تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
اشارة واضحة من الباري عز وجل في الكتاب الكريم على رفض الغلو والتحريف ووضع الذين اصطفاهم في غير موضعهم فقال عز وجل في كتابه العزيز: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾[1].
هذه الآية تبين أنّ الرسول صلى الله عليه واله بشر لكن يوحى اليه نتيجة للاستعداد والقابلية الموجودة عندما اصطفاه الله عز وجل وجعله سيدا للخلق، وكان فعلا بهذا الاستعداد قد أدى الرسالة بما اراد الله عز وجل منه، واكمالا لهذا الدور بعد أن بلّغ الرسول صلى الله عليه واله نتيجة للأمر الالهي لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾[2].
وجعل المسلمين يبايعون امير المؤمنين علي بن ابي طالب والائمة عليهم السلام من بعده وقال لهم: ((يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اَللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لاَ تَضِلُّوا فَإِنَّ اَللَّطِيفَ اَلْخَبِيرَ أَخْبَرَنِي وَعَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ اَلْحَوْضَ))[3].
وهذا كله تأكيدا على رفض الغلو والمبالغات وتوقي الانحرافات التي ممكن ان تؤدي الى ضياع الدين، فحفاظا على دين الله عز وجل كانت الوصايا من الرسول صلى الله عليه واله يركز عليها في مواطن كثيرة، ويؤكد على الناس كي لا تضيع الناس كما ضاعت الامم السالفة في الانحرافات التي جرت على الاديان، فإنّهم وضعوا بعض الناس في مواضع هي ليست للبشر، فكانت المسألة مسألة فقدان للدين الذي بلّغ به الانبياء، وضياع للأمم ابتعادا عن الطريق الموصل الى الله سبحانه وتعالى. فالرسول اوصى بالتزام القران ونهج اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وكذلك الائمة امام بعد امام كانوا يوصون بمثل هذه الوصايا، ونذكر البعض منها:
1- وصية امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام: ((أُوصِيكَ يَا حَسَنُ وَجَمِيعَ أَهْلِ بَيْتِي وَوُلْدِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اَللَّهِ رَبِّكُمْ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّٰ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاِعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اَللّٰهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا))[4].
2- وصية الامام الحسين سيد الشهداء عليه السلام: ((مَنْ لَحِقَ بِي اُسْتُشْهِدَ وَمَنْ لَمْ يَلْحَقْ بِي لَمْ يُدْرِكِ اَلْفَتْحَ))[5] .
3- وصية الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: ((أَمَا وَاللهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى دِينِ اللَّهِ وَدِينِ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِينُونَا عَلَى ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ، أَمَا وَاللَّهِ مَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا مِنْكُمْ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ..))[6].
4- وصية الامام الحسن العسكري عليه السلام: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اَللَّهِ وَاَلْوَرَعِ فِي دِينِكُمْ وَاَلاِجْتِهَادِ لِلَّهِ وَصِدْقِ اَلْحَدِيثِ وَأَدَاءِ اَلْأَمَانَةِ..وَكُونُوا زَيْناً وَلاَ تَكُونُوا شَيْناً جُرُّوا إِلَيْنَا كُلَّ مَوَدَّةٍ وَاِدْفَعُوا عَنَّا كُلَّ قَبِيحٍ))[7].
5- التوقيع المقدس من الامام المهدي عليه السلام، كرسالة في عنق كل شيعي، وهذه بعض فقراته: جواباً لكتابٍ كُتِبَ اليه على يد محمد بن علي بن هلال الكرخي:
((يا محمد بن علي تعالى الله عز وجل عما يصفون، سبحانه وبحمده، ليس نحن شركاؤه في علمه ولا في قدرته..
يا محمد بن علي قد آذانا جهلاءُ الشيعة وحمقاؤهم ومَن دينُه جناحُ البعوضة أرجحُ منه،
فأُشهد اللهَ الذي لا إله إلا هو وكفى به شهيداً ورسولَهُ محمد صلى الله عليه وآله وملائكتَه وأنبياءَه وأولياءَه وأُشهِدُك وأُشهِدُ كلَّ مَن سمعَ كتابي هذا أنّي برئٌ إلى اللهِ وإلى رسوله ممن يقول: إنا نعلم الغيب أو نشاركُ الله في مُلكه أو يُحلُّنا مَحلّاً سِوى المحلِّ الذي رضيهُ اللهُ لنا وخلقنا له..
فكلُّ من فهم كتابي ولم يرجع إلى ما قد أمرتُه ونهيته فلقد حلَّت عليه اللعنة مِن اللهِ وممن ذكرتُ من عبادِه الصالحين))[8].
[1] سورة الكهف، الآية: 110.
[2] سورة المائدة، الآية: 67.
[3] كتاب سُليم، ج 2، ص 636.
[4] الكافي، ج 7، ص 69.
[5] كامل الزيارات، ج 1، ص 75.
[6] شرح الأخبار، ج 3، ص 438.
[7] تحف العقول، ج 1، ص 487.
[8] الاحتجاج، ج 2، ص 289.
تعليق