بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
تـذكـر لـلنبي (صلى الله عليه وآله) معاجز كثيرة , الا ان بعضا منها لا تتصف بالقطعية في روايتها,ولم تكن مورد قـبـول واعتماد, ولكن المعجزة الباقية له (صلى الله عليه وآله) والتي لا تزال حية هي ((القرآن الكريم )) كتابه الـسـماوي فالقرآن الكريم كتاب سماوي يشتمل على ستة آلاف ونيف آية , وينقسم الى مائة واربع عشرة سورة بما فيها المطولة والقصيرة .
نـزلـت الايـات الـقـرآنـية الكريمة بصورة تدريجية خلال ايام بعثته ودعوته (صلى الله عليه وآله)طوال ثلاث وعـشـرين سنة , وكانت (توحي ) اليه (صلى الله عليه وآله) بصور مختلفة , من سورة او آية اواقل من آية , وفي اوقات متفاوتة , في ليل او نهار, في سفر او حضر, في الحرب او السلم ,وفي ايام شدة او رخا.
والقرآن الكريم في آيات عدة , يصرح تصريحا, بانه معجزة وقد تحدى العرب في ذلك اليوم , مع ما كـانـت مـن الـقـمة من الفصاحة والبلاغة , هذا ما يشهد به التاريخ , وكان في المقدمة من حيث البيان والتعبير, بقوله تعالى في كتابه العزيز:.
(فلياتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين ).
((ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون اللّه )).
((ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله )).
فتحداهم القرآن بهذه الايات , قائلا اذا كنتم تظنون انه من كلام البشر, او من عندمحمد (صلى الله عليه وآله), او انـه قـد اخذها من احد, فاتوا بمثله او بعشر سور منه او بسورة واحدة من سوره , واستعينوا باية وسـيـلة شئتم في تحقق هذا الامر, وما كان جواب الفصحا والبلغامن العرب الا ان قالوا انه لسحر ويعجز من مثلنا ان ياتي به .
ان الـقـرآن الـكريم لم يتحد العلما من جهة الفصاحة والبلاغة فحسب , بل تحداهم من جهة المعنى ايضا, وتحدى الجن والانس بما يمتلكون من قدرات فكرية خلاقة , لانه يشتمل على البرنامج الكامل للحياة الانسانية , ولو محص تمحيصا دقيقا,لوجد انه الاساس والاصل في مجالات الحياة الانسانية كـلها, بما فيها الاعتقادات والاخلاق والاعمال التي ترتبط بالانسان فانه يعالج كل جانب من جوانبها بدقة تامة ,فهو من اللّه الحق , ودينه دين الحق ايضا.
الاسـلام دين يستلهم احكامه ومواده من اللّه الحق وليس من رغبة اكثرية الناس او من فكر شخص حاكم قدير.
ان الـركن الاساسي لهذا القانون الشامل هو الكلمة الحقة وهو الايمان باللّه الاحد, وان جميع العلوم تنبثق من التوحيد, ومن ثم تستنبط الاخلاق والانسانية المثلى من هذه الاصول , وتصبح جز من هذا الـقـانـون , ثم تنظم وتنسق الكليات والجزئيات والتي هي خارجة عن نطاق احصا البشر, وتدرس الوظائف التي ترتبط بها, والتي تنبع من التوحيد, وتصدر عنه .
في الدين الاسلامي ارتباط وثيق بين الاصول والفروع على نحو يرجع كل حكم فرعي من اي باب , اذا ما محص الى كلمة التوحيد وينتهي اليه , وكلمة التوحيد مع ارتباطها بتلك الاحكام والمواد تصبح فرعا منه .
وطـبـيـعـي ان التنظيم والتنسيق النهائي لمثل هذا القانون الوسيع الشامل , مع مايمتاز به من وحدة وارتـبـاط كـهـذه , خـارج عـن نـطاق شخص متظلع في علم الحقوق والقانون , وان كان من اشهر مـشـاهـيرهم , فضلا من ان الفهرست الابتدائي له ليس بالامراليسير, فكيف برجل يعيش في زمن يتصف بالحياة البدائية , في خضم الالاف من المشاكل والمصائب التي تهدد الاموال والارواح , والعام والخاص , وتنشي الحروب الدامية , والفتن الداخلية والخارجية , وفي النهاية يبقى منفردا امام العالم اجمع .
