إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خاص بمولد سر الحياة ( الاسئلة والاجوبة المهدوية)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خاص بمولد سر الحياة ( الاسئلة والاجوبة المهدوية)



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    السؤال الاول
    الادلة على ولادته (عجل الله فرجه)


    الجواب
    إن قضية ولادة الإمام الحجة (عليه السلام) تكاد تكون من المسلمات فقد ذكرها المؤالف و المخالف ونقتصر هنا على ذكر بعض الأدلة:
    الدليل الأول: الروايات الصحيحة عن أهل بيت العصمة التي قالت أن الإمام (عليه السلام) سوف يولد.
    ونذكر نموذجا منها فعن الحارث بن المغيرة النصري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إنا نروي بأن صاحب هذا الأمر يفقد زمانا
    فكيف نصنع عند ذلك؟ قال: (تمسكوا بالأمر الأول الذي أنتم عليه حتى يبين لكم) كتاب الغيبة للنعماني 152.
    الدليل الثاني: الروايات التي صرحت بأنه (عليه السلام) قد ولد
    منها ما رواه الصدوق بسنده عن محمد بن عثمان العمري (رض) قال سمعته يقول: (و الله إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة فيرى الناس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه) كمال الدين 348
    الدليل الثالث: شهادة القابلة بالولادة.
    من أدلة ولادته (عليه السلام) هو شهادة القابلة حكيمة بنت الإمام محمد الجواد (عليه السلام) عمة الإمام العسكري (عليه السلام) و هي الطريقة الطبيعية التي تثبت بها الولادات و كان ذلك ليلة 15 شعبان سنة 255 هجري و رواية حكيمة معتبر ة السند
    الدليل الرابع: الروايات التي تصرح بغيبته (عج):
    إن روايات الغيبة هي بنفسها تثبت الولادة إذ أن الغيبة معناها أنه (عليه السلام) ولد و إن كانت الظروف السرية موجودة ثم غاب عن أنظار الناس ونكتفي بذكر رواية واحدة من كتاب ينابيع المودة 3 / 296 قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): (المهدي من ولدي تكون له غيبة إذا ظهر يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملأت جورا و ظلما).
    الدليل الخامس: اعتراف علماء السنة بولادة المهدي (عليه السلام ):
    يعترف الكثير من علماء السنة بالولادة الشريفة للإمام المهدي (عليه السلام) في كتبهم و قد ذكر السيد محمد كاظم القزويني جملة منهم:
    أ‌- محمد بن طلحة الحلبي الشافعي في كتابه (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) قال: المهدي الحجة الخلف الصالح المنتظر... فأما مولده فبسر من رأى ... إلى آخر كلامه .
    ب‌- محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه (البيان في أخبار صاحب الزمان) قال: إن المهدي ولد الحسن العسكري فهو حي موجود باق منذ غيبته الى الآن .
    ت‌- ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) قال: ولد أبو القاسم محمد الحجة ابن الحسن الخالص بسر من رأى في النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين للهجرة ... إلى آخر كلامه .
    ث‌- سبط ابن الجوزي الحنفي في (تذكرة الخواص) قال عن الإمام المهدي: و هو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم و المنتظر و هو آخر الأئمة ... .
    ج‌- أحمد بن حجر في (الصواعق المحرقة) قال: و عمره عند وفاة أبيه خمس سنين .
    ح‌- الشبراوي الشافعي في (الإتحاف بحب الأشراف) .
    خ‌- عبد الوهاب الشعراني في (اليواقيت و الجواهر) .
    د‌- عبد الله بن محمد المطيري الشافعي في (الرياض الزاهرة) .
    ذ‌- سراج الدين الرفاعي في (صحاح الأخبار) .
    ر‌- الأستاذ بهجت أفندي في (كتاب المحاكمة).
    ز‌- الحافظ محمد بن محمد الحنفي النقشبندي في (فصل الخطاب).
    س-القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) .
    ص- الشبلنجي الشافعي في (نور الأبصار)
    ط-ابن خلكان في (وفيات الأعيان )
    ض- ابن الخشاب في (تاريخ مواليد الأئمة) .
    ظ- عبد الحق الدهلوي في رسالته في أحوال الأئمة .
    ع- محمد أمين البغدادي السويدي في كتابه (سبائك الذهب).
    غ- المؤرخ ابن الوردي في (تاريخه).

