معنى ذيل الحديث النبوي الشريف : ( الصلاة ... ان ردت رد ما سواها ) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
وردت في الروايات النبوية الشريفة وروايات أهل البيت (عليهم السلام) بأن الصلاة هي معراج المؤمن ، وهي قربان كل تقي ، وهوية المؤمن ، وهي عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها .
والسؤال هو : ما معنى عبارة : ( الصلاة ... إن ردت رد ما سواها ) ؟
الجواب : نرجع إلى أقوال العلماء في فهم هذه العبارة من الرواية النبوية الشريفة ، ولكن بعد البحث في أقوال العلماء تبين أن لفهم هذه العبارة ثلاثة أقوال :
*** القول 1 :
قال آية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) : ( إعلم ان الصلاة احب الاعمال إلى الله تعالى ، وهي آخر وصايا الانبياء عليهم السلام وهي عمود الدين إذا قبلت قبل ما سواها ، وإن ردت رد ما سواها ، وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم فان صحت نظر في عمله ، وان لم تصح لم ينظر في بقية عمله ، ... ) . 1
وقال آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) : ( اعلم أن الصلاة أحب الأعمال إلى الله تعالى وهي آخر وصايا الأنبياء (ع) . وهي عمود الدين ، إذا قُبلت قُبل ما سواها ، وإن ردّت ردّ ما سواها . وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم فان صحت نظر في عمله ، وإن لم تصح لم ينظر في بقية عمله ) . 2
قال آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض (دام ظله) : ( الصلاة عمود الدين ، وهي أول ما يحاسب العبد عليها ، فإن قبلت قبل ما سواها ، وإن ردت ردّ ما سواها . وأنه لا يقبل شيء من الأعمال وإن كانت سالمة من المبطلات إلا بقبول الصلاة ... ) . 3
وقال الشيخ باقر القرشي : ( لقد أهتم الاسلام ، بالصلاة اهتماما بالغا ، فهي إن قبلت قبل ما سواها ، وإن ردت رد ما سواها ـ كما في الحديث ـ ومعنى ذلك ، ان الانسان أول ما يحاسب عليه ، عند الله تعالى ، الصلاة ، فإن كانت مقبولة وصحيحة نظر في أعماله الاخرى ، وإن لم تقبل ، لم ينظر في شيء من أعماله ، صحيحا كان أو باطلا ... ) . 4
وقال بعض الفضلاء : ( بل يمكن أن يكون من الموازين نفس عمل شرعي كالصلاة مثلاً تكون ميزاناً . من حيث كونها إن قُبلت قُبل ما سواها ، وإن رُدّت رُدّ ما سواها كما يستفاد من بعض الأحاديث ) . 5
*** القول 2 :
قال آية الله الشيخ محمد السند : ( وهذا يعني أن المصلّي في صلاته التي هي الركن الركين في العبادات ، والموجبة للعروج والقربان من اللَّه تعالى ، إن قبلت قبل ما سواها وإن رُدّت رُدّ ما سواها على النبيّ صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام يتوجّه بالدعاء وإلقاء التحيّة والسلام ، لكي تقبل صلاته وتوجب مزيداً من القرب إلى اللَّه تعالى ، فالصلاة التي هي من دعائم الدين مقرونة بالوسائط والأبواب الإلهية ، لكي تكون صحيحة مقبولة عند اللَّه تعالى أو موجبة لمزيد القرب منه ، وإذا كانت الصلاة كذلك فكيف بباقي العبادات الأخرى ؟! ) . 6
*** القول 3 :
جواب الشيخ جواد التبريزي (قدس سره) على السؤال التالي :
سؤال [1679] ما معنى هذا الحديث للرسول الاكرم (ص) : «الصلاة عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت ردّ ماسواها» . لو أن إنساناً عمل سائر فروع الدين من قبيل الصيام والحج والزكاة والخمس وغيرها ولم يكن مصلياً ، هل تقبل منه أم ترد ؟
بسمه تعالى : هذه الأُمور المأتي بها صحيحة ولا يعاقب عليها عقاب تارك تلك الأُمور ، ولكن مع ترك الصلاة لا يعطى الأجر عليها فالصلاة شرط لإعطاء الأجر على تلك الأعمال، والله العالم . 7
***********************************
1 - كتاب الصلاة ، السيد أبو القاسم الخوئي ، ج 1 ، ص 5 .
2 - مستمسك العروة الوثقى ، السيد محسن الحكيم ، ج 5 ، ص 3 .
3 - الاستفتاءات الشرعية ، الشيخ محمد إسحاق الفياض ، ج 1 ، ص 156.
4 - الصحيفة الصادقية ، باقر شريف القرشي ، ج 1 ، ص 194 .
5 - لمحات من المعاد ، السيد علي الصدر ، ج 1 ، ص 82 .
6 - الإمامة الإلهية ، الشيخ محمد السند ، ج 4 ، ص 167 .
