ليلة القدر خير من ألف شهر
في حديث مروي عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حدّد فيه هدف خلقة الإنسان ضمن كلمات مختصرة هي غاية في العبقرية والبلاغة ، إذ يقول صلوات الله عليه :
"أيها الناس ؛ إن الله تبارك وتعالى لمّا خلق خلقه أراد أن يكونوا على آداب رفيعة وأخلاق شريفة ، فعلم أنهم لم يكونوا كذلك إلاّ بأن يعرّفهم ما لهم وما عليهم ، والتعريف لا يكون إلاّ بالأمر والنهي ، والأمر والنهي لا يجتمعان إلاّ بالوعد والوعيد ، والوعد لا يكون إلاّ بالترغيب ، والوعيد لا يكون إلاّ بالترهيب ، والترغيب لا يكون إلاّ بما تشتهيه أنفسهم وتلذّه أعينهم ، والترهيب لا يكون إلاّ بضد ذلك . ثم خلقهم في داره وأراهم طرفاً من اللذات ليستدلّوا به على ما ورائهم من اللذات الخالصة التي لا يشوبها ألم ، ألا وهي الجنة . وأراهم طرفاً من الآلام ليستدلّوا به على ما ورائهم من الآلام الخالصة التي لا يشوبها لذة ، ألا وهي النار . فمن أجل ذلك ترون نعيم الدنيا مخلوطاً بمحنها ، وسرورها ممزوجاً بكدرها وغمومها 1 .
إن هذا القول الشريف تجسيد خالص لنظرية الإسلام في سبب الخلقة ، النظرية التي احتوتها عشرات الآيات القرآنية ومئات الروايات التي وصلتنا عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام ، وتناولها العلماء الاعلام قدس الله أرواحهم بالشرح والتفصيل . وعن هذا الحديث يقول الجاحظ ـ وهو من أشد المعاندين لحق أئمة أهل البيت ـ ما نصه : "هو جُماع الكلام الذي دوّنه الناس في كتبهم ، وتحاوروه بينهم" . أما أبو علي الجبائي ـ وهو من كبار علماء الكلام ـ فقد قال حينما سمع كلام الجاحظ ووصفه : "لقد صدق الجاحظ ، هذا ما لا يحتمله الزيادة والنقصان" .
في حديث مروي عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حدّد فيه هدف خلقة الإنسان ضمن كلمات مختصرة هي غاية في العبقرية والبلاغة ، إذ يقول صلوات الله عليه :
"أيها الناس ؛ إن الله تبارك وتعالى لمّا خلق خلقه أراد أن يكونوا على آداب رفيعة وأخلاق شريفة ، فعلم أنهم لم يكونوا كذلك إلاّ بأن يعرّفهم ما لهم وما عليهم ، والتعريف لا يكون إلاّ بالأمر والنهي ، والأمر والنهي لا يجتمعان إلاّ بالوعد والوعيد ، والوعد لا يكون إلاّ بالترغيب ، والوعيد لا يكون إلاّ بالترهيب ، والترغيب لا يكون إلاّ بما تشتهيه أنفسهم وتلذّه أعينهم ، والترهيب لا يكون إلاّ بضد ذلك . ثم خلقهم في داره وأراهم طرفاً من اللذات ليستدلّوا به على ما ورائهم من اللذات الخالصة التي لا يشوبها ألم ، ألا وهي الجنة . وأراهم طرفاً من الآلام ليستدلّوا به على ما ورائهم من الآلام الخالصة التي لا يشوبها لذة ، ألا وهي النار . فمن أجل ذلك ترون نعيم الدنيا مخلوطاً بمحنها ، وسرورها ممزوجاً بكدرها وغمومها 1 .
إن هذا القول الشريف تجسيد خالص لنظرية الإسلام في سبب الخلقة ، النظرية التي احتوتها عشرات الآيات القرآنية ومئات الروايات التي وصلتنا عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام ، وتناولها العلماء الاعلام قدس الله أرواحهم بالشرح والتفصيل . وعن هذا الحديث يقول الجاحظ ـ وهو من أشد المعاندين لحق أئمة أهل البيت ـ ما نصه : "هو جُماع الكلام الذي دوّنه الناس في كتبهم ، وتحاوروه بينهم" . أما أبو علي الجبائي ـ وهو من كبار علماء الكلام ـ فقد قال حينما سمع كلام الجاحظ ووصفه : "لقد صدق الجاحظ ، هذا ما لا يحتمله الزيادة والنقصان" .
تعليق