    ودمتم برعاية الله

    ​مركز الابحاث العقائدية




  • #2
    السؤال الثاني


    هل هناك روايات عند اهل السنة تقول بأن الامام المهدي عليه السلام ولد ؟


    الجواب

    قد اعترف علماء كثيرون من أهل السنة بولادة الامام المهدي (عجل الله فرجه)، فراجع كتاب (دفاع عن الكافي 1/ 568) للسيد ثامر العميدي ، فقد ذكر فيه مائة وثمانية وعشرين شخصاً من أهل السنة من الذين اعترفوا بولادة الامام المهدي (عجل الله فرجه) مع ترتيبهم بحسب القرون ، ونحن نقتصر على ذكر بعضهم :
    1- سهل بن عبد الله البخاري ت 341 هـ (سر السلسلة العلوية: 39).
    2- الخوارزمي ت 387 هـ (مفاتيح العلوم : 32 طبعة ليدن / 1895م).
    3- يحيى بن سلامة الخصفكي الشافعي ت 568 هـ ، كما في (تذكرة الخواص للعلاّمة سبط ابن الجوزي: 360).
    4- عبد الله بن محمد المفارقي ت 590 هـ، المعروف بابن الأزرق في (تاريخ ميافارقين)، كما في (وفيات الاعيان لابن خلكان 4 : 176 / 562).
    5- فريد الدين النيشابوري الهمداني ت 627 هـ (مظهر الصفات)، كما في (ينابيع المودّة 3 : 141- باب 87) .
    6- سبط ابن الجوزي ت 654 هـ (تذكرة الخواص : 363) .
    7- محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ت 658 هـ (كفاية الطالب / الصفحة الاخيرة).
    8- ابن خلكان ت 681 هـ (وفيات الاعيان 4 : 176 / 562) .
    9- عزيز بن محمد النسفي الصوفي ت 686 هـ في (رسالته)، كما في (ينابيع المودّة 3 : 143 باب 87).
    10- كمال الدين عبد الرزاق الكاشاني ت 730 هـ (تحفة الإخوان في خصائص الفتيان)، كما في كتاب (سر جشمه تصوّف در ايران/ لسعيد النفيسي : 216).
    11- الجويني الحموئي الشافعي ت 732 هـ (فرائد السمطين 2 : 337).
    12- اسماعيل بن علي أبو الفداء ت 732 هـ (المختصر في أخبار البشر 2 : 45/ حوادث سنة 253 هـ).
    13- شمس الدين محمّد الذهبي ت 748 هـ (العبر في خبر من غبر 2 : 31 ط الكويت).
    14- صلاح الدين الصفدي ت 764 هـ (الوافي بالوفيات 2 : 336).
    15- محب الدين أبو الوليد محمّد بن شحنة الحلبي الحنفي ت 815 هـ (روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر 1 : 294 ، مطبوع في حاشية مروج الذهب بمصر سنة / 1303 هـ) .
    16- ابن الصباغ المالكي ت 855 هـ (الفصول المهمّة / الفصل الثاني عشر : 287).
    17- سراج الدين محمّد الواسطي الرفاعي ت 885 هـ (صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطميّة الاخيار : 143/ طبع مصر لسنة / 1306 هـ).
    18- شمس الدين محمّد بن طولون الحنفي ت 953 هـ (الائمة الاثنا عشر : 117).
    19- حسين الدياربكري القاضي ت 966 هـ (تاريخ الخميس 2 : 343).
    20- عبد الوهاب الشعراني الشافعي ت 973 هـ (اليواقيت والجواهر 2 : 143 ط مصر لسنة 1378 هـ).
    21- أحمد الهيتمي الشافعي ت 974 هـ (الصواعق المحرقة ط الاولى ص207 ، ط الثانية ص124 ، ط الثالثة ص313).
    22- أحمد القرماني الحنفي ت 1019هـ (أخبار الدول وآثار الاول 1 : 353 الفصل 11).
    23- ابن عماد الدمشقي الحنبلي ت 1089 هـ (شذرات الذهب 2 : 148 في حوادث سنة 260 هـ).
    24- عبد الملك المكي العصامي ت 1111 هـ (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4 : 137).
    25- عبد الله الشبراوي الشافعي ت 1171 هـ (الإتحاف بحب الاشراف : 68).
    26- عباس بن علي المكّي ت 1180 هـ (نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس 2 : 128 ط القاهرة).
    27- محمّد بن علي الصبان الشافعي ت 1206 هـ (اسعاف الراغبين : 140).
    ودمتم في رعاية الله