7 - صراط النجاة في أجوبة الإستفتاءات ، آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي (قدس سره) ، ج 2 ، ص 595 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
وردت في الروايات النبوية الشريفة وروايات أهل البيت (عليهم السلام) بأن الصلاة هي معراج المؤمن ، وهي قربان كل تقي ، وهوية المؤمن ، وهي عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها .
والسؤال هو : ما معنى عبارة : ( الصلاة ... إن ردت رد ما سواها ) ؟
الجواب : نرجع إلى أقوال العلماء في فهم هذه العبارة من الرواية النبوية الشريفة ، ولكن بعد البحث في أقوال العلماء تبين أن لفهم هذه العبارة ثلاثة أقوال :
*** القول 1 :
قال آية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) : ( إعلم ان الصلاة احب الاعمال إلى الله تعالى ، وهي آخر وصايا الانبياء عليهم السلام وهي عمود الدين إذا قبلت قبل ما سواها ، وإن ردت رد ما سواها ، وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم فان صحت نظر في عمله ، وان لم تصح لم ينظر في بقية عمله ، ... ) . 1
وقال آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) : ( اعلم أن الصلاة أحب الأعمال إلى الله تعالى وهي آخر وصايا الأنبياء (ع) . وهي عمود الدين ، إذا قُبلت قُبل ما سواها ، وإن ردّت ردّ ما سواها . وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم فان صحت نظر في عمله ، وإن لم تصح لم ينظر في بقية عمله ) . 2
قال آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض (دام ظله) : ( الصلاة عمود الدين ، وهي أول ما يحاسب العبد عليها ، فإن قبلت قبل ما سواها ، وإن ردت ردّ ما سواها . وأنه لا يقبل شيء من الأعمال وإن كانت سالمة من المبطلات إلا بقبول الصلاة ... ) . 3
وقال الشيخ باقر القرشي : ( لقد أهتم الاسلام ، بالصلاة اهتماما بالغا ، فهي إن قبلت قبل ما سواها ، وإن ردت رد ما سواها ـ كما في الحديث ـ ومعنى ذلك ، ان الانسان أول ما يحاسب عليه ، عند الله تعالى ، الصلاة ، فإن كانت مقبولة وصحيحة نظر في أعماله الاخرى ، وإن لم تقبل ، لم ينظر في شيء من أعماله ، صحيحا كان أو باطلا ... ) . 4
وقال بعض الفضلاء : ( بل يمكن أن يكون من الموازين نفس عمل شرعي كالصلاة مثلاً تكون ميزاناً . من حيث كونها إن قُبلت قُبل ما سواها ، وإن رُدّت رُدّ ما سواها كما يستفاد من بعض الأحاديث ) . 5
*** القول 2 :
قال آية الله الشيخ محمد السند : ( وهذا يعني أن المصلّي في صلاته التي هي الركن الركين في العبادات ، والموجبة للعروج والقربان من اللَّه تعالى ، إن قبلت قبل ما سواها وإن رُدّت رُدّ ما سواها على النبيّ صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام يتوجّه بالدعاء وإلقاء التحيّة والسلام ، لكي تقبل صلاته وتوجب مزيداً من القرب إلى اللَّه تعالى ، فالصلاة التي هي من دعائم الدين مقرونة بالوسائط والأبواب الإلهية ، لكي تكون صحيحة مقبولة عند اللَّه تعالى أو موجبة لمزيد القرب منه ، وإذا كانت الصلاة كذلك فكيف بباقي العبادات الأخرى ؟! ) . 6
*** القول 3 :
جواب الشيخ جواد التبريزي (قدس سره) على السؤال التالي :
سؤال [1679] ما معنى هذا الحديث للرسول الاكرم (ص) : «الصلاة عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت ردّ ماسواها» . لو أن إنساناً عمل سائر فروع الدين من قبيل الصيام والحج والزكاة والخمس وغيرها ولم يكن مصلياً ، هل تقبل منه أم ترد ؟
بسمه تعالى : هذه الأُمور المأتي بها صحيحة ولا يعاقب عليها عقاب تارك تلك الأُمور ، ولكن مع ترك الصلاة لا يعطى الأجر عليها فالصلاة شرط لإعطاء الأجر على تلك الأعمال، والله العالم . 7
***********************************
1 - كتاب الصلاة ، السيد أبو القاسم الخوئي ، ج 1 ، ص 5 .
2 - مستمسك العروة الوثقى ، السيد محسن الحكيم ، ج 5 ، ص 3 .
3 - الاستفتاءات الشرعية ، الشيخ محمد إسحاق الفياض ، ج 1 ، ص 156.
4 - الصحيفة الصادقية ، باقر شريف القرشي ، ج 1 ، ص 194 .
5 - لمحات من المعاد ، السيد علي الصدر ، ج 1 ، ص 82 .
6 - الإمامة الإلهية ، الشيخ محمد السند ، ج 4 ، ص 167 .
7 - صراط النجاة في أجوبة الإستفتاءات ، آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي (قدس سره) ، ج 2 ، ص 595 .