بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة السلام على محمد وآله المعصومين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
قال الشعبي: كنت بواسط (1)، وكان يوم أضحى، فحضرت صلاة العيد مع الحجاج (2)، فخطب خطبة بليغة، فلما انصرف جائني رسوله فأتيته، فوجدته جالسا مستوفزا، قال: يا شعبي هذا يوم أضحى، وقد أردت أن أضحي برجل من أهل العراق، وأحببت أن تسمع قوله، فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به.
فقلت: أيها الأمير، لو ترى أن تستن بسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتضحي بما أمر أن يضحي به، وتفعل فعله، وتدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره.
فقال: يا شعبي، إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه، لكذبه على الله وعلى رسوله، وإدخاله الشبهة في الإسلام.
قلت: أفيرى الأمير أن يعفيني من ذلك؟ قال: لا بد منه.
ثم أمر بنطع فبسط، وبالسياف فأحضر، وقال: أحضروا الشيخ، فأتوه به، فإذا هو يحيى بن يعمر(3)، فأغممت غما شديدا، فقلت في نفسي: وأي شيء يقوله يحيى مما يوجب قتله؟
فقال له الحجاج: أنت تزعم أنك زعيم أهل العراق؟
قال يحيى: أنا فقيه من فقهاء أهل العراق.
قال: فمن أي فقهك زعمت أن الحسن والحسين (عليهما السلام) من ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
قال: ما أنا زاعم ذلك، بل قائل بحق.
قال: وبأي حق قلت؟
قال: بكتاب الله عز وجل.
فنظر إلي الحجاج، وقال: إسمع ما يقول، فإن هذا مما لم أكن سمعته عنه، أتعرف أنت في كتاب الله عز وجل أن الحسن والحسين من ذرية محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فجعلت أفكر في ذلك، فلم أجد في القرآن شيئا يدل على ذلك.
وفكر الحجاج مليا ثم قال ليحيى: لعلك تريد قول الله عز وجل: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران: 61] وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين (4) (عليهم السلام).
قال الشعبي: فكأنما أهدى لقلبي سرورا، وقلت في نفسي: قد خلص يحيى، وكان الحجاج حافظا للقرآن.
فقال له يحيى: والله، إنها لحجة في ذلك بليغة، ولكن ليس منها أحتج لما قلت.
فاصفر وجه الحجاج، وأطرق مليا ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال: إن جئت من كتاب الله بغيرها في ذلك، فلك عشرة آلاف درهم، وإن لم تأت بها فأنا في حل من دمك.
قال: نعم.
قال الشعبي: فغمني قوله فقلت: أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنه قد عرفه وسبقه إليه، ويتخلص منه حتى رد عليه وأفحمه، فإن جاءه بعد هذا بشيء لم آمن أن يدخل عليه فيه من القول ما يبطل حجته لئلا يدعي أنه قد علم ما جهله هو.
فقال يحيى للحجاج: قول الله عز وجل {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} [الأنعام: 84] من عنى بذلك؟ قال الحجاج: إبراهيم (عليه السلام). قال: فداود وسليمان من ذريته؟ قال: نعم.
قال يحيى: ومن نص الله عليه بعد هذا أنه من ذريته؟ فقرأ يحيى: {وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الأنعام: 84].
قال يحيى: ومن؟ قال: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى } [الأنعام: 85].
قال يحيى: ومن أين كان عيسى من ذرية إبراهيم (عليه السلام)، ولا أب له؟
قال: من قبل أمه مريم (عليها السلام).
قال يحيى: فمن أقرب: مريم من إبراهيم (عليه السلام) أم فاطمة (عليها السلام) من محمد (صلى الله عليه وآله)؟
وعيسى من إبراهيم، أم الحسن والحسين (عليهما السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قال الشعبي: فكأنما ألقمه حجرا.
فقال: أطلقوه قبحه الله، وادفعوا إليه عشرة آلاف درهم لا بارك الله له فيها.
ثم أقبل علي فقال: قد كان رأيك صوابا ولكنا أبيناه، ودعا بجزور فنحره وقام فدعا بالطعام فأكل وأكلنا معه، وما تكلم بكلمة حتى افترقنا ولم يزل مما احتج به يحيى بن يعمر واجما (5).
