إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم (تقديم الرحمن على الرحيم)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم (تقديم الرحمن على الرحيم)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِّ على محمّد وآل محمّد

    ما السّر في تقديم اسم الرحمن على اسم الرحيم؟
    قال بعض اهل التفسير وبعض اهل اللغة: إن صيغة الرحمن مبالغة في الرحمة تدل على الكثرة، وقيل بأنّ المبالغة من جهة الرحمة على الخلق، لا من جهة اتّصافه تعالى بها، لأنّ صفاته غير محدودة فلا مبالغة فيها، وكلمة (الرحمن) في جميع موارد استعمالها محذوفة المتعلق، فيستفاد منها العموم وأن رحمته وسعت كل شيء.
    وهذه الصيغة بمنزلة اللقب من الله سبحانه، فلا تطلق على غيره تعالى، ومن أجل ذلك استعملت في كثير من الآيات الكريمة من دون لحاظ مادتها قال سبحانه: ﴿إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ
    [1].
    عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إنّ لله عز وجل مائة رحمة، وإنه أنزل منها واحدة إلى الأرض، فقسمها بين خلقه، بها يتعاطفون ويتراحمون، وأخّر تسعاً وتسعين لنفسه يرحم بها عباده يوم القيامة)
    [2].
    فصيغة الرحمن مأخوذة من الرحمة، ومعناها معروف، وهي ضد القسوة والشدة، وهي أوسع صفات الله وأعمها، وهي من الصفات الفعلية، وليست رقة القلب مأخوذة في مفهومها، بل هي من لوازمها في البشر، وأسماء الله تؤخذ باعتبار الغايات التي هي الأفعال لا باعتبار المبادئ التي هي الانفعالات، قال أمير المؤمنين في نهج البلاغة: ((رحيم لا يوصف بالرّقة))، فالرحمة من صفات الله الفعلية كالخلق والرزق، يوجدها حيث يشاء، قال عز وجل: ﴿رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا
    [3]، وقد ورد في الآيات طلب الرحمة من الله سبحانه: ﴿وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ[4]، عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((وَإِنَّ رَحْمَةَ اَللهِ ثَوَابُهُ لِخَلْقِهِ))[5].
    فالإنسان هو الفرد الأكمل والقدر المتيقن من الخطاب في الرواية المتقدمة ونظائرها. فرحمانية الله تعالى شاملة عامة تشمل المطيع والعاصي على حدٍ سواء، والكافر والمسلم، ومن يعرفه ومن لم يعرفه، بل سائر المخلوقات حتى الحيوانات والعجماوات، تحنناً منه ورحمة..
    وقيل: إنها كلمة عبرانية، وأصلها (الرخمان) بالخاء، لكن المقطوع به حسب اللغة والاستعمال أن هذه الكلمة كانت معهودة في الاستعمالات العربية، وهذا لا ينافي كون (الرخمان) عبرانياً، فإنه كثيراً ما يتفق اشتراك الملل المختلفة في اللغة الواحدة من غير أخذ واحد منهم عن الآخر.
    أمّا الرحيم فهي: صفة مشبهة، ومن خصائص هذه الصيغة أنها تستعمل غالباً في اللوازم غير المنفكة عن الذات وتدل على لزوم الرحمة للذات وعدم انفكاكها عنها، وتدل على الاستقرار والثبوت والدوام.
    آراء بالفرق بينهما:
    1. ما ذهب اليه السيد الخوئي(قد): فكلمة الرّحمن تشير إلى العطاء وإلى الإفاضة. أمّا مدلول كلمة الرّحيم فهي عبارة عن عدم الانقطاع، عبارة عن الدّوام(الافاضة).
    2. ما ذهب اليه صاحب تفسير الميزان السيد الطباطبائي(قد): أن (الرحمن) هو الرّحمة العامّة انطلاقًا من قوله تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ[6]، وأمّا لفظ (الرحيم) إشارة إلى الرّحمة الخاصّة، يعني: إلى العناية التي خصّها الله تبارك وتعالى بالمؤمنين، المؤمن الذي يقطع عمره في سبيل جلب الرّحمة وفي سبيل التشبّث بأذيال الرّحمة وفي سبيل التعلق بالرّحمة الإلهيّة، فالله تبارك وتعالى يفتح له الأبواب التي لا يفتحها لغيره: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا[7].
    3. ما ذكره المقدّس السّيّد السّبزواري (قد) في تفسيره «مواهب الرّحمن» من أنّ المراد بالرّحمن إفاضة الوجود، والمراد بالرّحيم إفاضة الخصوصيّة سواءً بالنسبة للإنسان أو غير الإنسان.
    4. الرّحمن اسمٌ خاصٌ يعني: يختصّ به الله تبارك وتعالى، ومعناه عامٌ، لأنّ معناه ومدلوله إفاضة الوجود ومواهب الوجود وخصوصيّات الوجود، وهذا عامٌ، بينما الرّحيم اسمٌ عامٌ يعني: يُطْلَقُ على المخلوق والخالق، يقال: «الله رحيمٌ»، ويقال: «فلانٌ رحيمٌ، أبٌ رحيمٌ، أمٌ رحيمٌ»، ومدلوله خاصٌ، وهو عبارة عن عناية الجذب وهداية الرّبط بين الطرف الآخر وبين الطرف الأوّل.

    [1] سورة يس، الآية: 23.
    [2] تفسير الصافي، ج 1، ص 82.
    [3] سورة الاسراء، الآية: 54.
    [4] سورة المؤمنون، الآية: 118.
    [5] بحار الأنوار، ج 3، ص 185.
    [6] سورة الأعراف، الآية: 156.
    [7] سورة العنكبوت، الآية: 69.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X