إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا إله إلَّا الله ولا نعبد إلَّا إيّاه مُخلِصينَ له الدِّين ولو كَرِه المُشركون،

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا إله إلَّا الله ولا نعبد إلَّا إيّاه مُخلِصينَ له الدِّين ولو كَرِه المُشركون،

    هي خير العبادة، وتمحو السّيئات، وتهدِم الذُّنوب، وعَظَمَةُ الصلاة على رسول الله وآله الأطهار فرْعُ عَظَمَتِها. إنّها كلمة التوحيد: «لا إله إلا الله».
    هذه وقفة مع عددٍ من الروايات الواردة بشأنها، وبعض دلالاتها.


    من جُملة الأعمال العامّة في شهر شعبان التي يُؤتى بها في أيّ وقت، ذِكْرُ «لا إله إلَّا الله»،
    فقد ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله:


    «مَنْ قال في شعبان ألف مرَّة لا إله إلَّا الله ولا نعبد إلَّا إيّاه مُخلِصينَ له الدِّين ولو كَرِه المُشركون، كَتب اللهُ له عبادة ألف سنة، ومَحَا عنه ذنب ألف سنة، ويَخرج من قبره يوم القيامة ووجهُه يتلألأ مثل القمر ليلة البدر، وكُتِب عند الله صِدِّيقاَ».

    كلمة التَّوحيد «لا إله إلَّا الله» هي الكلمة التي من أجل حقيقتها كانت رحلةُ الأنبياء على نبيِّنا وآله وعليهم جميعاً صلوات الرَّحمن. إنَّ كلّ الجهود التي بُذِلت على وجه الأرض منهم ومن أتباعهم الصادقين، كانت من أجل تأكيد معنى كلمة التوحيد وحقيقتِها.

    أفضل من الصلوات

    وكلُّ ما عَرَفْتَ من العَظَمَة لشعار «أللّهمَّ صلِّ على مُحمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد»، لا يَعدو كَوْنه فَرْعُ عَظَمَة «لا إله إلَّا الله»؛ إنَّه السبيل إلى توحيد الله تعالى كما أراد هو سبحانه باتِّباع نبيِّه المُصطَفى وأهل البيت صلّى الله عليه وعليهم.
    وكلمة التوحيد هي الشِّعار الذي رَفعه المُصطَفى صلّى الله عليه وآله، حين تَحدَّى كلَّ العقبات، مُصِرّاً على إنقاذ الناس من بَراثِن الجهل المُطْبِق والضلال البعيد، فكان صلّى الله عليه وآله يقول: «قولوا لا إله إلَّا الله تُفلِحوا».
    وقد وَرَد التأكيد على الإكثار من هذا الذِّكر، والمواظبة عليه مُطلقاً في أيِّ وقتٍ في شعبان وفي غيره، إلَّا أنّه وَرَد التأكيد في شعبان على صيغة خاصّة هي ما تقدَّم: «لا إله إلَّا اللهُ ولا نعبد إلَّا إيّاه مُخلِصينَ له الدِّين ولو كَرِهَ المُشرِكون».
    وكأنّنا نستقبل شهر رمضان بالتأكيد على التَّوحيد، من خلال الإخلاص لله عزَّ وجلَّ، والتأكيد على التحدّي للمشركين الذين يُصِرّون على الخروج من ولاية الله عزَّ وجلَّ، وعلى أن يُخرِجوا غيرهم.
    مَنْ قال في شعبان ألف مرّة هذا الذكر: «لا إله إلَّا الله ولا نعبد إلَّا إيّاه مخلصينَ له الدِّين ولو كَرِهَ المشركون»، كَتب الله له عبادة ألف سنة. إنَّها دعوة إلهيّة كريمة، تُتيح لنا أن نُجذِّر هذه المعاني ونُؤصِّلها في نفوسنا في شهر شعبان، كي نكون عند حلول شهر الله تعالى من أهل الضيافة الإلهيّة، الذين يَحقُّ لهم أن يكونوا ضيوف الرَّحمن في شهره عزَّ وجلَّ.