_______________
(1) مدينة بناها الحجاج في العراق عام 83 / 84 ه، وسميت واسطا لتوسطها بين البصرة والكوفة والأهواز وبغداد، فإن بينها وبين كل واحدة من هذه المدن مقدارا واحدا وهو خمسون فرسخا. التنبيه والأشراف: ص 311، وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 2 ص 50.
(2) هو: الحجاج بن يوسف الثقفي، اشتهر بولائه للبيت الأموي، وبعدائه ونصبه للبيت العلوي، ولد في الطائف سنة 40 ه ونشأ فيها، كان واليا من قبل عبد الملك بن مروان وقد أولع في قتل شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخذهم بكل ظنة وتهمة أمثال قنبر غلام أمير المؤمنين (عليه السلام) وكميل بن زياد وسعيد بن جبير وأمثالهم، قال ابن خلكان عنه: وكان للحجاج في القتل وسفك الدماء والعقوبات غرائب لم يسمع بمثلها، وكان الحجاج يخبر عن نفسه أن أكبر لذاته سفك الدماء وارتكاب أمور لا يقدم عليها غيره. وكان مرضه بالأكلة وقعت في بطنه، ودعا الطبيب لينظر إليها، فأخذ لحما وعلقه في خيط وسرحه في حلقه وتركه ساعة ثم أخرجه وقد لصق به دود كثير، وسلط الله عليه الزمهرير، فكانت الكوانين تجعل حوله مملؤة نارا وتدنى منه حتى تحرق جلده وهو لا يحس بها، وشكى ما يجده إلى الحسن البصري فقال له: قد كنت نهيتك ألا تتعرض إلى الصالحين فلحجت، فقال له: يا حسن، لا أسألك أن تسأل أن يفرج عني، ولكني أسألك أن تسأله أن يعجل قبض روحي ولا يطيل عذابي، وأقام الحجاج على هذه الحالة بهذه العلة خمسة عشر يوما، توفي في شهر رمضان سنة 95 ه في مدينة واسط ودفن بها وعفي قبره. راجع: وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 2 ص 29 ترجمة رقم: 149، سفينة البحار: ج 1 ص 221 - 222.
(3) هو: أبو سليمان يحيى بن يعمر العامري البصري، ولد في البصرة، وهو أحد قرائها وفقهائها، كان عالما بالقرآن الكريم والفقه والحديث والنحو ولغات العرب، وكان من أوعية العلم وحملة الحجة، أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي، وحدث عن أبي ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، وابن عباس وغيرهم، كما حدث عنه جماعة أيضا، وكان من الشيعة الأولى القائلين بتفضيل أهل البيت - صلوات الله وسلامه عليهم -، وقيل: هو أول من نقط القرآن قبل أن توجد تشكيل الكتابة بمدة طويلة، وكان ينطق بالعربية المحضة واللغة الفصحى طبيعة فيه غير متكلف، طلبه الحجاج من والي خراسان قتيبة بن مسلم فجئ به إليه، لأنه يقول أن الحسن والحسين (عليهما السلام) ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد أذهل الحجاج بصراحته وجرأته في إقامة الحق وإزهاق الباطل حتى نصره الله عليه، كما نفاه الحجاج في سنة 84 ه لأنه قال له: هل ألحن؟ فقال: تلحن لحنا خفيا، فقال: أجلتك ثلاثا، فإن وجدتك بعد بأرض العراق قتلتك؟! فخرج، وأخباره ونوادره كثيرة، توفي - رحمة الله عليه - سنة 129 ه. راجع ترجمته في: وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 6 ص 173 - 176، ترجمة رقم: 797، معجم الأدباء للحموي: ج 20 ص 42 - 43، ترجمة رقم: 23، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 4 ص 441 - 443، الأعلام للزركلي: ج 9 ص 225، مستدركات علم رجال الحديث للشاهرودي: ج 8 ص 242 ترجمة رقم: 16298.
(4) تقدمت تخريجاته.
(5) كنز الفوائد للكراجكي: ج 1 ص 357 - 360، بحار الأنوار للمجلسي: ج 10 ص 147 - 149 ح 1، وج 25 ص 243 - 246 ح 26، وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 6 ص 174، العقد الفريد للأندلسي: ج 2 ص 48 - 49، وج 5 ص 281، بتفاوت.
