بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
وقد روي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) في هذا الشأن:
(يَا جَابِرُ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ مَنْ صَامَ نَهَارَهُ وَقَامَ وِرْداً مِنْ لَيْلِهِ وَعَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ وَكَفَّ لِسَانَهُ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَخُرُوجِهِ مِنَ اَلشَّهْرِ) وهناك بحث بين العلماء حول تعبير: خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه؛ فهو تعبير متكرر لا في خصوص الصيام فحسب؛ بل نجده في الروايات التي تتحدث عن موسم الحج وأن الحاج إذا خرج من مكة وقد استوفى الشروط خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه.
إن الأمر بيد رب العالمين وأمره بين الكاف والنون. إننا نرى هذه الأيام كيف يُمكن مسح الملفات الضخمة الثقيلة التي قد تكون جمعتها منذ سنوات من الملفات الجيدة أو غير الجيدة، أو الملفات المحللة أو المحرمة بكبسة زر؛ فتطير كلها إلى سلة المهملات ويُصبح الجهاز فارغا. فبإمكان رب العالمين أن يجمع كل ملفاتك السيئة ويجعلها في ملف ثم يحوها بكلمة كن فيكون. وقد يتفق العكس حيث يجمع كل ملفاتك الصالحة ويجعلها في ملف ويحبطها لقوله تعالى: (وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا) أي بكبسة زر جعلناه في قائمة الملغيات. إن شهر رمضان المبارك هو فرصة لكي نصل إلى هذا القرار الإلهي من رب العالمين؛ فهل سنخرج من الشهر كما ولدتنا أمهتانا نقيين من الذنوب أم نخرج وقد حبطت أعمالنا؟ أنت صاحب القرار، وأنت من يُهيئ الأرضية.
تعليق