بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى صاحب بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤١ - الصفحة ١٩٩ عن - الخرائج:
قال روي عن سليمان الأعمش، عن سمرة بن عطية، عن سلمان الفارسي قال: إن امرأة من الأنصار يقال لها أم فروة تحض على نكث بيعة أبي بكر وتحث على بيعة علي عليه السلام، فبلغ أبا بكر (1) فأحضرها واستتابها فأبت عليه، فقال:
يا عدوة الله أتحضين على فرقة جماعة اجتمع (2) عليها المسلمون فما قولك في إمامتي؟
قالت: ما أنت بامام، قال: فمن أنا؟ قالت: أمير قومك وولوك فإذا أكرموك (3) فالامام المخصوص من الله ورسوله لا يجوز عليه الجور، وعلى الأمير والامام المخصوص أن يعلم (4) ما في الظاهر والباطن وما يحدث في المشرق والمغرب من الخير والشر، فإذا قام في شمس أو قمر فلا فيئ له، ولا يجوز الإمامة لعابد وثن ولا لمن كفر ثم أسلم، فمن أيهما أنت يا ابن أبي قحافة؟ قال: أنا من الأئمة الذين اختارهم الله لعباده! فقالت: كذبت على الله ولو كنت ممن اختارك الله لذكرك في كتابه كما ذكر غيرك فقال عز وجل: " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون (5) " ويلك إن كنت إماما حقا فما اسم سماء الدنيا (6) و الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة؟ فبقي أبو بكر لا يحير (7) جوابا، ثم قال: اسمها عند الله الذي خلقها، قالت: لو جاز للنساء أن يعلمن علمتك (8) فقال: يا عدوة الله لتذكرن اسم سماء وسماء إلا قتلتك (9)، قالت: أبالقتل تهددني والله ما أبالي أن يجري قتلي على يد مثلك ولكني أخبرك، أما السماء الدنيا أيلول، والثانية ربعول (10)، والثالثة سحقوم، والرابعة ذيلول (11)، والخامسة ماين، و السادسة ماجير (12)، والسابعة ايوث، فبقي أبو بكر ومن معه متحيرين، فقالوا لها: ما تقولين في علي؟ قالت: وما عسى أن أقول في إمام الأئمة ووصي الأوصياء من أشرق بنوره الأرض والسماء، ومن لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته (13)، و لكنك نكثت واستبدلت وبعت دينك، قال (14) أبو بكر: اقتلوها فقد ارتدت فقتلت، وكان علي عليه السلام في ضيعة له بوادي القرى، فلما قدم وبلغه قتل أم فروة فخرج إلى قبرها (15)، وإذا عند قبرها أربعة طيور بيض مناقيرها حمر، في منقار كل واحد حبة رمان وهي تدخل في فرجة في القبر، فلما نظر الطيور إلى علي عليه السلام رفرفن وقرقرن، فأجابهن بكلام يشبه كلامهن، قال: أفعل إن شاء الله، ووقف عند قبرها ومد يده إلى السماء وقال: يا محيي النفوس بعد الموت ويا منشئ العظام الدارسات أحي لنا أم فروة واجعلها عبرة لمن عصاك، فإذا بهاتف (16): امض لأمرك يا أمير المؤمنين، وخرجت أم فروة متلحفة بريطة (17) خضراء من السندس الأخضر وقالت: يا مولاي أراد ابن أبي قحافة أن يطفئ نورك فأبى الله لنورك إلا ضياء، و بلغ أبا بكر وعمر ذلك فبقيا (18) متعجبين، فقال لهما سلمان: لو أقسم أبو الحسن على الله أن يحيى الأولين والآخرين لأحياهم، وردها أمير المؤمنين عليه السلام إلى زوجها، وولدت غلامين له وعاشت بعد علي ستة أشهر (19).
الفهرست
(1) في المصدر: فبلغ ذلك أبا بكر.
(2) في المصدر: على فرقة اجتمعوا عليها المسلمون.
(3) في المصدر: أمير قومك اختاروك قومك فولوك فان كرهوك عزلوك.
(4) في المصدر: لا يجوز عليه الجور على الأمة، والامام المخصوص يعلم اه.
(5) سورة السجدة: ٢٤.
(6) في المصدر: سماء الدنيا الأولة.
(7) في المصدر: لا يجيب.
(8) في المصدر: ان يعلمن الرجال لعلمتك.
(9) في المصدر: لتذكرين اسم سماء وسماء أو لأقتلنك.
(10) في المصدر: ريعول.
(11) في المصدر: ديلول.
(12) في المصدر: ماحير.
(13) في المصدر: الا بمعرفته.
(14) في المصدر: وبعت بدينك بدنياك، فقال اه.
(15) في المصدر: إلى منزلها.
(16) في المصدر: فإذا بهاتف يقول.
(17) الريطة - بفتح الراء وسكون الياء -: كل ثوب يشبه الملحفة. الكفن.
(18) في المصدر: فصارا.
(19) الخرائج والجرائح: 82.
