تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
يكفينا في هذه الأيام القليلة الباقية للقاء شهر رمضان موعظةً أن نستذكر ما قاله مولانا الامام الرضا عليه السلام وداعاً لما بقيَّ من شهر شعبان تحفيزاً للمؤمنين باستعدادهم لشهر رمضان..
فهذا الشّهر هو هدية جليلة وفرصة عظيمة لإعادة صياغة شخصيتنا على هدى من الاعتقاد الحق والإيمان والنور والطهر، فهو شهر الطهور من الكفر والذنوب التي تتسلل إلينا من حيث لا ندري.. ومن الغيبة والنميمة والنفاق ومن الانحراف.. هو شهر الانفتاح على الدين والدعوة لله.. لذا لا بدّ لنا من توفير برنامج عبادي خاصّ يسمح لنا بأن نقف فيه وقفات طويلة ودقيقة مع أنفسنا، كي نراقبها ونحاسبها ونغربلها وندقّق في نياتها وفي تطلعاتها، لتطهيرها وتنزيهها مما علق فيها من شوائب وعيوب وذنوب ومعاصي، حتى نحقّق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.. فقد أفلح من زكّاها وصوَّب مسارها.. فلا ندع الآخرين يأخذوننا إلى برامجهم الشيطانية، التي أعدوها لنا من خلال المسلسلات أو الحفلات أو أجواء اللهو، وتطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي (الشيطاني) وتحت عنوان إراحة الصائمين والرغبة بترفيههم..
فَقدْ أورَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ (الشيخ الصدوق) فِي كِتابِهِ عُيُونِ اَلْأَخْبَارِ عَنْ تَمِيمِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ تَمِيمٍ اَلْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ اَلْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اَلسَّلاَمِ بْنِ صَالِحٍ اَلْهَرَوِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، فِي آخِرِ جُمُعَةٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ لِي: ((يَا أَبَا اَلصَّلْتِ،
- إِنَّ شَعْبَانَ قَدْ مَضَى أَكْثَرُهُ وَهَذَا آخِرُ جُمُعَةٍ مِنْهُ فَتَدَارَكْ فِيمَا بَقِيَ مِنْهُ تَقْصِيرَكَ فِيمَا مَضَى مِنْهُ.
- وَعَلَيْكَ بِالْإِقْبَالِ عَلَى مَا يَعْنِيكَ وَتَرْكِ مَا لاَ يَعْنِيكَ.
- وَأَكْثِرْ مِنَ اَلدُّعَاءِ وَاَلاِسْتِغْفَارِ وتِلاَوَةِ اَلْقُرْآنِ.
- وتُبْ إِلَى اَللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكَ لِيُقْبِلَ شَهْرُ اَللَّهِ عَلَيْكَ وأَنْتَ مُخْلِصٌ لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ.
- ولاَ تَدَعَنَّ أَمَانَةً فِي عُنُقِكَ إِلاَّ أَدَّيْتَهَا ولاَ فِي قَلْبِكَ حِقْداً عَلَى مُؤْمِنٍ إِلاَّ نَزَعْتَهُ ولاَ ذَنْباً أَنْتَ مُرْتَكِبُهُ إِلاَّ أَقْلَعْتَ عَنْهُ.
- واتَّقِ الله.
- وتَوَكَّلْ عَلَيْهِ فِي سَرَائِرِكَ وعَلاَنِيَتِكَ ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اَللّٰهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اَللّٰهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً.
- وأَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ هَذَا اَلشَّهْرِ اَللَّهُمَّ إِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنَا فِيمَا مَضَى مِنْ شَعْبَانَ، فَاغْفِرْ لَنَا فِيمَا بَقِيَ مِنْهُ،
- فَإِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُعْتِقُ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ رِقَاباً مِنَ اَلنَّارِ لِحُرْمَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ))[1].
ولذا علينا أن نعتبر أوقات هذا الشهر في كل حالاته بأيامه ولياليه وساعاته ودقائقه وثوانيه ثمينة وغالية وعزيزة.. لأننا قد نغادر هذه الحياة ولا ننعم بها بعد ذلك.. فما يدرينا ما يفوتنا من جوائز وهدايا ومنح وعطاءات، وما تفيضه في حياتنا من بركة وخير وتوفيق.
اللهم أهِلَّه علينا بالراحة والاطمئنان وبالأمن والإيمان، والتوفيق والسلامة والإسلام، والصحة والعافية المجللة، ومنحنا الرزق الواسع، ودفع الامراض والأسقام، والمعونة على الصلاة والصيام والقيام، ووفقنا لتلاوة القرآن، اللهم سلّمنا لشهر رمضان وتسلّمه منا وسلّمنا فيه، حتى ينقضي عنا شهر رمضان وقد عفوت عنا وغفرت لنا ورحمتنا
رزقنا الله وإياكم ضيافته في شهره المبارك بحق سيد الأنام محمد واله الطاهرين.
[1] وسائل الشيعة، ج 10، ص 301.
تعليق