ما يصيب العبد من ضرر العجب وآثاره المدمّرة أكثر بكثير ممّا يصيبه من المعاصي واتّباع الشهوات.
فرُبّ معصية أدخلت صاحبها الجنّة لأنَّه يصبح ويمسي لائماً لنفسه نادماً على فعلته فيكتب له الله تعالى ثواب التائبين.
ورُبّ طاعة أدخلت صاحبها النار لأنَّها جرّت إلى الإعجاب بنفسه وأوجبت له من الله تعالى المقت والطرد من رحمته.
ومن هنا يجب أن يحذر الصدّيقون من الشعور بالعجب وأنَّهم ذوو دالّة على الله تعالى بما يأتون به من طاعة أو عبادة.
وليستبشر المذنبون النادمون على خطاياهم بفضل الله تعالى وعطفه عليهم ما داموا لائمين لأنفسهم قادحين في أعمالهم نادمين على تقصيرهم.
إنَّ أهل الصلاح أولى من أهل المعاصي بالشعور بالندم وملامة النفس، وذلك أنَّهم رغم صلاحهم لا بدّ وأن يكون قد سبق منهم تقصير ومخالفة، وهذا بمجرّده يوجب الخوف من الحساب والحذر من العقاب، ولا بدّ أن لا يفارقهم هذا الشعور بالخوف والإقرار بالتقصير مدى حياتهم ومهما بلغوا من درجات في الطاعة والعبادة والجهد.
-----------------------------------------
السيّد علاء الموسويّ (حفظه الله)
الفوائد البديعة من جامع أحاديث الشيعة.