وشهر ربيع الأول هو رمز ذلك اليوم السعيد المسعود، واليوم الذي لا ولن ينسى، ذاك اليوم الشاهد والمشهود، مولد فخر الوجود –صلوات الله وسلامه عليه -الذي كلن مولده فصلا بين عالمين ما قبل الرسالة المحمدية ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها، وعهدالرسالة العالمية المحمدية، التي كشفت الغمة وأذهبت الظلمة، ورفعت الحجب وهتكت الأستار وهدمت السدود المانعة من الوصول إلى الله
ومن استعرض ما كانت تعيشه البشرية عموما أذهله ما كانت عليه من جهل مطبق وانطماس الأبصار والبصائر عن معاني الإيمان ومعرفة الخالق سبحانه. ثم التناحر والاقتتال لأتفه الأسباب وشيوع الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتكالب القوي على الضعيف، والضعيف لا عون له ولا نصير، والظالم لا ناصح ولا قائم في وجهه. والبشرية عموما في غي وظلم:
إلى أن ولد النور الذي بدد الظلمات، وأزال الحجب والموانع عن معرفة الله، وزكى النفوس، وطهر الجوارح، ووحد القلوب، وألف الأمم، وعلم البشرية ما لم تكن تعلم..كانت البشرية ما قبل البعثة النبوية الشريفة في ظلام حالك وتيه دامس، واضطراب في القيم، وفساد السلوك، وفشو الفواحش والموبقات، وهيمنة القوي على ا
فكانت البشرية تحتاج إلى نور تنقشع به الظلمة وسراج منير يهتدي به الحيارى ويبدد الظلم.... فولد النور
****** محمد. ********
صلوات ربي وسلامه عليه فنور الله به القلوب، وهدى به العقول، وزكى به النفوس، ووحد الأمة من شتات وأيقظها من سبات.مولده نور، بعثته نور، هجرته نور، كلامه نور، طلعته نور وأي نور،فذاته الشريفة نور وليس دينه فقط، وليست رسالته فقط، وليست دعوته فقط، بل كل عضو منه يبرق نورا،إذا كان الربيع شهر الانشراح والسكينة فقد ولد الهادي لنشر معاني راحة القلوب، وسكينة الأرواح، وطمأنينة الجوارح.
كل الطاعات والأوامر التي جاء بها الحبيب صلى الله عليه واله وسلم، فإنها مع المداومة تترك في القلب انشراحا وفي النفس سكينة وهدوءا وفي الروح رقيا ومعراجا. والمشقة تجلب التيسير.
جمع صلى الله عليه وآله وسلم القلوب التائهة على الله سبحانه وعرف الأرواح ببارئها، ورقَّى بنورانية قلبه وصفاء سره ونقاء جوهره الأرواح إلى أعلى درجات الطهر، وبلين عشرته وطهارة مخبره وحسن كلامه وأدبه الرفيع زكى النفوس حتى أطمأنت فاستجابت لنداء الله الآمر الناهي.
يأتيه الكافر جاحدا ويخرج مؤمنا صادقا. يأتيه الرجل مجادلا معاندا فينظر إلى وجهه الشريف قبل محاورته ومناظرته فيرى صدقه على وجهه قبل أن يسمع كلامه. استطاع صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ أن يؤلف القلوب، وينير الأبصار، وينقي العقول، ويشحذ العزائم، ويرفع الهمم، وينسق الجهود. جمع الناس على كلمة واحدة ووحد هدفهم
فهل نحن ممن سيرد جميله ويعبر عن امتنانه وولائه لنبيه بان نكمل مسيرته بالحفاظ على وحدتنا ونؤلف قلوبنا وخاصة نحن في هذه الظروف ؟ والأعداء من حولنا تريد ان نتفرق حتى تشتتنا وتنهي كل اثر للدين المحمدي فنعود مرة أخرى الجاهليه الاولى ؟
فهل سنلبي النداء وننادي لبيك يا رسول الله ؟
تعليق