تويت
لا ضیر أنّ الجلوس علی المائدة له أهمیة بالغة وله فوائد عدیدة ویحبّذ إطالة الجلوس علی المائدة ویُعدّ ضروریاً من عدة جهات .
1- لا شکَّ أنّ الأکل ممتع یتوق إلیه الإنسان بحسب طبعه بالإضافة إلی أنّ الأکل یبعث علی الانبساط والشعور الطیب وقد عبّرت عنه الروایات بأنّه نشرة فمهما أطلنا الجلوس علی المائدة یزید السرور وانبساط النفس .
2- وجاء فی الروایات أنّ ساعات الأکل لا تحسب من عمر الإنسان فمهما قدّر الله للإنسان من العمر یضاف إلیه ساعات الأکل ومهما طولتها طال عمرک أکثر .
3- مع الالتفات إلی مطلوبیة أمرین: أحدهما قلّة الأکل وأنّه لا یحسن بالإنسان أن یکثر من الطعام وأن لا یأکل إلی حدّ الشبع، فقد نُهي عن ذلک وأمثاله أشدّ النهي .
والثاني مطلوبیة إطاله الجلوس علی المائدة .
فنستنتج من ذلک لزوم رعایة عدة أُمور:
أحدها: تصغیر اللقم مهما أمکن وهو في حدّ ذاته مطلوب في الطب الإسلامي وقد أوصوا به .
الثانی : کثرة مضع الأکل وإجادته والالتذاد بطعم الأکل لفترة أطول، فإنّ طعم الأکل والالتذاذ به یزید کلما طال المضغ ومن أجل أن تصل الایعازات اللازمة لهضم الطعام إلی المخ من التعرف علی نوع الاکل ومقداره وما یحتاجه من الإفرازات والأنزیمات والاحماض لأجل تسهیل عملیة الهضم والإمراء. بالإضافة إلی أنّ ذلک العمل یساعد علی هضم الأکل بسهولة ومساعدة المعدة في عملها ممّا یؤدّي إلی وصول الأکل إلی مرحلة بحیث یستطیع الجسم من أن یمتصّ الغذاء بشکل أفضل والاستفادة منه .
الثالث: الفصل بین کلّ لقمة وأخری والتریث وعدم الاستعجال وعدم الإسراع في تناول الطعام لأنّه یؤدّي إلی الضغط علی الجهاز الهضمي والقلب ویؤدّي إلی دخول الأکل من دون هضم وبشکل خام وخروجه کذلک ولا یعود بالنفع علی البدن .
الرابع: عند الاکل یرسل البدن ایعازات الی الدماغ ومن الدماغ الی الجهاز الهضمی لتوفیر مستلزمات الهضم وتترشح الافرازات بالمقادیر اللازمة والمناسبة وکثرة المضغ واجادته تساعد علی ایصال الایعازات الوافیة .
4- مع الالتفات إلی حضور الملائکة إذا فُرشت المائدة واحفافهم حولها بأعداد کبیرة فإنّ تواجدهم له أهمیة بالغة یجلب الخیر والبرکة لأهل المنزل ومهما طال الجلوس علی المائدة طالت فترة حضور الملائکة أکثر فأکثر .
5- مع الالتفات إلی أنّ التسمیة علی الأکل تبعد الشیطان یعني الميکروب والفیروس طول فترة الأکل فمهما طالت فترة الأکل طال ابتعادهم .
6- الثابت هو عدم نزول العذاب الإلهي ما دام الناس مشتغلین بالأکل، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام: إِنَّ اللهَ لَم یُنزِل العَذَابَ عَلَی قَومٍ وَهُم یَأکُلُون .
7- إنّ الاعتناء بالأکل والالتذاذ به یعتبر نوعاً من توقیر النعمة وشکرها، فقد تعود إطالة فترة الأکل نوعاً من الاهتمام والتقدیر والشکر الأفضل .
تعليق