تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
ولد عليه السلام بسر من رأى في ليلة النصف من شعبان سنة 255 للهجرة
امه مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وامها من ولد الحواريين، تنسب الى شمعون وصي المسيح عليه السلام، ولما أُسرت، سمت نفسها نرجس، لئلا يعرفها النخاس (بائع العبيد) الذي وقعت اليه.
وبسبب الحمل المنّور سميت صقيلا أو صيقلا.
السيدة حكيمة بنت الامام محمد بن علي الجواد، وهي عمة الامام الحسن العسكري عليهم السلام، نروي قصة ولادة امامنا المهدي عجل الله فرجه الشريف بما روته، وكيف جرى الامر مع السيدة نرجس عليها السلام، تقول إنّ سيدي ومولاي الامام الحسن العسكري عليه السلام أرسل في طلبي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان، بأن آتي الى بيته، بعد أن قال لي اجعلي افطارك عندنا، وقد درج اهل البيت على الصيام في مثل هذه الايام باعتبار انها الايام البيض، فتقول ذهبت الى بيته وأنا متعجبة وفي حيرة من أمري ماذا ما الامر؟ خصوصا أنّه قال لي سيولد في هذه الليلة حجة الله في ارضه قلت له: وكيف ذلك ومن أمه؟ قال نرجس، قلت: يا سيدي لا أثر للحمل عليها، فقال لي: حملها كحمل ام موسى لم يظهره الله عز وجل، لأنّ بني العباس كما الفرعون كانوا يراقبون بيت الامام الحسن وهم يعتقدون كل الاعتقاد أنّ الامام سيولد من هذا البيت، فالله عز وجل حفظ الامام ولم يظهر أثر الحمل على امه نرجس.
دخلت البيت فسلمت عليها وقالت: يا سيدتي انا بخدمتك قلت لها: انت سيدتي أنت ام حجة الله في ارضه.
وتكمل فقلت لها: قد أبلغني سيدي ومولاي الامام الحسن بأنّك ستلدينه، فاستحيت.
وقمت لكي أصلي العشاء وبعد ذلك افطرت وارتحت قليلا فذهبت الى مضجعي وأنا في شك من الامر، انتبهت اليها وهي راقدة فقمت في جوف الليل الى الصلاة توضأت وصليت وهي راقده، بعد ذلك اضطجعت قليلا وإذا بها تقوم من منامها مضطربة فزعة، فقامت وتوضأت وصلت، وهكذا الى أن قرب الفجر فجاءها الطلق وبان عليها الحمل، وإذا بجنينها عليه السلام ينزل الى الارض فأخذته وضممته إليّ ووجدته طاهرا مطهرا نظيفا نزل الى الارض وهو ساجدا.
عند ذاك صاح بي ابو محمد العسكري عليه السلام فأخبرته بالولادة
هلمّي اليّ ابني يا عمة، فجئت به اليه، فوضع يديه تحت اليتيه وظهره، ووضع قدميه على صدره، ثم ادلى لسانه في فيه وامر يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثم قال تكلم يا بني، فقال: اشهد ان لا إله الا اللّه وحده لا شريك له واشهد ان محمداً صلى اللّه عليه وآله رسول اللّه، ثم صلّى على امير المؤمنين وعلى الأئمة عليهم السلام الى ان وقف على ابيه ثم أحجم.
فأخذته بعد ذلك الى امه وقال يا عمة اذهبي الى بيتك وارتاحي واتينا في اليوم السابع.
قَالَتْ: ((حَكِيمَةُ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً رُدَّ اَلْغُلاَمُ وَوُجِّهَ إِلَى اِبْنِ أَخِي عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَدَعَانِي فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا أَنَا بِالصَّبِيِّ مُتَحَرِّكٌ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي هَذَا اِبْنُ سَنَتَيْنِ فَتَبَسَّمَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَوْلاَدَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَاَلْأَوْصِيَاءِ إِذَا كَانُوا أَئِمَّةً يَنْشَئُونَ بِخِلاَفِ مَا يَنْشَأُ غَيْرُهُمْ وَإِنَّ اَلصَّبِيَّ مِنَّا إِذَا كَانَ أَتَى عَلَيْهِ شَهْرٌ كَانَ كَمَنْ أَتَى عَلَيْهِ سَنَةٌ وَإِنَّ اَلصَّبِيَّ مِنَّا لَيَتَكَلَّمُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَيَقْرَأُ اَلْقُرْآنَ وَيَعْبُدُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعِنْدَ اَلرَّضَاعِ تُطِيعُهُ اَلْمَلاَئِكَةُ وَتَنْزِلُ عَلَيْهِ صَبَاحاً وَمَسَاءً قَالَتْ حَكِيمَةُ فَلَمْ أَزَلْ أَرَى ذَلِكَ اَلصَّبِيَّ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْماً إِلَى أَنْ رَأَيْتُهُ رَجُلاً قَبْلَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِأَيَّامٍ قَلاَئِلَ فَلَمْ أَعْرِفْهُ فَقُلْتُ لاِبْنِ أَخِي عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: مَنْ هَذَا اَلَّذِي تَأْمُرُنِي أَنْ أَجْلِسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ لِي: هَذَا اِبْنُ نَرْجِسَ وَهَذَا خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي))[1].
من هذا كله نخرج بنتيجة هي أن هؤلاء أناس مختارون من قبل الباري لقيادة البشرية ولاستلام مهمة إلهية، وهي إقامة دولة عالمية على الأرض.
[1] كمال الدين وتمام النعمة، ج 2، ص 426.
تعليق