تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
عندما يكون الحديث عن الحسين سيد الشهداء عليه السلام بن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، فهل صحيح أنّ الشيعة قد عرفته من خلال واقعة الطف وما جرى عليه في يوم عاشوراء، ام أنّ الأمر ليس كذلك؟ سؤال يحتاج الى جواب واضح وجلي والجواب هو: أنّ الحسين عليه السلام إمام قد عرفته الناس وكل الشيعة كونه نتاج الزواج الالهي عندما أُمر الرسول صلى الله عليه واله بتزويج النور من النور وهما امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام والسيدة الزهراء سلام الله عليها، النتاج الاوّل كان الحسن عليه السلام والنتاج الثاني كان الحسين عليه السلام البهجة والسرور انتشرت في البيت المحمدي العلوي بهذه الولادات التي ثالثها السيدة زينب سلام الله عليها، فذاك الفرح والسرور الذي مهما وصفناه لا يمكن ان نصل الى حقيقته بفرح رسول الله صلى الله عليه واله وامير المؤمنين والسيدة الزهراء عليهما السلام، فعلم المسلمون بهذا الامر من خلال الروايات المستفيضة التي ذكرت هذه الولادات في هذا البيت الشريف، فإذاً الامر مستفيض ومتواتر ومعروف والفرح كبير، فنحن ايضا حريٌّ بنا أن نعيش الفرحة بالولادة وما تعنيه، كما عاشها رسول الله صلى الله عليه واله، إذ نرى في الرّوايات عظيم العشق والمحبّة والرّأفة بولديْه الحسن والحسين عليهما السلام، إمامي الأمَّة في قيامهما وقعودهما، حتى روي عنه صلى الله عليه واله في أكثر من مصدر بروايات المسلمين جميعاً عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: طَرَقْتُ عَلَى اَلنَّبِيِّ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي بَعْضِ اَلْحَاجَةِ فَخَرَجَ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ مَا أَدْرِي مَا هُوَ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي فَقُلْتُ: مَا هَذَا اَلَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ فَكَشَفَهُ فَإِذَا هُوَ اَلْحَسَنُ وَاَلْحُسَيْنُ عَلَى وَرِكَيْهِ فَقَالَ: ((هَذَانِ اِبْنَايَ وَاِبْنَا اِبْنَتِي اَللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا))[1].
فعندما نحب الحسين عليه السلام فإننا نحب رسول الله صلى الله عليه واله، إذ الحسين عليه السلام امتدادٌ حيٌ في الروح والعقل للرسول صلى الله عليه واله الذي هو الرحمة المهداة للعالمين جميعاً.
نفرح لولادة الحسين عليه السلام لأنّنا نفرح لامتداد قيم الإسلام والرّسالة فيه، بحيث جسّد في سلوكه وعلمه وجهاده واستشهاده روح الدّين والعقيدة، وكان ولا يزال قدوةً للمجاهدين والعابدين والمتّقين.
في الحسين عليه السلام أخلاق محمَّد وطهر فاطمة وشجاعة عليّ وحكمته وحلم الحسن، وفيه استجمعت كلّ الفضائل والكمالات العقليَّة والرّوحيَّة بما ورثه من أخلاق النبيّين والصدّيقين.
وعلينا أن نحمد الله عز وجل على هذا المولود الامام الذي رفع راية الثورة في وجه الظلم والطغيان، وكان الانتصار من خلال سفك دمه الشريف ودم اهل بيته وأثنى وسبعين رجلا من أصحابه، إنَّ هؤلاء العظام عليهم السلام عاشوا في زمانٍ لم يرتفع فيه النَّاس إلى مستوى معرفتهم وفهمهم وتأكيد قوَّة الإرادة في الوقوف معهم.
ومن خلال هذا، لا بدَّ من أن نستوحي من تلك المشكلة الّتي عاشها الأئمَّة عليهم السلام، ومن قبلهم الأنبياء عليهم السلام، كيف يجب علينا أن نميِّز بين السَّائرين في الخطِّ المستقيم، والسّائرين في الخطِّ المنحرف، بين من يفتح عقول النَّاس على الحقّ، ومن يسير بالنَّاس نحو الباطل.
عندما نعيش الفرح بالحسين الرّسالة والجهاد والتّضحية والشّهادة والقوّة، فإنَّ علينا أن نبقى معه، لا أن نذرف مجرَّد دموع حزينة تنطلق من إحساسنا بالمأساة.
إذاً المناسبة جليلة وعظيمة وتجسد حقيقة الانتماء لهذا المذهب الشريف، وتبين أنّ الانتماء ليس فقط من خلال الشهادة والتضحية؛ إنّما ايضا يكون معها الاحتفال والفرح عند قدوم هذه المناسبة، والتوجه بالتبريك لمولانا صاحب العصر والزمان في مثل يوم الثالث من شعبان، الذي كانت فيه ولادة الامام الحسين سيد الشهداء عليه السلام.
فكل عام وأنتم بألف خير لهذه المناسبة العظيمة واعادها الله علينا وعليكم بكل خير ويمن وبركة وإن شاء الله نكون وإياكم من الآخذين بثأره مع الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
[1] سنن الترمذي، ج 5، ص: 656، ح 3769.
تعليق