اللهم صل على محمد وآل محمد
قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}* ﴿آل عمران - آية 59﴾
معاني الكلمات:
كمثل آدم: كشأنه في خلقه من غير أب وهو من تشبيه الغريب بالأغرب ليكون أقطع للخصم وأوقع في النفس.
خلقه:* أي آدم أي قالبه.
قال له كن: بشرا.
فيكون: أي فكان وكذلك عيسى قال له كن من غير أب فكان.
تفسير الآية:هذه آية عظيمة وردت فيها كلمة (مثل) مرتين. وإن اسم سيدنا (عيسى) واسم سيدنا (آدم)، لم يجتمعا في أي موضع آخر من القرآن إلا في هذه الآية الكريمة، أي سيدنا (عيسى) يشبه سيدنا (آدم) من عدة نواحي، فكلاهما خُلق من دون أب، وكلاهما نبي، وكلاهما كانا معجزة في الطريقة التي خلقا بها، بشكل يختلف عن جميع البشر. وأن هذا التماثل بين عيسى وآدم لا يقتصر على ما ذكرناه، بل هناك تماثل في ذكر كل منهما في القرآن. فقد وردت وتكررت كلمة (عيسى) في القرآن الكريم 25 مرة، وكذلك وردت وتكررت كلمة (آدم) في القرآن الكريم 25 مرة أيضاً، وأنه لا يمكن لمصادفة أن تصنع مثل هذا التطابق، انما يدل على واحدة من معجزات وأسرار القرآن الكريم، بانه من عند الله التي تدل على قدرة الخالق، ومعجزة الخلق، بإنَّه خَلْقَ الله عيسى من غير أب مثَلُه كمثل خلق الله لآدم من غير أب ولا أم، إذ خلقه من تراب الأرض، ثم قال له: "كن بشرًا" فكان. فالنبي عيسى بشر من تراب، فدعوى إلهية عيسى لكونه خلق من غير أب دعوى باطلة؛ فآدم عليه السلام خلق من غير أب ولا أم، واتفق الجميع على أنه عَبْد من عباد الله.
-----------
منقول
تعليق