بسم الله الرحم الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطيبينن الطاهرين
واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة كلما يريد السلفية اثبات مودة وعلاقة بين أهل البيت وبين اعدائهم الذين اغتصبوا الخلافة لايفلحون وفي الاوانه الاخيره اخذوا يرددون ان هناك مصاهره بين عمر وبين الامام علي عليه السلام
حيث يزعمون ان عمر تزوج بنت الامام علي ام كلثوم ونحن اليوم نردهم من مصادرهم وبعدة ادلة بان هذا الزواج لم يقع وانما تزوج ام كلثوم بنت ابي بكر او بنت جروة
واليكم الادلة
:قال الطبري في تاريخه : وخطب أم كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة وأرسل فيها إلى عائشة فقالت : الأمر إليك فقالت أم كلثوم لا حاجة لي فيه فقالت لها عائشة ترغبين عن أمير المؤمنين قالت : نعم إنه خشن العيش شديداًًً على النساء فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته فقال : أكفيك فأتى عمر فقال : يا أمير المؤمنين بلغني خبر أعيذك بالله منه قال : وما هو قال : خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر قال : نعم أفر غبت بي عنها أم رغبت بها عني قال : لا واحدة ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك فكيف بها إن خالفتك في شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبابكر في ولده بغير ما يحق عليك قال : فكيف بعائشة وقد كلمتها قال : أنا لك بها وأدلك على خير منها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تعلق منها بنسب من رسول الله ( تاريخ الطبري ج:2 ص:564 ).-
قال إبن حبان في ( الثقات - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 63 ) - رقم : ( 3866 ) : ( عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوى القرشي أمه بنت حارثة بن وهب الخزاعي قتل يوم صفين وكان مع معاوية ).- وقال إبن حجر في ( الإصابة في تمييز الصحابة - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 52 ) - رقم : ( 6244 ) : ( عبيد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي أمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية وهو أخو حارثة بن وهب الصحابي المشهور لأمه ولد في عهد النبي (ص)) .
وقال في المغني : وقد خطب عمر أم كلثوم إبنة أبي بكر بعد موته إلى عائشة ، فأجابته وهي لدون عشر لأنها إنما ولدت بعد موت أبيها وإنما كانت ولاية عمر عشراًً فكرهته الجارية ( المغني ج:7 ص:33 ).-
وقال في الرياض النضرة : وتوفي عنها فتركها حبلى فولدت بعده أم كلثوم هذه ولما كبرت خطبها عمر بن الخطاب إلى عائشة فأنعمت له وكرهت أم كلثوم فإحتالت له حتى إمسك عنها ، وتزوجها طلحة بن عبيد الله ذكره إبن قتيبة وغيره وجميع ما ذكرنا في هذا الفصل من كتاب المعارف ومن كتاب الصفوة لأبي الفرج إبن الجوزي ، ومن الإستيعاب لأبي عمر بن عبداً لبر ومن كتاب فضائل أبي بكر كل منهم خرج طائفة ، والله أعلم ( الرياض النضرة ج:2 ص:258 ).
- وأما أم كلثوم بنت أبي بكر فخطبها عمر إلى عائشة فأنعمت له وكرهته أم كلثوم ، فإحتالت حتى إمسك عنها ( المعارف ج:1 ص:175 ).- أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق التيمية تابعية مات أبوها وهي حمل ، فوضعت بعد وفاة أبيها وقصتها بذلك صحيحة في الموطأ وغيره ( الإصابة في تمييز الصحابة ج:8 ص:296 ).
قال النووي(المؤلف شرح صحيح مسلم) في تهذيب الأسماء واللغات ج 2
1224 - أختا عائشة:
اللتان أرادهما أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، بقوله لعائشة: إنما هما أخواك وأختاك، قالت: هذان أخواى، فمن أختاى؟ فقال: ذو بطن بنت خارجة، فإنى أظنها جارية. ذكر هذه القصة فى باب الهبة من المهذب، وقد تقدم بيانهما فى أسماء الرجال فى النوع الرابع فى الأخوة، وهاتان الأختان هما أسماء بنت أبى بكر، وأم كلثوم، وهى التى كانت حملاً، وقد تقدم هناك إيضاح القصة، وأم كلثوم هذه تزوجها عمر بن الخطاب.