    تَهْدِمُ الذنوب

    ورد في الروايات حول هذا الذِّكر: «لا إله إلاّ الله» أنّه يَهدِم الذُّنوب!
    فليَتَدبَّر كلٌّ مِنّا أمرَه، وليُخاطِب نفسه: كم احتَطَبْتُ على ظهري من الذُّنوب؟ أَوَلا أرُيد أن أَتَخلَّص منها؟ هل أُريد أن أَنتقل إلى ربِّي حاملاً ثِقلي على ظهري؟
    عن الإمام الباقر عليه السلام: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لقِّنُوا موتاكم لا إله إلَّا الله فإنّها تَهْدِم الذُّنوب. فقالوا يا رسول الله فمَن قال في صحَّته؟ -أي إذا قالها المسلم وهو في وضع صحِّي طبيعي، قبل أن يَصل إلى الإحتضار أوالموت، فهل يكون لها نفس التأثير في هدم الذنوب؟- فقال صلّى الله عليه وآله: ذاك أَهدَمُ وأَهدَمُ. إنَّ لا إله إلَّا الله أُنْسٌ للمؤمن في حياته وعند موته وحين يُبعث، ".." قال جبرئيل عليه السلام: يا محمّد لو تراهم حين يُبعثون، هذا مُبيَضٌّ وجهُه ينادي: لا إله إلَّا الله والله أكبر، وهذا مُسوَدٌّ وجهه ينادي: يا ويلاه يا ثُبُوراه».
    * «لا إله إلَّا الله» من الحيّ تهدم الذنوب بنسبة أكثر بكثير، وبأضعاف مضاعفة، ممّا تهدمه «لا إله إلَّا الله» من الذُّنوب عند المُحتضر الذي يُلَقَّن كلمة التوحيد.
    ثمَّ تَتحدَّث الرواية حول أنَّ الله تعالى يَبعث الناس من قبورهم أشكالاً شتّى، كلٌّ على شاكِلته، فَقِسمٌ من الناس يُبعثون بِيضُ الوجوه ينادون: «لا إله إلَّا الله والله أكبر». وهؤلاء هم المُوَحِّدون حقيقةَ في الدُّنيا، الذين كانوا يقولون: «لا إله إلّا الله» بِصِدق، وقد عَقدوا عليها القلوب وخَضعت لها الجوارح، فلا يُطيعون الشيطان في معصية الله عزَّ وجلَّ، أو اتَّخذوا قرارَهم في عدم الإقدام على ذلك، ولم يتَّخِذوا الهَوَى ربّاً من دون الله تعالى. فَهُم حريصون على توحيد الله عزَّ وجلَّ بالعقل وبالقلب، وليس توحيدُهم مجرَّد لقلَقة لسان.
    وقِسمٌ آخر من الناس يُبعثون وقد اسْوَدَّتْ وجوهُهم، ينادي كلٌّ منهم: «يا ويلاه يا ثُبُوراه»، أي يا وَيلي ويا هلاكي. وأيُّ هلاكٍ أشدُّ من هذا الهلاك. خَسِرَ الدنيا والآخرة!
    أللّهمَّ بحُبِّك لنا، بحُبِّك لعبادك المُسرِفين على أنفسهم العاصِين، هذا الحبِّ الذي دَلَلْتَنا عليه بِقَوْلك تَقدَّسَت أسماؤك: ﴿يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً..﴾ الزمر:53.
    أللّهمّ بحُبِّك لنا، وحبُّك لنا على قَدرِكَ، وما قيمةُ حبِّنا لك لِنَقول بِحُبِّنا لك، أللّهمَّ بحُبِّك لنا مُنَّ علينا بالهُدى، بالنُّور، بحقيقة التوحيد، برحمتك يا أرحم الراحمين.

    تمحو السيِّئات

    وفي الروايات أنّ «لا إله إلَّا الله» تمحو السيِّئات.
    عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ما مِن مؤمنٍ يقول: لا إله إلَّا الله إلَّا مَحَتْ ما في صحيفتِه من سيّئات، حتى تنتهي إلى مثلِها من حسنات».
    إذاً، عندما يَرى أحدُنا أنّه غارقٌ في بِحار الذُّنوب التي تراكمت، وتلاطمت، فما عليه إلَّا أن يُكثِر بإخلاص من كلمة التوحيد: «لا إله إلَّا الله».
    ونَجِدُ في حديثٍ عن أمير المؤمنين عليه السلام ما يُوضح لنا الرواية المتقدِّمة، بما يُعطينا أملاً أكبر حول معنى: «..حتى تنتهي إلى مثلها من حسنات».
    يقول المولى أبو الحسن عليه السلام: «ما مِن عبْدٍ مُسلمٍ يقول لا إله إلَّا الله إلاّ صَعدَت تَخرق كلَّ سقف، لا تَمرُّ بشيءٍ من سيّئاته إلاّ طَلَسَتْها (أي مَحَتْها) حتّى تنتهي إلى مثلها من الحسنات فَتَقِف».
    كأنَّ الحسنات تمدُّ الإنسان بنور وتُحفظ في عليّين، وأمّا السيئات فإنّها بظلامها تُحيط بصاحبها، وتُحفَظ حيث ينبغي أن تُحفَظ من عوالم أسفل سافلين، وعندما يقول صاحب المعاصي بإخلاص: «لا إله إلاّ الله»، فإنَّ كلمة التوحيد تَمُرُّ بالسيّئات فتَطْلسها وتَمْحوها حتّى تلتقي بغيرها من الحسنات، وعلى هذا فيكون معنى انتهائها إليها تواصلُها معها، وإزالة حُجُب الظلام التي كانت محيطةً بهذا العاصي. أللَّهمَّ ارزُقنا.

    خير العبادة

    وقد ورد في عدّة روايات أنّ خير العبادة هو قَوْلُ: «لا إله إلَّا الله».
    عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «خيرُ العبادة قَوْلُ لا إله إلَّا الله».
    وعن الإمام الباقر عليه السلام: «ما مِِن شيءٍ أَعظم ثواباً من شهادة أنْ لا إله إلَّا الله، لأنَّ الله تعالى لا يَعدلُه شيء، ولا يشركُه في الأمر أحد».
    وعن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن قال لا إله إلَّا الله مائة مرّة كلّ يوم، كان أَفضل الناس ذلك اليوم عملاً إلَّا مَن زاد»، أي إلَّا إذا أتى شخصٌ بعمل أكثر من عمله، كأنْ يقول: لا إله إلَّا الله أكثر من ذلك.
    ​من موقع السرائر للشيخ حسين الكوراني

  • #2
    لا إله إلَّا الله ولا نعبد إلَّا إيّاه مُخلِصينَ له الدِّين ولو كَرِه المُشركون،

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X