن اليوم مغتصب .
تعليق