وأما ماجائت في كتب الشيعة فنرد عليها :
أولا:ما بالهم لم يلتفتوا الى ان معظم رواة هذا الخبر المكذوب هم ممن يناوئون أهل البيت (عليهم السلام) والمشتهرين بذلك , فمنهم على سبيل المثال أحد قتلة عمار بن ياسر (رضوان الله عليه) وهو: عقبة بن عامر الجهني لعنة الله عليه ! ومنهم الشعبي الذي كان قاضيا لدى الدولة الاموية ! ومنهم نافع مولى عمر نفسه الذي وصفه ابن عمر بالكذب وقال له : " إتق الله يا نافع ولا تكذب عليّ كما كذب عكرمة على ابن عباس " ! ( راجع تهذيب التهذيب ج6 ص82 ).
كما ان رواة السند اذا تفصحّتهم وجدتهم مشهورين بالكذب والتدليس و الوضع باعتراف علماء الجرح والتعديل عندهم ! فبأي طريق يمكن اثبات هذا الخبر المكذوب التافه ؟!
ثانيا: تقول رواياتهم المخجلة تقول ان امير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) بعث بابنته أم كلثوم ( سلام الله عليها ) الى عمر وهو متزينه قبل ان يجري عقد الزواج بينهما ! هل يصدق عاقل هذا ؟! ثم ألا يستحون مما ذكروه عن امامهم عمر من أنه اخذته الشهوة فكشف عن ساق الفتاة وامسك بساقها حتى وصفته بانه " شيخ سوء " ! فإن كان هذا صحيحا فقد اسقطوا هيبة امامهم واثبتوا فسقه ودناءة اخلاقه ! وان لم يكن , فهذا هو المراد فتنتفي القضية من أساسها !وقد فزع أحد علمائهم – وهو سبط ابن الجوزي – مما اشتملت عليه هذه الرواية الموضوعه حيث تنسب الى عمر مثل هذا الفعل الشنيع , فقال ما نصّه : " وهذا قبيح والله ! لو كانت امة لما فعل بها هذا ! ثم بإجماع المسلمين لا يجوز لمس الاجنبية , فكيف ينسب عمر الى هذا "؟! ( تذكرة خواص الامة ص321 ) .
ثالثا: مما ينبئك عن ان القضية مكذوبة ما نسبوه من سوء قول امير المؤمنين (عليه السلام) في ابنيه السبطين الحسن والحسين (عليهما السلام) حيث زعموا أنهما حرّضا أختهما ام كلثوم على أبيهم ! وهذا بحد ذاته كافٍ لإثبات ان هذه القضية انما هي فرية أراد قائلوها الحط من مقام أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام , ومن هذه الروايات وأشباهها تفوح رائحه النصب والعداوة لآل النبي المختار صلوات الله عليهم اجمعين.رابعا: ومما ينبئك أيضا عن وهن هذه الفرية كثرة التناقضات فيها , فقد زعموا ان ام كلثوم بعدما مات عنها عمر تزوجت بعون بن جعفر بن ابي طالب , ثم بمحمد بن جعفر , ثم بعبد الله بن جعفر. هذا من أن المؤرخين قد ذكروا ان كلا من عون و محمد قد قتلا في حرب ( تستر ) التي وقعت في عهد عمر بن الخطاب!! (راجع الاستيعاب لابن عبد البر ج3 ح1247) فكيف تتزوّجهما بعده ؟!
أما عبد الله بن جعفر , فهو زوج السيدة زينب (عليها السلام) كما هو معلوم لدى المسلمين كافة , فكيف تتزوج أم كلثوم بزوج شقيقتها وكيف يجمع عبد الله بن جعفر بين اختين وهذا محرّم في الشريعة الاسلامية ؟!ولا اعتبار للأقوال التي تقول ان عبد الله بن جعفر قد طلق زينب ثم تزوجها , لان هذا واضح البطلان لما عُلم من أن زينب (صلوات الله عليها) قد عاشت الى مابعد الطف مع زوجها عبد الله بن جعفر.ومن التناقضات المثيرة للسخرية ايضا زعمهم ان ام كلثوم قد توفيت في عهد معاوية وصلى عليها ابن عمر كونها زوجة ابية ! (سنن ابي داود ج2 ص66)
في حين ان الجميع يعلمون انها (عليها السلام) قد عاشت الى ما بعد ذلك حيث حضرت مع اخيها الحسين (صلوات الله عليها) الطف , وخطبت بعد ذلك بخطبتها الشهيرة في الكوفة والتي ذكرها المؤرخون ومن بينهم بعض مؤرخي العامة كابن طيفور في بلاغات النساء.
