إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لابد من اقامة القسط

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لابد من اقامة القسط

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    حوار يجري في السماء ما بين الله عز وجل وبين الملائكة ذكره عز وجل في كتابه الكريم فقال: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ[1]،هذا الجعل الالهي اراده عز وجل كي يثبت للخلق انه لم يخلقهم عبثا بل خلقهم لغاية، لقوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[2]، والمقصود من يعبدون أي يعرفون المعرفة التي تأتي من خلال التفكر بالله تعالى، وهذه الغاية تتجلى من خلال الخليفة ولابد من اقامة الخلافة الإلهية من خلال رجل يملا الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، والنتيجة أنّ هذا الوعد الالهي ممهور بالآية الشريفة لقوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ[3].
    فالأنبياء سلام الله عليهم في الهدف من ارسالهم وما يحملون من منهج للبشرية ذكرها الله عز وجل في هذه الآية الشريفة: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ
    [4].
    فكان سلاحهم عليهم السلام ثلاث وسائل وهي: الدلائل الواضحة، والكتب السماوية، ومعيار مقياس الحق والباطل، فالأفكار والمفاهيم التي جاء بها الانبياء هدفها أنْ تكون فاعلة ومؤثرة وتحقق الهدف المنشود؛ ليقوم الناس بالقسط معناه بأنْ يتربى الناس على اقامة العدل والقسط الى درجة أنّهم يصبحون واعين لهذا الهدف وداعين اليه وسائرين بهذا الاتجاه، فالقسط هي الغاية المنشودة والتي بعث الله عز وجل بها الانبياء وختم الوصاية والاوصياء بخاتمهم المنتظر عجل الله فرجه الشريف.
    والأحاديث الشريفة التي وردت عن الرسول الاكرم والائمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين بهذا الخصوص، نختار البعض منها كي يتبين هذا الهدف النبيل والسامي والمختار:
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ((لاَ بُدَّ لِلْغُلاَمِ مِنْ غَيْبَةٍ فَقِيلَ لَهُ: وَلِمَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ: يَخَافُ اَلْقَتْلَ))
    [5].
    عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : ((وَاَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ بَشِيراً لَيَغِيبَنَّ اَلْقَائِمُ مِنْ وُلْدِي بِعَهْدٍ مَعْهُودٍ إِلَيْهِ مِنِّي حَتَّى يَقُولَ أَكْثَرُ اَلنَّاسِ مَا لِلَّهِ فِي آلِ مُحَمَّدٍ حَاجَةٌ وَ يَشُكُّ آخَرُونَ فِي وِلاَدَتِهِ فَمَنْ أَدْرَكَ زَمَانَهُ فَلْيَتَمَسَّكْ بِدِينِهِ وَلاَ يَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ إِلَيْهِ سَبِيلاً بِشَكِّهِ فَيُزِيلَهُ عَنْ مِلَّتِي وَيُخْرِجَهُ مِنْ دِينِي فَقَدْ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ اَلْجَنَّةِ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ اَلشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ))
    [6].
    عَنِ اَلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: أَتَيْتُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَوَجَدْتُهُ مُتَفَكِّراً يَنْكُتُ فِي اَلْأَرْضِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ مَا لِي أَرَاكَ مُتَفَكِّراً تَنْكُتُ فِي اَلْأَرْضِ أَرغْبَةً مِنْكَ فِيهَا فَقَالَ: ((لاَ وَاللهِ مَا رَغِبْتُ فِيهَا وَلاَ فِي اَلدُّنْيَا يَوْماً قَطُّ وَلَكِنِّي فَكَّرْتُ فِي مَوْلُودٍ يَكُونُ مِنْ ظَهْرِي اَلْحَادِيَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي هُوَ اَلْمَهْدِيُّ اَلَّذِي يَمْلَأُ اَلْأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً تَكُونُ لَهُ غَيْبَةٌ وَحَيْرَةٌ يَضِلُّ فِيهَا أَقْوَامٌ وَيَهْتَدِي فِيهَا آخَرُونَ))
    [7]. عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: ((لِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ غَيْبَتَانِ إِحْدَاهُمَا أَطْوَلُ مِنَ اَلْأُخْرَى فَقَالَ: نَعَمْ وَلاَ يَكُونُ ذَلِكَ حَتَّى يَخْتَلِفَ سَيْفُ بَنِي فُلاَنٍ وَ تَضِيقَ اَلْحَلْقَةُ وَيَظْهَرَ اَلسُّفْيَانِيُّ وَيَشْتَدَّ اَلْبَلاَءُ وَيَشْمَلَ اَلنَّاسَ مَوْتٌ وَقَتْلٌ يَلْجَئُونَ فِيهِ إِلَى حَرَمِ اَللَّهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ))[8].
    عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ اَلْعَمْرِيِّ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ(أي الإمام الحسن العسكري عليه السلام): ((وَاَللَّهِ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا اَلْأَمْرِ يَحْضُرُ اَلْمَوْسِمَ كُلَّ سَنَةٍ فَيَرَى اَلنَّاسَ وَيَعْرِفُهُمْ وَيَرَوْنَهُ وَلاَ يَعْرِفُونَهُ))
    [9].

    [1] سورة البقرة، الآية: 30.
    [2] سورة الذاريات، الآية: 56.
    [3] سورة القصص، الآية: 5.
    [4] سورة الحديد، الآية: 25.
    [5] علل الشرائع، ج 1، ص 243.
    [6] كمال الدين، ص: 51.
    [7] الكافي للكليني، ج 1، ص 273.
    [8] غيبة النعماني، ص : 172.
    [9] وسائل الشيعة، ج 11، ص 135.


  • #2
    بارك الله بكم ....اللهم عجل لوليك الفرج

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X