إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاستقبال بالقناعة النظرية والعملية لشهر رمضان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاستقبال بالقناعة النظرية والعملية لشهر رمضان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    توجد لدى معظم المسلمين القناعة النظرية بكون شهر رمضان هو الفرصة العظيمة والغنيمة المؤكدة، وهو افضل الشهور والبركة فيه عميمة والخير وفير، لكن هؤلاء المسلمين لديهم اختلاف في كيفية الاستفادة من هذه الفرصة العظيمة بالبركات الكثيرة، فعليه توجد مفارقة مفجعة لما يكون الانسان بمثل هذا الايمان النظري، والراسخ في ذهنه من كون هذا الشهر شهر عظيم وفيه يستضيفنا الله عز وجل وهو مائدة كبيرة يبسطها الباري عز وجل لعباده الفقراء لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ[1]، الذين يحتاجون اليه كي يتزودوا منها ويخرجون من الشهر اتقياء انقياء يستشعرون لذة الايمان وهم من اصحاب العمل الكبير، لكن مع هذه القناعة النظرية يوجد واقع عملي يختلف تماما عن هذا الامر، فهناك الكثير ممن يستعد ويتهيأ بتمام التهيؤ لما يعلم باقتراب حلول موسم المواسم فيهيئ المادة والمال، لكنه هل هيأ وقته وتفرغ بما يختار منه الذي يستطيع فيه ان يتفرغ لله عز وجل، فهو على العكس من ذلك، فلمّا يأتي هذا الشهر يكون استقباله باردا ضعيفا ثقيل الظل، يتمنى هذا الانسان أنْ يرحل عنه هذا الضيف سريعا، ويعيش من خلاله في حاله الكسل والفتور عن التزود من زاد الآخرة، بل يفارقه وهو فرح أنْ تصرمت ايام شهر رمضان، وعلى خلاف ذلك كان اولياء الله عز وجل يتمنون أن يكون العمر كل العمر شهر رمضان فيفارقونه بالدموع الغزيرة والحسرة المريرة، وعلى هذا الاساس هناك فرق لمن يتهيأ لأمر من اموره المهمة في حياته، ويعد العدة لكي يستقبله وبين من يجد نفسه قد باغته هذا الامر واصبح في واقعه عندما يدخل عليه شهر رمضان، وهو غير مستعد له ولم يدرب نفسه ليوم واحد في شهر شعبان على أن يصوم، فيكون متفاجئ ومبهوت وايضا متعب يصيبه الصداع، وما شابه مثل هذه الامور وقلّة النوم، هنا الاستعداد مهم لهذا الشهر لكونه افضل الشهور، ولكونه صاحب الاعمال التي ترفع بالعبد الى الملكوت الاعلى.
    فما هي الكيفية المناسبة للتهيّؤ لاستقبال شهر رمضان:
    أولاً: علينا فهم شهر رمضان ومعرفته، فمن عرف قيمته لا يمكن له أان يضيّع فرصة قدومه واستغلال كل آناته، كالذي عرف أنّ السقوط من شاهق يؤدي الى الموت والهلاك فلا يقحم نفسه فيه، فقد ورد عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ اَلْأَنْصَارِيِّ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ((أَنَّهُ قَالَ وَقَدْ دَنَا رَمَضَانُ لَوْ يَعْلَمُ اَلْعَبْدُ مَا فِي رَمَضَانَ لَوَدَّ أَنْ يَكُونَ رَمَضَانُ اَلسَّنَةَ))
    [2].
    فهي مسألة بصيرة ومعرفة وتربية فمن اكتسبهن قدّم أهمية الشهر على غيره من أمور الدنيا، ومن فقدهن انشغل بما هو دون الشهر الفضيل.
    ثانياً: التخطيط لاستغلال الشهر بصورة صحيحة، فتعظيم الشعائر والمناسبات الدينية هي عبارة عن دورات مكثفة للمشروع الإسلامي الذي يبني الإنسان المسلم، وعليه يجب أن يفرغ نفسه نفسيا وجسديا لإداء الأعمال المختصة بهذا الشهر، فكما أنّ الصلاة تغيّر سلوك المؤمن لقوله تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ ..
    [3]، كذلك بالصوم وتفريغ المؤمن نفسه للعبادة في هذا الشهر تغيّر سلوكه.
    ثالثاً: معرفة وفهم شهر رمضان والتخطيط المناسب له لا يكتملان إلّا ويكون العمل الصالح مصاحب لهما فقد سُئِلَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: كَيْفَ تَكُونُ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْراً «مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» قَالَ: ((اَلْعَمَلُ اَلصَّالِحُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ اَلْعَمَلِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ))
    [4] .


    [1] سورة فاطر، الآية: 15.
    [2] بحار الأنوار، ج 93، ص 346.
    [3] سورة العنكبوت، الآية: 45.
    [4] من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 158.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X