منقوووووول
والصلاة السلام على محمد وآله المعصومين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
قال الشعبي: كنت بواسط (1)، وكان يوم أضحى، فحضرت صلاة العيد مع الحجاج (2)، فخطب خطبة بليغة، فلما انصرف جائني رسوله فأتيته، فوجدته جالسا مستوفزا، قال: يا شعبي هذا يوم أضحى، وقد أردت أن أضحي برجل من أهل العراق، وأحببت أن تسمع قوله، فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به.
فقلت: أيها الأمير، لو ترى أن تستن بسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتضحي بما أمر أن يضحي به، وتفعل فعله، وتدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره.
فقال: يا شعبي، إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه، لكذبه على الله وعلى رسوله، وإدخاله الشبهة في الإسلام.
قلت: أفيرى الأمير أن يعفيني من ذلك؟ قال: لا بد منه.
ثم أمر بنطع فبسط، وبالسياف فأحضر، وقال: أحضروا الشيخ، فأتوه به، فإذا هو يحيى بن يعمر(3)، فأغممت غما شديدا، فقلت في نفسي: وأي شيء يقوله يحيى مما يوجب قتله؟
فقال له الحجاج: أنت تزعم أنك زعيم أهل العراق؟
قال يحيى: أنا فقيه من فقهاء أهل العراق.
قال: فمن أي فقهك زعمت أن الحسن والحسين (عليهما السلام) من ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
قال: ما أنا زاعم ذلك، بل قائل بحق.
قال: وبأي حق قلت؟
قال: بكتاب الله عز وجل.
فنظر إلي الحجاج، وقال: إسمع ما يقول، فإن هذا مما لم أكن سمعته عنه، أتعرف أنت في كتاب الله عز وجل أن الحسن والحسين من ذرية محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فجعلت أفكر في ذلك، فلم أجد في القرآن شيئا يدل على ذلك.
وفكر الحجاج مليا ثم قال ليحيى: لعلك تريد قول الله عز وجل: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران: 61] وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين (4) (عليهم السلام).
قال الشعبي: فكأنما أهدى لقلبي سرورا، وقلت في نفسي: قد خلص يحيى، وكان الحجاج حافظا للقرآن.
فقال له يحيى: والله، إنها لحجة في ذلك بليغة، ولكن ليس منها أحتج لما قلت.
فاصفر وجه الحجاج، وأطرق مليا ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال: إن جئت من كتاب الله بغيرها في ذلك، فلك عشرة آلاف درهم، وإن لم تأت بها فأنا في حل من دمك.
قال: نعم.
قال الشعبي: فغمني قوله فقلت: أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنه قد عرفه وسبقه إليه، ويتخلص منه حتى رد عليه وأفحمه، فإن جاءه بعد هذا بشيء لم آمن أن يدخل عليه فيه من القول ما يبطل حجته لئلا يدعي أنه قد علم ما جهله هو.
فقال يحيى للحجاج: قول الله عز وجل {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} [الأنعام: 84] من عنى بذلك؟ قال الحجاج: إبراهيم (عليه السلام). قال: فداود وسليمان من ذريته؟ قال: نعم.
قال يحيى: ومن نص الله عليه بعد هذا أنه من ذريته؟ فقرأ يحيى: {وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الأنعام: 84].
قال يحيى: ومن؟ قال: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى } [الأنعام: 85].
قال يحيى: ومن أين كان عيسى من ذرية إبراهيم (عليه السلام)، ولا أب له؟
قال: من قبل أمه مريم (عليها السلام).
قال يحيى: فمن أقرب: مريم من إبراهيم (عليه السلام) أم فاطمة (عليها السلام) من محمد (صلى الله عليه وآله)؟
وعيسى من إبراهيم، أم الحسن والحسين (عليهما السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قال الشعبي: فكأنما ألقمه حجرا.
فقال: أطلقوه قبحه الله، وادفعوا إليه عشرة آلاف درهم لا بارك الله له فيها.
ثم أقبل علي فقال: قد كان رأيك صوابا ولكنا أبيناه، ودعا بجزور فنحره وقام فدعا بالطعام فأكل وأكلنا معه، وما تكلم بكلمة حتى افترقنا ولم يزل مما احتج به يحيى بن يعمر واجما (5).