هـذا فـضلا من ان النبي (صلى الله عليه وآله), لم يتعلم القراة والكتابة عند معلم , لقد قضى ثلثي عمره وحياته قبل دعـوتـه فـي بيئة تفتقر الى حضارة , ولم تسمع بمدينة او حضارة , كانوايعيشون في ارض صحرا قاحلة , وجو مهلك , مع اتعس الظروف الحياتية , علما بانهاكانت تستعمر من قبل الدول المجاورة بين آونـة واخرى , ومع كل هذه الظروف والاحوال نجد القرآن الكريم يتحدى من طريق آخر, وهو انـه انـزل بصورة تدريجية مع ظروف متفاوتة مختلفة , في ايام الفتن والايام الاعتيادية , في الحرب والصلح , وفي ايام القدرة وايام الضعف وغيرها, خلال ثلاث وعشرين سنة .
ولو لم يكن من كلام اللّه تعالى , وكان من صنع البشر, لوجد فيه تناقضا وتضاداكثيرا, فلابد ان ياتي آخـره اجـود واحـسن من اوله , واكثر تطورا, وهذا مما يؤيده التكامل التدريجي للبشر, في حين نـرى ان الايات المكية والمدنية على نمط واحد, لم يختلف آخرها عن اولها, كتاب متشابه الاجزا, يحير العقول في قدرة بيانه ووحدة تنسيقه :.
الانسان روح وجسم .
ان كـلـمـة الـروح والـجسم والنفس قد كثر استعمالها في القرآن والسنة , علما بان تصور الجسم والـبـدن الذي يتم عن طريق الحس قد يكون امرا بسيطا, الا ان تصورالروح والنفس لا يخلو من ابهام وغموض .
ان الباحثين والمتكلمين والفلاسفة سوا من الشيعة او السنة , لهم نظريات متفاوتة في حقيقة الروح , ولـكـن الروح والبدن من وجهة نظر الاسلام هما واقعيتان متضادتان , فالبدن يفقد خواصه الحياتية بـالـموت , ويضمحل بصورة تدريجية , ولكن الروح ليست هكذا, فان الحياة اصالة للروح , وما دامت الروح في الجسم , فان الجسم يستمد حياته منها, وعندما تفارق الروح البدن , وتقطع علاقتها به , لا يقوى البدن على القيام باي عمل , الا ان الروح تستمر في حياتها.
ومما يستنبط من تدبر الايات القرآنية , وكلام اهل بيت العصمة (عليهم السلام ) ان الروح الانسانية غير مادية , ولكنها تنشي نوعا من العلاقة والوحدة مع الجسم , اذ يقول اللّه تعالى في كتابه المبين :.
((ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقناالنطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشاناه خلقا آخر)).
ويـتـضح من سياق الايات , ان اوائلها تصف الخلقة المادية بشكلها التدريجي ,واواخرها عندما تشير الى خلقة الروح او الشعور والارادة , فانها تصفها بخلقة اخرى ,تختلف عن خلقتها الاولى .
وفـي آيـة اخـرى , في الرد على من يستبعد ((المعاد)) او ينكره يقول ان الانسان بعد موته وتفتت اجـزائه , وتـمازجها مع اجزا التربة , كيف تستعاد خلقته , ويصبح كماكان انسانا كاملا؟ يقول اللّه سبحانه : ((قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم الى ربكم ترجعون )) اي الارواح تقبض على يد ملك الموت من ابدانكم , وتحفظ عندنا.
وفـضـلا عـن هـذا, فان القرآن الكريم , يعرف الروح بصورتها المطلقة غير المادية ,بقوله تعالى : ((ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربي )).
