معرفة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين المعصومين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والأخرين
وبعد هذه معرفة الله سحانه وتعالى عند علي عليه السلام
عن الأصبغ بن نباتة، قال: لما جلس عليّ(عليه السلام) في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمماً بعمامة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لابساً بردة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) متقلداً سيف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فصعد المنبر فجلس(عليه السلام)متمكناً، ثمّ شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه، ثمّ قال:
أَيُّهَا النَّاسُ، سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
هذا ما زقني رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) زقاً زقاًظ، سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين.
فقام إليه رجل يقال له ذِعْلَبْ اليمني ـ وكان ذرب اللسان بليغاً في الخطب، شجاع القلب ـ فقال: لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة، لأخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه، فقال: يا أميرالمؤمنين! هل رأيت ربّك؟
قال(عليه السلام): ويلك يا ذعلب، لم أكن بالذي أعبد ربّاً لم أره!
فقال: فكيف رأيته؟ صفه لنا.
قال: ويلك، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الأيمان، ويلك يا ذعلب، إنّ ربّي لا يوصف بالبعد، ولا بالحركة، ولا بالسكون، ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللطافة، لا يوصف باللطف، عظيم العظمة، لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء، لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة، لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة، لا يوصف بالرقة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمحسة، قائل لا باللفظ، هو في الأشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كلّ شيء فلا يقال: شيء فوقه، وأمام كلّ شيء فلا يقال: له أمام، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل، وخارج منها لا كشيء من شيء خارج.
فخر ذعلب مغشياً عليه، ثمّ قال: تالله، ما سمعت بمثل هذا الجواب،
والله لا عدت إلى مثلها.
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 2811 .
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين المعصومين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والأخرين
وبعد هذه معرفة الله سحانه وتعالى عند علي عليه السلام
عن الأصبغ بن نباتة، قال: لما جلس عليّ(عليه السلام) في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمماً بعمامة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لابساً بردة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) متقلداً سيف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فصعد المنبر فجلس(عليه السلام)متمكناً، ثمّ شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه، ثمّ قال:
أَيُّهَا النَّاسُ، سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
هذا ما زقني رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) زقاً زقاًظ، سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين.
فقام إليه رجل يقال له ذِعْلَبْ اليمني ـ وكان ذرب اللسان بليغاً في الخطب، شجاع القلب ـ فقال: لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة، لأخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه، فقال: يا أميرالمؤمنين! هل رأيت ربّك؟
قال(عليه السلام): ويلك يا ذعلب، لم أكن بالذي أعبد ربّاً لم أره!
فقال: فكيف رأيته؟ صفه لنا.
قال: ويلك، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الأيمان، ويلك يا ذعلب، إنّ ربّي لا يوصف بالبعد، ولا بالحركة، ولا بالسكون، ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللطافة، لا يوصف باللطف، عظيم العظمة، لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء، لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة، لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة، لا يوصف بالرقة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمحسة، قائل لا باللفظ، هو في الأشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كلّ شيء فلا يقال: شيء فوقه، وأمام كلّ شيء فلا يقال: له أمام، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل، وخارج منها لا كشيء من شيء خارج.
فخر ذعلب مغشياً عليه، ثمّ قال: تالله، ما سمعت بمثل هذا الجواب،
والله لا عدت إلى مثلها.
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 2811 .
تعليق