فهل ماتت ام كلثوم ثم نُشرت من قبرها لتشهد الطف و تخطب خطبتها العصماء ؟!هذا والتناقضات في سيرة ام كلثوم عندهم اكثر من ان تحصى .
كاختلافهم في من تولّد من هذا الزواج المزعوم وكم عاش وكيف مات , مما يشهد على بطلان هذه الفرية.
خامسا: لعلّ بعضهم يحاول اثبات الفرية بالاعتماد على بعض الروايات المنقولة في هذا الشأن الوارده في مصادرنا.
هنا نقول ان هذه الروايات لم تثبت عندنا ومعظمها منقول من كتب العامة كما صرّح مصنفوا المصادر انفسهم – كالعلامة المجلسي في البحار مثلا – وفي متونها فضلا عن اسنادها اضطراب واضح , وبإعمال قاعدة المخالفة التي مضمونها مخالفة ما تسالم عن العامة تكون هذه الروايات ساقطة وغير معتبرة.
فالحاصل ان قضية زواج ام كلثوم من عمر انما هي من المخترعات و الاباطيل الموضوعه التي لا اساس لها.
والعجب ان لايجد اهل العامه شيئا يقوّون به موقفهم المؤيد لعمر سوى الترّهات !قال الشيخ المفيد (قدس الله نفسه الزكية) في جواب المسائل السروية : " ان الخبر الوارد بتزويد امير المؤمنين (عليه السلام) ابنته من عمر لم يثبت , وطريقته من الزبير بن بكّار , ولم يكن موثوقا به في النقل وكان متهماً فيما يذكره من بغضه لامير المؤمنين (عليه السلام) وغير مأمون , والحديث نفسه مختلفٌ فتارة يروي ان امير المؤمنين تولى العقد له على ابنتة , وتارةٌ يروي عن العباس أنه تولى ذلك عنه , وتارةٌ يروي انه لم يقع العقد الا بعد وعيد من عمر و تهديد لبني هاشم , وتارة يروي انه كان عن اختيار وإيثار.
وقد رد الشيخ المفيد (ر) هذا الزواج ، وذهب البعض إلى أن أم كلثوم زوجة عمر هي بنت جروة لأنه قد ثبت أن أم عبيد الله بن عمر بن الخطاب هي أم كلثوم بنت جروة .
اللهم صلِ على محمد واله الطيبينن الطاهرين
واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة كلما يريد السلفية اثبات مودة وعلاقة بين أهل البيت وبين اعدائهم الذين اغتصبوا الخلافة لايفلحون وفي الاوانه الاخيره اخذوا يرددون ان هناك مصاهره بين عمر وبين الامام علي عليه السلام
حيث يزعمون ان عمر تزوج بنت الامام علي ام كلثوم ونحن اليوم نردهم من مصادرهم وبعدة ادلة بان هذا الزواج لم يقع وانما تزوج ام كلثوم بنت ابي بكر او بنت جروة
واليكم الادلة
:قال الطبري في تاريخه : وخطب أم كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة وأرسل فيها إلى عائشة فقالت : الأمر إليك فقالت أم كلثوم لا حاجة لي فيه فقالت لها عائشة ترغبين عن أمير المؤمنين قالت : نعم إنه خشن العيش شديداًًً على النساء فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته فقال : أكفيك فأتى عمر فقال : يا أمير المؤمنين بلغني خبر أعيذك بالله منه قال : وما هو قال : خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر قال : نعم أفر غبت بي عنها أم رغبت بها عني قال : لا واحدة ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك فكيف بها إن خالفتك في شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبابكر في ولده بغير ما يحق عليك قال : فكيف بعائشة وقد كلمتها قال : أنا لك بها وأدلك على خير منها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تعلق منها بنسب من رسول الله ( تاريخ الطبري ج:2 ص:564 ).-
قال إبن حبان في ( الثقات - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 63 ) - رقم : ( 3866 ) : ( عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوى القرشي أمه بنت حارثة بن وهب الخزاعي قتل يوم صفين وكان مع معاوية ).- وقال إبن حجر في ( الإصابة في تمييز الصحابة - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 52 ) - رقم : ( 6244 ) : ( عبيد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي أمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية وهو أخو حارثة بن وهب الصحابي المشهور لأمه ولد في عهد النبي (ص)) .