    مركز الابحاث العقائدية



    تعليق


    • #3
      السؤال الثالث

      ما حكم من مات - قبل ولادة المهدي (عجّل الله فرجه) - ولم يعلم بوجوده فلم يؤمن؟ كعمار بن ياسر مثلاً وغيره ممن لم يعلم بالمهدي وبالتأكيد لم يؤمن بإمامته، ما حكم ذلك؟


      الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
      القول بأن مثل عمار بن ياسر لم يكن يعلم بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) مجانب للصواب، بل الثابت أنه (رضوان الله تعالى عليه) روى عدة أخبار في إمامة أهل البيت (عليهم السلام) وبأسمائهم وصفاتهم، بل وفي بعضها ما يرتبط بعلامات الظهور وملاحم آخر الزمان، فمنها ما رواه سعيد بن جبير، قال: قيل لعمّار بن ياسر: ما حملك على حبّ علي بن أبي طالب؟ قال: قد حملني الله ورسوله وقد أنزل الله تعالى فيه آيات جليلة، وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيه أحاديث كثيرة. فقيل له: هلّا تحدّثني بشيء ممّا قال فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ قال: ولِمَ لا أُحدّث ولقد كنتُ بريئاً من الذين يكتمون الحق ويظهرون الباطل؟ ثمّ قال: كنت مع رسول الله فرأيت عليّاً (عليه السلام) في بعض الغزوات قد قتل عدّة من أصحاب راية قريش، فقلت لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): يا رسول الله، إنّ عليّاً قد جاهد في الله حقّ جهاده. فقال: وما يمنعه منه، إنه منّي وأنا منه، وإنّه وارثي وقاضي دَيْني ومنجز وعدي وخليفتي من بعدي، ولولاه لم يُعرف المؤمن المحض في حياتي وبعد وفاتي، حربه حربي وحربي حرب الله، وسلمه سلمي وسلمي سلم الله، ويُخرج الله من صلبه الأئمة الراشدين، فاعلم يا عمّار أنّ الله تبارك وتعالى عهد إليَّ أن يعطيني اثني عشر خليفة، منهم علي وهو أوّلهم وسيّدهم. فقلت: ومَنْ الآخرون منهم يا رسول الله؟ قال: الثاني منهم الحسن بن علي بن أبي طالب، والثالث منهم الحسين بن علي بن أبي طالب، والرابع منهم علي بن الحسين زين العابدين، والخامس منهم محمد بن علي، ثمّ ابنه جعفر، ثم ابنه موسى، ثم ابنه علي، ثم ابنه محمد، ثم ابنه علي، ثم ابنه الحسن، ثم ابنه الذي يغيب عن الناس غيبة طويلة، وذلك قوله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ أَرَاَيْتُمْ إِنْ اَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غوراً فَمَنْ يَأتِيكُم بِمَاء معِين﴾ ثم يخرج ويملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. [النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب (عليه السلام) للميرزا حسين الطبرسي النوري: ج١، ص٥٠٨]
      وكذلك ما رواه الطوسي في الغيبة عن عبد الله بن رزين، عن عمار بن ياسر (رضي الله عنه)، أنه قال: دعوة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان، فالزموا الأرض وكفوا حتى تروا قادتها، فإذا خالف الترك الروم وكثرت الحروب في الأرض، ينادي مناد على سور دمشق: ويل لازم من شر قد اقترب، ويخرب حائط مسجدها. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٤٤١]
      فلا يمكن والحال هذه التمثيل بشخصية كشخصية عمار بن ياسر مع ما له من الفضل والسابقة في الإسلام والولاء لأهل البيت (عليهم السلام) أن يكون جاهلاً بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أو بقية الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) جميعاً، نعم من كان من المستضعفين ممن لا يفقهون الخلاف والحجة لضعف معرفي أو ذهني فله شأن آخر.
      فقد روى إسماعيل الجعفي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الدين الذي لا يسع العباد جهله، فقال: الدين واسع ولكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم من جهلهم، قلت: جعلت فداك فأحدثك بديني الذي أنا عليه؟ فقال: بلى، فقلت: أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما جاء من عند الله، وأتولاكم وأبرء من عدوكم ومن ركب رقابكم وتأمَّر عليكم وظلمكم حقكم، فقال: ما جهلت شيئاً، هو والله الذي نحن عليه، قلت: فهل سلم أحد لا يعرف هذا الأمر؟ فقال: لا، إلّا المستضعفين، قلت: من هم؟ قال: نساؤكم وأولادكم، ثم قال: أرأيت أُم أيمن؟ فإني أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه. [الكافي للشيخ الكليني: ج٢، ص٤٠٥]
      ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

