يقول سبحانه: ما ودعك ربك وما قلى.
" قلى " من " قلا " - على وزن صدا -، وهو شدة البغض، ومن القلو أيضا بمعنى الرمي. وكلا المعنيين يعودان إلى أصل واحد - في رأي الراغب الأصفهاني - فكأن المقلو هو الذي يقذفه القلب من بغضه فلا يقبله.على أي حال، في هذا التعبير سكن لقلب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتسل له، ليعلم أن التأخير في نزول الوحي إنما يحدث لمصلحة يعلمها الله تعالى، وليست - كما يقول الأعداء - لترك الله نبيه أو لسخطه عليه. فهو مشمول دائما بلطف الله وعنايته الخاصة، وهو دائما في كنف حماية الله سبحانه.
وللآخرة خير لك من الأولى.
أنت في هذه الدنيا مشمول بالطاف الله تعالى، وفي الآخرة أكثر وأفضل. أنت آمن من غضب الله في الأمد القريب والبعيد. وباختصار أنت عزيز في الدنيا والآخرة... في الدنيا عزيز وفي الآخرة أعز...
قيل إن " الآخرة " و " الأولى " يشيران إلى بداية عمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونهايته، أي إنك ستستقبل في عمرك نصرا ونجاحا أكثر مما استدبرت. وفي ذلك إشارة إلى اتساع رقعة انتشار الإسلام وانتصارات المسلمين المتلاحقة على الأعداء،وفتوحهم في الغزوات، ونمو دوحة التوحيد، واندثار آثار الشرك وعبادة الأوثان.
ولا مانع من الجمع بين التفسيرين.
-------------------------------------------------
منقول من تفسير الامثل .