وقال في المغني : وقد خطب عمر أم كلثوم إبنة أبي بكر بعد موته إلى عائشة ، فأجابته وهي لدون عشر لأنها إنما ولدت بعد موت أبيها وإنما كانت ولاية عمر عشراًً فكرهته الجارية ( المغني ج:7 ص:33 ).-
وقال في الرياض النضرة : وتوفي عنها فتركها حبلى فولدت بعده أم كلثوم هذه ولما كبرت خطبها عمر بن الخطاب إلى عائشة فأنعمت له وكرهت أم كلثوم فإحتالت له حتى إمسك عنها ، وتزوجها طلحة بن عبيد الله ذكره إبن قتيبة وغيره وجميع ما ذكرنا في هذا الفصل من كتاب المعارف ومن كتاب الصفوة لأبي الفرج إبن الجوزي ، ومن الإستيعاب لأبي عمر بن عبداً لبر ومن كتاب فضائل أبي بكر كل منهم خرج طائفة ، والله أعلم ( الرياض النضرة ج:2 ص:258 ).
- وأما أم كلثوم بنت أبي بكر فخطبها عمر إلى عائشة فأنعمت له وكرهته أم كلثوم ، فإحتالت حتى إمسك عنها ( المعارف ج:1 ص:175 ).- أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق التيمية تابعية مات أبوها وهي حمل ، فوضعت بعد وفاة أبيها وقصتها بذلك صحيحة في الموطأ وغيره ( الإصابة في تمييز الصحابة ج:8 ص:296 ).
قال النووي(المؤلف شرح صحيح مسلم) في تهذيب الأسماء واللغات ج 2
1224 - أختا عائشة:
اللتان أرادهما أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، بقوله لعائشة: إنما هما أخواك وأختاك، قالت: هذان أخواى، فمن أختاى؟ فقال: ذو بطن بنت خارجة، فإنى أظنها جارية. ذكر هذه القصة فى باب الهبة من المهذب، وقد تقدم بيانهما فى أسماء الرجال فى النوع الرابع فى الأخوة، وهاتان الأختان هما أسماء بنت أبى بكر، وأم كلثوم، وهى التى كانت حملاً، وقد تقدم هناك إيضاح القصة، وأم كلثوم هذه تزوجها عمر بن الخطاب.
وأما ماجائت في كتب الشيعة فنرد عليها :
أولا:ما بالهم لم يلتفتوا الى ان معظم رواة هذا الخبر المكذوب هم ممن يناوئون أهل البيت (عليهم السلام) والمشتهرين بذلك , فمنهم على سبيل المثال أحد قتلة عمار بن ياسر (رضوان الله عليه) وهو: عقبة بن عامر الجهني لعنة الله عليه ! ومنهم الشعبي الذي كان قاضيا لدى الدولة الاموية ! ومنهم نافع مولى عمر نفسه الذي وصفه ابن عمر بالكذب وقال له : " إتق الله يا نافع ولا تكذب عليّ كما كذب عكرمة على ابن عباس " ! ( راجع تهذيب التهذيب ج6 ص82 ).
كما ان رواة السند اذا تفصحّتهم وجدتهم مشهورين بالكذب والتدليس و الوضع باعتراف علماء الجرح والتعديل عندهم ! فبأي طريق يمكن اثبات هذا الخبر المكذوب التافه ؟!
ثانيا: تقول رواياتهم المخجلة تقول ان امير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) بعث بابنته أم كلثوم ( سلام الله عليها ) الى عمر وهو متزينه قبل ان يجري عقد الزواج بينهما ! هل يصدق عاقل هذا ؟! ثم ألا يستحون مما ذكروه عن امامهم عمر من أنه اخذته الشهوة فكشف عن ساق الفتاة وامسك بساقها حتى وصفته بانه " شيخ سوء " ! فإن كان هذا صحيحا فقد اسقطوا هيبة امامهم واثبتوا فسقه ودناءة اخلاقه ! وان لم يكن , فهذا هو المراد فتنتفي القضية من أساسها !وقد فزع أحد علمائهم – وهو سبط ابن الجوزي – مما اشتملت عليه هذه الرواية الموضوعه حيث تنسب الى عمر مثل هذا الفعل الشنيع , فقال ما نصّه : " وهذا قبيح والله ! لو كانت امة لما فعل بها هذا ! ثم بإجماع المسلمين لا يجوز لمس الاجنبية , فكيف ينسب عمر الى هذا "؟! ( تذكرة خواص الامة ص321 ) .
