بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
وجاء ربك والملك صفا صفا (1)
حيث يعود الناس ليحضروا في ساحة العدل الإلهي.اللهم صل على محمد وال محمد
وجاء ربك والملك صفا صفا (1)
نعم، فسيقف الجميع في ذلك المحشر لإجراء الأمر الإلهي وتحقيق العدالة الربانية، وقد بينت لنا الآيات ما لعظمة ذلك اليوم،
وكيف أن الإنسان لا سبيل له حينها إلا الرضوخ التام بين قبضة العدل الإلهي.
وجاء ربك: كناية عن حضور الأمر الإلهي لمحاسبة الخلائق، أو أن المراد: ظهور آيات عظمة الله سبحانه وتعالى، أو ظهور معرفة الله عز وجل في ذلك اليوم، بشكل بحيث لا يمكن لأي كان إنكاره، وكأن الجميع ينظرون إليه بام أعينهم.
وبلا شك، إن حضور الله بمعناه الحقيقي المستلزم للتجسيم والتحديد بالمكان، هذا المعنى ليس هو المراد، لأن سبحانه وتعالى مبرأ من الجسمية وخواص الجسمية .
كما وتؤيد الآية (33) من سورة النحل هذا التفسير بقولها: هل ينظرون إلاأن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك.
صفا صفا: إشارة إلى ورود الملائكة عرصة يوم القيامة على هيئة صفوف، ويحتمل تعلق الصفوف بكل السماوات.
وتقول الآية التالية: وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى.
وما نستنبطه من الآية، إن جهنم قابلة للحركة، فتقرب للمجرمين، كما هو حال حركة الجنة للمتقين: وأزلفت الجنة للمتقين .
وثمة من يعطي للآية معنى مجازيا، ويعتبرها كناية عن ظهور الجنة والنار أمام أعين المحسنين والمسيئين.
ولكن، لا دليل على الأخذ بخلاف الظاهر، ومن الأفضل التعامل مع ظاهر الآية، لأن حقائق عالم القيامة لا يمكن فهمها وتصورها بشكل دقيق لمحدودية عالمنا أمام ذلك العالم من جهة؟ ولاختلاف القوانين والسنن التي تحكم ذلك العالم من جهة أخرى.. ثم، ما المانع في تحرك كل من الجنة والنار في ذلك اليوم؟
----------------------------------------------------------------------
(1) سورة الفجر22
تفسير الامثل للعلامة الشيرازي