وفـي آيـة اخرى من الذكر الحكيم , يتطرق الى موضوع الامر بقوله : ((انما امره اذااراد شيئا ان يقول له كن فيكون )) وبمقتضى هذه الايات ان امر اللّه تعالى في خلقته للاشيا لم يكن تدريجيا, ولم يـكـن محددا بزمان او مكان , ولما كانت الروح امرا من اللّه اذن فهي ليست بمادة , ولم يكن في كنهها خاصة المادة التي تتصف بالتدرج والزمان والمكان .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
تـذكـر لـلنبي (صلى الله عليه وآله) معاجز كثيرة , الا ان بعضا منها لا تتصف بالقطعية في روايتها,ولم تكن مورد قـبـول واعتماد, ولكن المعجزة الباقية له (صلى الله عليه وآله) والتي لا تزال حية هي ((القرآن الكريم )) كتابه الـسـماوي فالقرآن الكريم كتاب سماوي يشتمل على ستة آلاف ونيف آية , وينقسم الى مائة واربع عشرة سورة بما فيها المطولة والقصيرة .
نـزلـت الايـات الـقـرآنـية الكريمة بصورة تدريجية خلال ايام بعثته ودعوته (صلى الله عليه وآله)طوال ثلاث وعـشـرين سنة , وكانت (توحي ) اليه (صلى الله عليه وآله) بصور مختلفة , من سورة او آية اواقل من آية , وفي اوقات متفاوتة , في ليل او نهار, في سفر او حضر, في الحرب او السلم ,وفي ايام شدة او رخا.
والقرآن الكريم في آيات عدة , يصرح تصريحا, بانه معجزة وقد تحدى العرب في ذلك اليوم , مع ما كـانـت مـن الـقـمة من الفصاحة والبلاغة , هذا ما يشهد به التاريخ , وكان في المقدمة من حيث البيان والتعبير, بقوله تعالى في كتابه العزيز:.
(فلياتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين ).
((ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون اللّه )).
((ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله )).
فتحداهم القرآن بهذه الايات , قائلا اذا كنتم تظنون انه من كلام البشر, او من عندمحمد (صلى الله عليه وآله), او انـه قـد اخذها من احد, فاتوا بمثله او بعشر سور منه او بسورة واحدة من سوره , واستعينوا باية وسـيـلة شئتم في تحقق هذا الامر, وما كان جواب الفصحا والبلغامن العرب الا ان قالوا انه لسحر ويعجز من مثلنا ان ياتي به .
ان الـقـرآن الـكريم لم يتحد العلما من جهة الفصاحة والبلاغة فحسب , بل تحداهم من جهة المعنى ايضا, وتحدى الجن والانس بما يمتلكون من قدرات فكرية خلاقة , لانه يشتمل على البرنامج الكامل للحياة الانسانية , ولو محص تمحيصا دقيقا,لوجد انه الاساس والاصل في مجالات الحياة الانسانية كـلها, بما فيها الاعتقادات والاخلاق والاعمال التي ترتبط بالانسان فانه يعالج كل جانب من جوانبها بدقة تامة ,فهو من اللّه الحق , ودينه دين الحق ايضا.
الاسـلام دين يستلهم احكامه ومواده من اللّه الحق وليس من رغبة اكثرية الناس او من فكر شخص حاكم قدير.
ان الـركن الاساسي لهذا القانون الشامل هو الكلمة الحقة وهو الايمان باللّه الاحد, وان جميع العلوم تنبثق من التوحيد, ومن ثم تستنبط الاخلاق والانسانية المثلى من هذه الاصول , وتصبح جز من هذا الـقـانـون , ثم تنظم وتنسق الكليات والجزئيات والتي هي خارجة عن نطاق احصا البشر, وتدرس الوظائف التي ترتبط بها, والتي تنبع من التوحيد, وتصدر عنه .
في الدين الاسلامي ارتباط وثيق بين الاصول والفروع على نحو يرجع كل حكم فرعي من اي باب , اذا ما محص الى كلمة التوحيد وينتهي اليه , وكلمة التوحيد مع ارتباطها بتلك الاحكام والمواد تصبح فرعا منه .
وطـبـيـعـي ان التنظيم والتنسيق النهائي لمثل هذا القانون الوسيع الشامل , مع مايمتاز به من وحدة وارتـبـاط كـهـذه , خـارج عـن نـطاق شخص متظلع في علم الحقوق والقانون , وان كان من اشهر مـشـاهـيرهم , فضلا من ان الفهرست الابتدائي له ليس بالامراليسير, فكيف برجل يعيش في زمن يتصف بالحياة البدائية , في خضم الالاف من المشاكل والمصائب التي تهدد الاموال والارواح , والعام والخاص , وتنشي الحروب الدامية , والفتن الداخلية والخارجية , وفي النهاية يبقى منفردا امام العالم اجمع .