_______________
(1) مدينة بناها الحجاج في العراق عام 83 / 84 ه، وسميت واسطا لتوسطها بين البصرة والكوفة والأهواز وبغداد، فإن بينها وبين كل واحدة من هذه المدن مقدارا واحدا وهو خمسون فرسخا. التنبيه والأشراف: ص 311، وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 2 ص 50.
(2) هو: الحجاج بن يوسف الثقفي، اشتهر بولائه للبيت الأموي، وبعدائه ونصبه للبيت العلوي، ولد في الطائف سنة 40 ه ونشأ فيها، كان واليا من قبل عبد الملك بن مروان وقد أولع في قتل شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخذهم بكل ظنة وتهمة أمثال قنبر غلام أمير المؤمنين (عليه السلام) وكميل بن زياد وسعيد بن جبير وأمثالهم، قال ابن خلكان عنه: وكان للحجاج في القتل وسفك الدماء والعقوبات غرائب لم يسمع بمثلها، وكان الحجاج يخبر عن نفسه أن أكبر لذاته سفك الدماء وارتكاب أمور لا يقدم عليها غيره. وكان مرضه بالأكلة وقعت في بطنه، ودعا الطبيب لينظر إليها، فأخذ لحما وعلقه في خيط وسرحه في حلقه وتركه ساعة ثم أخرجه وقد لصق به دود كثير، وسلط الله عليه الزمهرير، فكانت الكوانين تجعل حوله مملؤة نارا وتدنى منه حتى تحرق جلده وهو لا يحس بها، وشكى ما يجده إلى الحسن البصري فقال له: قد كنت نهيتك ألا تتعرض إلى الصالحين فلحجت، فقال له: يا حسن، لا أسألك أن تسأل أن يفرج عني، ولكني أسألك أن تسأله أن يعجل قبض روحي ولا يطيل عذابي، وأقام الحجاج على هذه الحالة بهذه العلة خمسة عشر يوما، توفي في شهر رمضان سنة 95 ه في مدينة واسط ودفن بها وعفي قبره. راجع: وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 2 ص 29 ترجمة رقم: 149، سفينة البحار: ج 1 ص 221 - 222.
(3) هو: أبو سليمان يحيى بن يعمر العامري البصري، ولد في البصرة، وهو أحد قرائها وفقهائها، كان عالما بالقرآن الكريم والفقه والحديث والنحو ولغات العرب، وكان من أوعية العلم وحملة الحجة، أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي، وحدث عن أبي ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، وابن عباس وغيرهم، كما حدث عنه جماعة أيضا، وكان من الشيعة الأولى القائلين بتفضيل أهل البيت - صلوات الله وسلامه عليهم -، وقيل: هو أول من نقط القرآن قبل أن توجد تشكيل الكتابة بمدة طويلة، وكان ينطق بالعربية المحضة واللغة الفصحى طبيعة فيه غير متكلف، طلبه الحجاج من والي خراسان قتيبة بن مسلم فجئ به إليه، لأنه يقول أن الحسن والحسين (عليهما السلام) ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد أذهل الحجاج بصراحته وجرأته في إقامة الحق وإزهاق الباطل حتى نصره الله عليه، كما نفاه الحجاج في سنة 84 ه لأنه قال له: هل ألحن؟ فقال: تلحن لحنا خفيا، فقال: أجلتك ثلاثا، فإن وجدتك بعد بأرض العراق قتلتك؟! فخرج، وأخباره ونوادره كثيرة، توفي - رحمة الله عليه - سنة 129 ه. راجع ترجمته في: وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 6 ص 173 - 176، ترجمة رقم: 797، معجم الأدباء للحموي: ج 20 ص 42 - 43، ترجمة رقم: 23، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 4 ص 441 - 443، الأعلام للزركلي: ج 9 ص 225، مستدركات علم رجال الحديث للشاهرودي: ج 8 ص 242 ترجمة رقم: 16298.
(4) تقدمت تخريجاته.
(5) كنز الفوائد للكراجكي: ج 1 ص 357 - 360، بحار الأنوار للمجلسي: ج 10 ص 147 - 149 ح 1، وج 25 ص 243 - 246 ح 26، وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 6 ص 174، العقد الفريد للأندلسي: ج 2 ص 48 - 49، وج 5 ص 281، بتفاوت.
منقوووووول
تعليق