ثالثا: مما ينبئك عن ان القضية مكذوبة ما نسبوه من سوء قول امير المؤمنين (عليه السلام) في ابنيه السبطين الحسن والحسين (عليهما السلام) حيث زعموا أنهما حرّضا أختهما ام كلثوم على أبيهم ! وهذا بحد ذاته كافٍ لإثبات ان هذه القضية انما هي فرية أراد قائلوها الحط من مقام أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام , ومن هذه الروايات وأشباهها تفوح رائحه النصب والعداوة لآل النبي المختار صلوات الله عليهم اجمعين.رابعا: ومما ينبئك أيضا عن وهن هذه الفرية كثرة التناقضات فيها , فقد زعموا ان ام كلثوم بعدما مات عنها عمر تزوجت بعون بن جعفر بن ابي طالب , ثم بمحمد بن جعفر , ثم بعبد الله بن جعفر. هذا من أن المؤرخين قد ذكروا ان كلا من عون و محمد قد قتلا في حرب ( تستر ) التي وقعت في عهد عمر بن الخطاب!! (راجع الاستيعاب لابن عبد البر ج3 ح1247) فكيف تتزوّجهما بعده ؟!
أما عبد الله بن جعفر , فهو زوج السيدة زينب (عليها السلام) كما هو معلوم لدى المسلمين كافة , فكيف تتزوج أم كلثوم بزوج شقيقتها وكيف يجمع عبد الله بن جعفر بين اختين وهذا محرّم في الشريعة الاسلامية ؟!ولا اعتبار للأقوال التي تقول ان عبد الله بن جعفر قد طلق زينب ثم تزوجها , لان هذا واضح البطلان لما عُلم من أن زينب (صلوات الله عليها) قد عاشت الى مابعد الطف مع زوجها عبد الله بن جعفر.ومن التناقضات المثيرة للسخرية ايضا زعمهم ان ام كلثوم قد توفيت في عهد معاوية وصلى عليها ابن عمر كونها زوجة ابية ! (سنن ابي داود ج2 ص66)
في حين ان الجميع يعلمون انها (عليها السلام) قد عاشت الى ما بعد ذلك حيث حضرت مع اخيها الحسين (صلوات الله عليها) الطف , وخطبت بعد ذلك بخطبتها الشهيرة في الكوفة والتي ذكرها المؤرخون ومن بينهم بعض مؤرخي العامة كابن طيفور في بلاغات النساء.
فهل ماتت ام كلثوم ثم نُشرت من قبرها لتشهد الطف و تخطب خطبتها العصماء ؟!هذا والتناقضات في سيرة ام كلثوم عندهم اكثر من ان تحصى .
كاختلافهم في من تولّد من هذا الزواج المزعوم وكم عاش وكيف مات , مما يشهد على بطلان هذه الفرية.
خامسا: لعلّ بعضهم يحاول اثبات الفرية بالاعتماد على بعض الروايات المنقولة في هذا الشأن الوارده في مصادرنا.
هنا نقول ان هذه الروايات لم تثبت عندنا ومعظمها منقول من كتب العامة كما صرّح مصنفوا المصادر انفسهم – كالعلامة المجلسي في البحار مثلا – وفي متونها فضلا عن اسنادها اضطراب واضح , وبإعمال قاعدة المخالفة التي مضمونها مخالفة ما تسالم عن العامة تكون هذه الروايات ساقطة وغير معتبرة.
فالحاصل ان قضية زواج ام كلثوم من عمر انما هي من المخترعات و الاباطيل الموضوعه التي لا اساس لها.
والعجب ان لايجد اهل العامه شيئا يقوّون به موقفهم المؤيد لعمر سوى الترّهات !قال الشيخ المفيد (قدس الله نفسه الزكية) في جواب المسائل السروية : " ان الخبر الوارد بتزويد امير المؤمنين (عليه السلام) ابنته من عمر لم يثبت , وطريقته من الزبير بن بكّار , ولم يكن موثوقا به في النقل وكان متهماً فيما يذكره من بغضه لامير المؤمنين (عليه السلام) وغير مأمون , والحديث نفسه مختلفٌ فتارة يروي ان امير المؤمنين تولى العقد له على ابنتة , وتارةٌ يروي عن العباس أنه تولى ذلك عنه , وتارةٌ يروي انه لم يقع العقد الا بعد وعيد من عمر و تهديد لبني هاشم , وتارة يروي انه كان عن اختيار وإيثار.
وقد رد الشيخ المفيد (ر) هذا الزواج ، وذهب البعض إلى أن أم كلثوم زوجة عمر هي بنت جروة لأنه قد ثبت أن أم عبيد الله بن عمر بن الخطاب هي أم كلثوم بنت جروة .
تعليق