دور الامام علي عليه السلام في جمع القران
في احتجاج الحسن بن علي عليهما السلام وأصحابه على معاوية أنه عليه السلام قال: نحن نقول أهل البيت: إن الأئمة منا، وإن الخلافة لا تصلح إلا فينا، وإن الله جعلنا أهلها في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، وإن العلم فينا، ونحن أهله، وهو عندنا مجموع كله بحذافيره، وإنه لا يحدث شئ إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش إلا وهو عندنا مكتوب باملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي عليه السلام بيده.
وزعم قوم أنهم أولى بذلك منا حتى أنت يا ابن هند، تدعي ذلك وتزعم أن عمر أرسل إلى أبي أني أريد أن أكتب القرآن في مصحف فابعث إلي بما كتبت من القرآن، فأتاه فقال: تضرب والله عنقي قبل أن يصل إليك، قال: ولم ؟ قال: لان الله تعالى إياي عنى ولم يعنك، ولا أصحابك، فغضب عمر ثم قال: ابن أبي طالب يحسب أن أحدا ليس عنده علم غيره، من كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتني، فإذا جاء رجل فقرأ شيئا معه وفيه آخر، كتبه وإلا لم يكتبه، ثم قالوا: قد ضاع منه قرآن كثير، بل كذبوا والله بل هو مجموع محفوظ عند أهله (الاحتجاج ص ٨٢).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما أحد من هذه الأمة جمع القرآن إلا وصي محمد صلى الله عليه وآله (تفسير القمي ص ٧٤٤).
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي: يا علي القرآن خلف فراشي في المصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة، فانطلق علي فجمعه في ثوب أصفر، ثم ختم عليه في بيته وقال: لا أرتدي حتى أجمعه وان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى جمعه، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو أن الناس قرؤا القرآن كما انزل ما اختلف اثنان (بحار الأنوار ج ٨٩ ص ٤٠).
- عن سلمان رضي الله عنه أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه لما رأى غدر الصحابة وقلة وفائهم، لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه فلم يخرج من بيته حتى جمعه وكان في الصحف والشظاظ والأسيار والرقاع فلما جمعه كله وكتبه بيده تنزيله وتأويله، والناسخ منه والمنسوخ، بعث إليه أبو بكر أن اخرج فبايع فبعث إليه أني مشغول فقد آليت على نفسي يمينا ألا أرتدي برداء إلا للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه فسكتوا عنه أياما فجمعه في ثوب واحد وختمه، ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فنادى علي عليه السلام بأعلى صوته: أيها الناس إني لم أزل منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله مشغولا بغسله، ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد، فلم ينزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله آية من القرآن إلا وقد جمعتها، وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمني تأويلها، ثم قال علي عليه السلام لا تقولوا غدا إنا كنا عن هذا غافلين، ثم قال لهم علي عليه السلام: لا تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي ولم أذكركم حقي، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته، فقال له عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه. ثم دخل علي عليه السلام بيته (كتاب سليم بن قيس ص ١٠٨ و ١١٠، الاحتجاج ص ٨١).
((علي مع القرآن والقرآن مع علي))
تعليق