من وحي القرآن والشريعة السماوية ومن عطف الباري سبحانه وتعالى ورحمته ببني البشر أن منّ عليهم برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه،
من بذل الغالي والنفيس في مرضاة الله تعالى والإخلاص له بكل ذرة ما بين الحنايا والضلوع، رجال هم الوسيلة لرضوانه والدليل إليه جل وعلا،
قال تعالى.. (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)/ (الأحزاب:23).
مولد سيد البشرية الهادي محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله أرواحنا فداه بارقة تضيء القلوب، قناديل محبة ووفاء، إذ اختاره الله تعالى
واصطفاه من بين الخلق أجمعين ليكون خاتم أنبيائه، في أداء رسالته فهو عين الحق، ورأس التقوى، وسيد الرسل، ومصباح الأمة وعبقري
الإنسانية، يحوي جمال، وخصال، وخُلق، حليم كريم بأخلاقه، جميل بمحياه، حبيب المؤمنين، رسولنا الأمين، يفيض حبنا الصافي الرقراق فيغدق
وهجاً من حبٍ يتغلغل إلى الشريان، فنتغنى بحب الرسول صلى الله عليه واله وننشد عشقاً فيه وفي خصاله، وصفاته، وخلقه الكريم، مبتغين وجه
الله ورضاه وغفرانه وندعوه أن يثني ويصلي عليه وعلى آله، ونحمده أن بعث لنا نبياً خاتماً للأنبياء؛ ليظهر دينه على الدين كله ولو كره
المشركون..
وأورثنا العترة والكتاب ليمحص به قلوبنا وينظرنا ما ابتلانا به من وجوب الاتباع والنصرة لبقية الهاديين المهديين عليهم السلام،
فيميز الخبيث من الطيب ليتم حجته على خلقه أجمعين وينظرهم إلى يوم الدين ويبقى شخصه ووجوده صلى الله عليه واله
وكيانه المقدس الشريف محل انبهار واهتمام وعناية الباحثين والمفكرين والفلاسفة في العالم القديم والحديث، وكيف استطاع أن يقود العالم
ويمثل الدين الإسلامي الحنيف دين السلام والمحبة والوفاق والتراحم والألفة والسماح وتطبيق شعائر الله سبحانه وتعالى التي أنزلها
على أنبيائه المرسلين قبله، وليتحدى كل المصاعب والعراقيل التي وضعت في طريقه لمنعه من تأدية رسالته.
ليلى إبراهيم الهر
تم نشره في المجلة العدد 42
تعليق