اللهم صل على محمد وآل محمد.
الرضى :
يتمثّلُ في تحقُّقِ العبوديّةِ التامّةِ للهِ عزَّ وجلَّ بامثتالِ أوامرِهِ واجتنابِ عن معاصيه، وبهذا يتحقَّقُ الرضى الإلهيُّ عنه ورضى والدَيه، وهذا غايةُ ما ينبغي أن يكونَ مطلوباً في الأسرةِ عندَ الوالدَين.
وقوامُ الرضى الإلهيِّ يتحقّقُ بحسبِ ما دلّتْ عليه الآياتُ القرآنيّةُ بأمور :
الأوّل والثاني : الإيمانُ والعملُ الصالح :
قال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ (البينة: 7-8).
الثالث: الترابطُ الولائيُّ داخلَ الأُسرة: فيكونُ المعيارُ هو الوُدُّ في اللهِ والبغضُ في اللهِ عزَّ وجلَّ، قال تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (المجادلة: 22).
وعلى أساسِ ذلك، لا بُدَّ مِن أن تكونَ عنايةُ الوالدَينِ في التربيةِ الأسريّةِ على ثلاثيّةِ الإيمانِ والعملِ الصالحِ والولايةِ للهِ عزَّ وجلَّ ولرسولِهِ صلى الله عليه وآله وسلم ولأولي الأمر، وبذلك تكونُ حصانةُ الأسرةِ مِنَ الخلل .
تعليق