      من الاسئلة الموجه الى مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام

      تعليق


      • #4
        عرضت لنا شبهة (أن المهدي سيولد آخر الزمان وليس مولوداً من قبل) اعتماداً على هذه الرواية:
        بهذا الإسناد، عن محمد بن مسعود، عن نصر بن الصباح، عن جعفر ابن سهل، عن أبي عبد الله أخي عبد الله الكابلي، عن القابوسي، عن نضر بن السندي، عن الخليل بن عمرو، عن علي بن الحسين الفزاري، عن إبراهيم بن عطية، عن أم هانئ الثقفية، قال: غدوت على سيدي محمد بن علي الباقر (عليه السلام) فقلت له: يا سيدي آية في كتاب الله (عزَّ وجلَّ) عرضت بقلبي أقلقتني وأسهرتني، قال: فاسئلي يا أُم هانئ؟ قالت: قلت: قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿فَلَا أُقسِمُ بِالخُنَّسِ * الجَوَارِ الكُنَّسِ﴾ قال: نِعْمَ المسألة سألتني يا أم هانئ، هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها أقوام فيا طوبى لك إن أدركته، ويا طوبى من أدركه.
        [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥١، ص١٣٧]
        أرجو الرد على هذه الشبهة


        الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
        الكثير من الناس يتصورون أن مصطلح (آخر الزمان) يُراد به بالضرورة الفترة المتاخمة لنهاية العالم وقيام الساعة وهذا فهم خاطئ، فإن الزمان وتوصيفه بالأولية أو الأخروية يبقى في كثير من الأحيان توصيفاً نسبياً، فإنه يصح أن نقول عن عصر إبراهيم (عليه السلام) بأنه آخر الزمان قياساً بعصر أبينا آدم (عليه السلام) وهو أول الزمان قياساً بعصرنا الحالي، وعلى كل حال استعمل هذا المصطلح في الكثير من الروايات بمعنى محدد يبدأ من عصر نبينا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وحتى قيام الساعة، باعتبار أن نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلم) هو خاتم الأنبياء وشريعته خاتمة الشرائع والتي سوف تبقى إلى يوم القيامة، ومن هنا روي في الكثير من الأخبار وصف النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) بأنه نبي آخر الزمان، فقد روى الكليني الحديث القدسي الذي وعظ الله تعالى به عيسى بن مريم وجاء فيه: ثم أوصيك يا بن مريم البكر البتول بسيد المرسلين وحبيبي، فهو أحمد صاحب الجمل الأحمر والوجه الأقمر، يكون في آخر الزمان. [الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص١٣٩] وكذلك ما رواه الصدوق عن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث يوسف (عليه السلام) لزليخا جاء فيه: ما الذي دعاك يا زليخا إلى ما كان منك؟ قالت: حسن وجهك يا يوسف. فقال: كيف لو رأيت نبياً يُقال له محمد يكون في آخر الزمان أحسن مني وجهاً وأحسن مني خلقاً. [علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج١، ص٥٥]
        وكذلك الحديث المروي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) في الدعاء الذي علمه جبرئيل لآدم لما نزلت الخطيئة بآدم وأخرج من جوار رب العالمين أتاه جبرئيل فقال: يا آدم ادع ربك، قال: يا حبيبي جبرئيل وبما أدعوه؟ قال: قل: يا ربِّ أسألك بحق الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان إلّا تبت عليَّ ورحمتني. [مناقب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) للكوفي: ج١، ص٥٤٧]
