إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غيبة المهديّ لا تكون من قِبل نفسه، ولا من قِبل الله تعالى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غيبة المهديّ لا تكون من قِبل نفسه، ولا من قِبل الله تعالى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد


    غيبة الامام المهدي عجل الله فرجه شريف من المسائل المهمة التي فيها الكثير من التساؤلات من قبل القريب والبعيد، وقد تناولها الكثير من العلماء وتحدثوا عنها بإسهاب لكن تبقى الأسئلة على مدار الأزمنة تُردد، خصوصا أنّنا في زمان قد طالت هذه الغيبة، وكلنا يعرف أنّها غيبتان صغرى وكبرى والصغرى قد بدأت من سنة 260 للهجرة وانتهت به 329 للهجرة، ومنها بدأت الغيبة الكبرى الى يومنا هذا، الفرق أنّه كان يتصل بالناس من خلال السفراء الأربعة في الصغرى (عثمان بن سعيد العمري السمّان، محمد بن عثمان العمري، الحسين بن روح، أبو الحسن علي بن محمد السمري)، أمّا في الكبرى بعد انتهاء فترة النيابة والسفارة لجأ الإمام المهدي عليه السلام إلى أسلوب آخر لم تعرفه الجماهير مسبقاً، فابتكر وسيلة جديدة، حيث عين فيها فقهاء الأمّة على خط ومذهب أهل البيت عليهم السلام قادة لقواعده الشعبية، ليكونوا أداة اتصال جماهيرية غير مباشرة به، وليؤدّوا مهامهم الإرشادية للأمّة.
    ومن جملة التساؤلات والتشكيك في هذه الغيبة من جهة فعل معصوم ومن جهة فعل الله عز وجل وقد تناول هذين الامرين الشيخ الطوسي بهذه العبارة: سبب غيبة الإمام الحُجّة (عجل الله فرجه).!
    (غيبة المهديّ لا تكون من قِبل نفسه؛ لأنّه معصوم، فلا يُخلّ بواجب، ولا من قِبل الله تعالى، لأنّه عدل حكيم، فلا يفعل القبيح؛ لأنّ الإخفاء عن الأنظار وحرمان العباد عن الإفادات قبيحان. فغيبته لكثرة العدوّ والكافر، ولقلّة النّاصر)
    [1].
    فالمقصود أولاً بأنّ الغيبة لا تكون من قبل نفسه؛ يعني هو يغيب من دون أمر إلهي لماذا لا يحصل مثل هذا الامر؟ والجواب: لأنّه معصوم والمعصوم هو ولي الله في ارضه على عباده، فالعباد يحتاجون اليه وذلك من خلال قول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿..وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ
    [2]، ومن خلال الروايات الشريفة التي وردت بهذا الخصوص منها: كلام أمير المؤمنين عليه لكميل بن زياد: ((لاَ تَخْلُو اَلْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً وَإِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً لِئَلاَّ تَبْطُلَ حُجَجُ اَللَّهِ وَبَيِّنَاتُهُ))[3].
    فوجوده امر واجب والمعصوم لا يخل بالواجب لأنّ المعصوم لا يرتكب الخطأ.
    اما الشق الثاني وهو أنّ هذه الغيبة ليست من قبل الله تعالى لماذا؟ وذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى عدل حكيم، والعادل لا يصدر منه الظلم ولا يفعل القبيح؛ باعتبار أنّ الاخفاء للإمام عن الانظار وحرمان العباد عن الافادات امران قبيحان، فذهب الإمامية الى أنّه تعالى لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب، بل كل افعاله فيها الحكمة والصواب، ولا ظلم ولا جور ولا عدوان ولا كذبة ولا فاحشة في افعاله؛ باعتبار كونه عز وجل غني عن القبيح ويعلم بقبح القبائح؛ لأنّه عالم بكل شيء وهو عالم بغناه عن القبيح؛ ولأجل ذلك يستحيل عليه صدور القبيح عنه وهذا امر ضروري قاضي بذلك؛ لأنّ من يفعل القبيح يستحق الذم واللوم وكيف على الخالق أنْ يستحق اللوم والذم، ففعل القبيح عندما يصدر من فاعل إمّا أنْ يكون هذا الفاعل محتاجا للقبيح، أو أنْ يكون جاهلا بقبح القبيح، أو أنْ يكون فعله عن عبث الله سبحانه وتعالى لا يفعل مثل هذه الأمور؛ لأنّه ليس محتاج وليس بجاهل، والحاجة والجهل يستدعيان نقص المحتاج والجاهل، والله سبحانه وتعالى النقص محال عليه؛ لأنّه الكمال المطلق فلا يصدر القبيح منه لا لعجز، بل لديه القدرة على ذلك وانما لا يصدر منه لأنّ ذلك الصدور مبني على الجهل لقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ كانَ عَليماً قَديراً
    [4]، وإِنَّمَا سُمِّيَ الله عَالِماً لِأنَّهُ لَا يَجْهَلُ شَيْئاً، أو الحاجة لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ[5]، فهما محالان على الله تعالى.
    [1] الشيخ الطوسي، العقائد الجعفريّة، ص 7.
    [2] سورة الرعد، الآية: 7.
    [3] نهج البلاغة، الخطبة: 147.
    [4]سورة فاطر، الآية: 44.
    [5] سورة فاطر، الآية: 15.


  • #2
    اللهم عجل لوليك الفرج
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    ​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X