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى صاحب بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤١ - الصفحة ١٩٩ عن - الخرائج:
قال روي عن سليمان الأعمش، عن سمرة بن عطية، عن سلمان الفارسي قال: إن امرأة من الأنصار يقال لها أم فروة تحض على نكث بيعة أبي بكر وتحث على بيعة علي عليه السلام، فبلغ أبا بكر (1) فأحضرها واستتابها فأبت عليه، فقال:
يا عدوة الله أتحضين على فرقة جماعة اجتمع (2) عليها المسلمون فما قولك في إمامتي؟
قالت: ما أنت بامام، قال: فمن أنا؟ قالت: أمير قومك وولوك فإذا أكرموك (3) فالامام المخصوص من الله ورسوله لا يجوز عليه الجور، وعلى الأمير والامام المخصوص أن يعلم (4) ما في الظاهر والباطن وما يحدث في المشرق والمغرب من الخير والشر، فإذا قام في شمس أو قمر فلا فيئ له، ولا يجوز الإمامة لعابد وثن ولا لمن كفر ثم أسلم، فمن أيهما أنت يا ابن أبي قحافة؟ قال: أنا من الأئمة الذين اختارهم الله لعباده! فقالت: كذبت على الله ولو كنت ممن اختارك الله لذكرك في كتابه كما ذكر غيرك فقال عز وجل: " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون (5) " ويلك إن كنت إماما حقا فما اسم سماء الدنيا (6) و الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة؟ فبقي أبو بكر لا يحير (7) جوابا، ثم قال: اسمها عند الله الذي خلقها، قالت: لو جاز للنساء أن يعلمن علمتك (8) فقال: يا عدوة الله لتذكرن اسم سماء وسماء إلا قتلتك (9)، قالت: أبالقتل تهددني والله ما أبالي أن يجري قتلي على يد مثلك ولكني أخبرك، أما السماء الدنيا أيلول، والثانية ربعول (10)، والثالثة سحقوم، والرابعة ذيلول (11)، والخامسة ماين، و السادسة ماجير (12)، والسابعة ايوث، فبقي أبو بكر ومن معه متحيرين، فقالوا لها: ما تقولين في علي؟ قالت: وما عسى أن أقول في إمام الأئمة ووصي الأوصياء من أشرق بنوره الأرض والسماء، ومن لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته (13)، و لكنك نكثت واستبدلت وبعت دينك، قال (14) أبو بكر: اقتلوها فقد ارتدت فقتلت، وكان علي عليه السلام في ضيعة له بوادي القرى، فلما قدم وبلغه قتل أم فروة فخرج إلى قبرها (15)، وإذا عند قبرها أربعة طيور بيض مناقيرها حمر، في منقار كل واحد حبة رمان وهي تدخل في فرجة في القبر، فلما نظر الطيور إلى علي عليه السلام رفرفن وقرقرن، فأجابهن بكلام يشبه كلامهن، قال: أفعل إن شاء الله، ووقف عند قبرها ومد يده إلى السماء وقال: يا محيي النفوس بعد الموت ويا منشئ العظام الدارسات أحي لنا أم فروة واجعلها عبرة لمن عصاك، فإذا بهاتف (16): امض لأمرك يا أمير المؤمنين، وخرجت أم فروة متلحفة بريطة (17) خضراء من السندس الأخضر وقالت: يا مولاي أراد ابن أبي قحافة أن يطفئ نورك فأبى الله لنورك إلا ضياء، و بلغ أبا بكر وعمر ذلك فبقيا (18) متعجبين، فقال لهما سلمان: لو أقسم أبو الحسن على الله أن يحيى الأولين والآخرين لأحياهم، وردها أمير المؤمنين عليه السلام إلى زوجها، وولدت غلامين له وعاشت بعد علي ستة أشهر (19).
الفهرست
(1) في المصدر: فبلغ ذلك أبا بكر.
(2) في المصدر: على فرقة اجتمعوا عليها المسلمون.
(3) في المصدر: أمير قومك اختاروك قومك فولوك فان كرهوك عزلوك.
(4) في المصدر: لا يجوز عليه الجور على الأمة، والامام المخصوص يعلم اه.
(5) سورة السجدة: ٢٤.
(6) في المصدر: سماء الدنيا الأولة.
(7) في المصدر: لا يجيب.
(8) في المصدر: ان يعلمن الرجال لعلمتك.
(9) في المصدر: لتذكرين اسم سماء وسماء أو لأقتلنك.
(10) في المصدر: ريعول.
(11) في المصدر: ديلول.
(12) في المصدر: ماحير.
(13) في المصدر: الا بمعرفته.
(14) في المصدر: وبعت بدينك بدنياك، فقال اه.
(15) في المصدر: إلى منزلها.
(16) في المصدر: فإذا بهاتف يقول.
(17) الريطة - بفتح الراء وسكون الياء -: كل ثوب يشبه الملحفة. الكفن.
(18) في المصدر: فصارا.
(19) الخرائج والجرائح: 82.
تعليق