        ومن هنا نفهم أن مصطلح آخر الزمان إنما يبدأ من عصر بعثة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكل الأحداث التي ستقع بعد هذه الفترة يصح أن تُوصف بأنها أحداث آخر الزمان، ويؤكد هذا المعنى بوضوح ورود روايات عند السنة والشيعة تصف ظهور بعض الفرق المنحرفة كـ(الخوارج والجبرية) بأنهم يظهرون في آخر الزمان مع أنهم ظهروا قبل زماننا هذا بمئات السنين، فقد روى جابر عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: يكون في آخر الزمان قوم يعملون بالمعاصي ثم يقولون: الله قدرها علينا. [رسائل الشريف المرتضى: ج٢، ص٢٤٢]
        وجاء كذلك في الحديث الذي رواه أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) في وصف الخوارج قوله: يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن [في] قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة. [صحيح البخاري: ج٦، ص١١٥]
        وعلى ضوء البيان المتقدم يمكن أن نفهم صحة توصيف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أنه مولود في آخر الزمان، إمّا بلحاظه النسبي باعتبار أن الإمام الباقر (عليه السلام) يتحدث عن سنة ٢٥٥ هجرية وهي العام الذي ولد فيه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والتي تأتي بعد حديث الإمام الباقر (عليه السلام) بأكثر من ١٤٠ سنة، وإمّا أن صحة التوصيف السابق باعتبار أن كل الأحداث التي ستقع بعد بعثة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) يصح توصيفها بأنها أحداث آخر الزمان كما أيدنا هذا المعنى بالروايات العديدة.
        يُضاف إلى ذلك أن هذا الحديث (مع غض النظر عن ضعف سنده والذي احتوى على تسعة رواة مجهولين) لا يمكن أن يشكل شبهة تنهض وتقارع الروايات المتواترة والعديدة التي أكدت على ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الفعلية وغيبته طيلة هذه الفترة الزمنية، بل إن نفس هذا الحديث قد احتوى في بعض فقراته على قرينة واضحة من أن المقصود من مصطلح (آخر الزمان) الذي ورد فيها هو أحد المعنيين اللذين ذكرناهما سابقاً بدلالة ما جاء فيها من ذكر الغيبة والحيرة التي ستكون للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وهو الحال الذي ما زال يعيشه المسلمون من بعد شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وإلى أن يأذن الله تعالى بظهوره (عجّل الله فرجه).
        ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)



        ​نفس المصدر سابقا

        تعليق


        • #5

          عن أبي عبد الله (عليه السلام): لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت.
          ومن الواضح أنه ليس المقصود بالأرض هي مجرد هذا الكوكب الذي نعيش عليه، بل هو مجرد مثل للحياة، والمقصود أن منبع الحياة سوف ينضب باعتبار أن الأرض هي مركز الحياة والخلافة الإلهية.
          هل يمكن توضيح أكثر عن معنى الأرض هنا؟


          الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
          هذا البحث يرتبط بما يُعرف في مسائل علم الكلام بـ(واسطة الفيض) للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، وهو المعنى العميق لحقيقة الولاية التكوينية ومضمونها الذي نؤمن به لهم (عليهم السلام)، ولكي يتضح معناها بشكل دقيق لابد من الالتفات إلى أن عالم الخلق والإمكان قد خلقه الله تعالى على ضوء نظام الأسباب والمسببات، فلا يمكن لأي ظاهرة أو حادثة إلّا ولها علتها الخاصة بها والتي تصدر عنها.
          وجميع هذه العلل والأسباب إنما هي تعود وترجع إلى الذات المقدسة ﴿وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ المُنْتَهى﴾ ويقول تعالى: ﴿وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأمُورُ﴾، وهذه الأسباب والوسائط إنما هي مخلوقة لله تعالى وهو الذي أعطاها القدرة والفعالية لكي تكون أسباباً بينه وبين خلقه تعالى، وقد دلّت الأحاديث والروايات المستفيضة على أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) هم تلك الوسائط، فقد روى الكليني عن الإمام الصادق (عليه السلام): أبى الله أن يجري الأشياء إلّا بأسباب، فجعل لكل شيء سبباً، وجعل لكل سبب شرحاً، وجعل لكل شرح علماً، وجعل لكل علم باباً ناطقاً، عرفه من عرفه، وجهله من جهله، ذاك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ونحن. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص١٨٣]
          وقد تم التعبير في الأخبار والأحاديث عن ذلك في عدة روايات تتَّسق وتنسجم مع الفكرة السابقة، سواء ورد هذا المعنى في خصوص الأرض وعدم بقائها عند عدم وجود الإمام (عجّل الله فرجه) أو بما هو أعم من الأرض، فمن الروايات التي أكدت ذلك ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام)، قال: لو أنّ الإمام رُفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها، كما يموج البحر بأهله. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص١٧٩]، ومنها ما رواه المجلسي عنه (عليه السلام): فنحن أول خلق الله، وأول خلقٍ عَبَدَ الله وسبَّحه، ونحن سبب خلق الخلق، وسبب تسبيحهم وعبادتهم من الملائكة والآدميين، فبنا عرف الله وبنا وحد الله وبنا عُبِد الله. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٢٥، ص٢٠]، وما رواه أيضاً الشيخ الصدوق عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء، ولا الجنة ولا النار، ولا السماء ولا الأرض. [علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج١، ص٥]، والأحاديث في ذلك كثيرة لو أردنا استقصاءها وذكرها لطال منا الجواب وإنما نكتفي ببعض الشواهد لها، وهذه العقيدة لا ينفرد بها علماء الشيعة فقط، بل ذكر الآلوسي ما يقترب من هذا المعنى كما جاء في تفسيره روح المعاني: وكونه (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) رحمة للجميع باعتبار أنه [صلّى الله عليه وآله وسلم] واسطة الفيض الإلهي على الممكنات على حسب القوابل، ولذا كان نوره (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) أول المخلوقات، ففي الخبر أول ما خلق الله تعالى نور نبيك يا جابر. [تفسير الآلوسي: ج١٧، ص١٠٥]، وعليه لا يُلتفت لمقولة من يصف هذه الفكرة بالغلو أو المبالغة.
          ولأجل ذلك سيكون واضحاً ضرورة وجود الإمام المعصوم (عليه السلام) في كل زمان لتوقف وجود العالم وصلاحه على وجوده، وهذه إحدى المثبتات العلمية على وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وغيبته في عصرنا هذا وإن خفت على الناس فائدة وجوده وحضوره فبه يُحفظ العالم وجوده وصلاحه بإذنه تعالى، ومن خلاله يصل العطاء والفيض الإلهي للناس، وهذا هو مدلول ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في سياق حديثه عن ولده القائم (عجّل الله فرجه) في قوله: إن الناس ينتفعون به كما ينتفعون من الشمس إذا سترها السحاب. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٢٠٧]، ووجه المقاربة ووجه الشبه بينه (عجّل الله فرجه) وبين الشمس أن البشرية وهم على الأرض لا يمكن لهم أن يعيشوا على الأرض من دون هذه الشمس، فهي التي تمدهم بالطاقة والحيوية ولا يضر أهميتها وقيمتها لهم حتى وإن جهلوا منفعتها وفائدتها في استمرار حياتهم.
          ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)