هـذا فـضلا من ان النبي (صلى الله عليه وآله), لم يتعلم القراة والكتابة عند معلم , لقد قضى ثلثي عمره وحياته قبل دعـوتـه فـي بيئة تفتقر الى حضارة , ولم تسمع بمدينة او حضارة , كانوايعيشون في ارض صحرا قاحلة , وجو مهلك , مع اتعس الظروف الحياتية , علما بانهاكانت تستعمر من قبل الدول المجاورة بين آونـة واخرى , ومع كل هذه الظروف والاحوال نجد القرآن الكريم يتحدى من طريق آخر, وهو انـه انـزل بصورة تدريجية مع ظروف متفاوتة مختلفة , في ايام الفتن والايام الاعتيادية , في الحرب والصلح , وفي ايام القدرة وايام الضعف وغيرها, خلال ثلاث وعشرين سنة .
ولو لم يكن من كلام اللّه تعالى , وكان من صنع البشر, لوجد فيه تناقضا وتضاداكثيرا, فلابد ان ياتي آخـره اجـود واحـسن من اوله , واكثر تطورا, وهذا مما يؤيده التكامل التدريجي للبشر, في حين نـرى ان الايات المكية والمدنية على نمط واحد, لم يختلف آخرها عن اولها, كتاب متشابه الاجزا, يحير العقول في قدرة بيانه ووحدة تنسيقه :.
الانسان روح وجسم .
ان كـلـمـة الـروح والـجسم والنفس قد كثر استعمالها في القرآن والسنة , علما بان تصور الجسم والـبـدن الذي يتم عن طريق الحس قد يكون امرا بسيطا, الا ان تصورالروح والنفس لا يخلو من ابهام وغموض .
ان الباحثين والمتكلمين والفلاسفة سوا من الشيعة او السنة , لهم نظريات متفاوتة في حقيقة الروح , ولـكـن الروح والبدن من وجهة نظر الاسلام هما واقعيتان متضادتان , فالبدن يفقد خواصه الحياتية بـالـموت , ويضمحل بصورة تدريجية , ولكن الروح ليست هكذا, فان الحياة اصالة للروح , وما دامت الروح في الجسم , فان الجسم يستمد حياته منها, وعندما تفارق الروح البدن , وتقطع علاقتها به , لا يقوى البدن على القيام باي عمل , الا ان الروح تستمر في حياتها.
ومما يستنبط من تدبر الايات القرآنية , وكلام اهل بيت العصمة (عليهم السلام ) ان الروح الانسانية غير مادية , ولكنها تنشي نوعا من العلاقة والوحدة مع الجسم , اذ يقول اللّه تعالى في كتابه المبين :.
((ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقناالنطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشاناه خلقا آخر)).
ويـتـضح من سياق الايات , ان اوائلها تصف الخلقة المادية بشكلها التدريجي ,واواخرها عندما تشير الى خلقة الروح او الشعور والارادة , فانها تصفها بخلقة اخرى ,تختلف عن خلقتها الاولى .
وفـي آيـة اخـرى , في الرد على من يستبعد ((المعاد)) او ينكره يقول ان الانسان بعد موته وتفتت اجـزائه , وتـمازجها مع اجزا التربة , كيف تستعاد خلقته , ويصبح كماكان انسانا كاملا؟ يقول اللّه سبحانه : ((قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم الى ربكم ترجعون )) اي الارواح تقبض على يد ملك الموت من ابدانكم , وتحفظ عندنا.
وفـضـلا عـن هـذا, فان القرآن الكريم , يعرف الروح بصورتها المطلقة غير المادية ,بقوله تعالى : ((ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربي )).
وفـي آيـة اخرى من الذكر الحكيم , يتطرق الى موضوع الامر بقوله : ((انما امره اذااراد شيئا ان يقول له كن فيكون )) وبمقتضى هذه الايات ان امر اللّه تعالى في خلقته للاشيا لم يكن تدريجيا, ولم يـكـن محددا بزمان او مكان , ولما كانت الروح امرا من اللّه اذن فهي ليست بمادة , ولم يكن في كنهها خاصة المادة التي تتصف بالتدرج والزمان والمكان .
تعليق