          ​من مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام

          تعليق


          • #6
            ما السبب الذي يجعل الإمام العسكري (عليه السلام) لم ينجب من السيدة نرجس (عليها السلام) سوى ولداً واحداً وهو ولي الله الأعظم (عجّل الله فرجه)؟
            الاجابة
            بسم الله الرحمن الرحيم
            لله تعالى حكمة في ذلك يعرفها من يعرفها ويجهلها من يجهلها وليس كثرة الأولاد أو قلتهم أو وجودهم أو عدم وجودهم له علاقة بولاية الأولياء أو امامتهم فعيسى (عليه السلام) روح الله وكلمته لم يتزوج ولم يكن له ذرية وهكذا يحيى بن زكريا، والقرآن الكريم لم يعتبر كثرة الأولاد بذاته مقياساً للرضا الإلهي ولا لسخطه ولا هو دليل على قرب العبد من خالقه أو عدم قربه وإنما الأمر يتبع المشيئة والحكمة الإلهية وفي كل الأحوال لم تعلل الروايات السبب في ذلك ولعل وجود أخ للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) قد يكون سبباً لافتتان الناس به والقول بإمامته وإمامة ذريته وما يترتب على ذلك من شبهة قد يعتمدها أصحاب الأهواء والريب لإنكار إمامة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وغيبته بدعوى أن الإمام العسكري (عليه السلام) له ولد آخر محفوظ فيه نسل العترة الطاهرة التي بشر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ببقائها إلى يوم القيامة فلا نستبعد أن يكون ذلك من اللطف الإلهي حتى لا يتشتت الناس ويتفرقوا إلى مذاهب متعددة.
            ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
            نفس المصدر السابق

            تعليق


            • #7
              ما هو وجه الارتباط بين زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ومولد صاحب الأمر (عجّل الله فرجه) في النصف من شعبان؟
              الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
              لا يوجد في الروايات الشريفة تعليل خاص يربط بين الأمرين، بل ورد استحباب هذه الزيارة كما ورد ذلك في استحباب زيارته (عليه السلام) في ليلة النصف من شهر رجب أو النصف من شهر رمضان، ولكن لا يمنع ذلك من وجود ارتباط بين المناسبتين يتأتى من نفس العلاقة والارتباط بين حركة الإمام الحسين (عليه السلام) وولده الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لتطابق الأهداف والغايات فيهما، وليلتقي في تلك الليلة المكان الحسيني بالزمان المهدوي ليحكي لنا ذلك وحدة المشروع والنهضة، وحتى يستشعر الناس أن الثورة الحسينية لم تنتهِ أو تتوقف بشهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، بل هي ممتدة ومستمرة وما زالت تنبض بالحياة، وليتجلى لنا جميعاً انتصارها ومجدها كما أراد الله تعالى ذلك على يد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، لا سيما إذا علمنا أن أرض كربلاء وضريح الإمام الحسين (عليه السلام) يمثل رمزاً وعنواناً للوعد الإلهي بظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من جهة ومن جهة أخرى يرسم لنا ملامح الأمل والتطلّع في فترة الانتظار والترقب لذلك الوعد والذي يعيشه جميع المؤمنين بل وحتى الملائكة، فقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) في حديثه عن شهادة جده الإمام الحسين (عليه السلام): ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم: يا لثارات الحسين. [الأمالي للشيخ الصدوق: ص١٩٢]
              ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)



              مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X