إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد

    هناك عدة تفاسير للآية الشريفة في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ..[1].
    فقال العلامة الطباطبائي (ره) في تفسيره: (وقوله سبحانه: يؤمنون، الإيمان تمكن الاعتقاد في القلب مأخوذ من الأمن كأن المؤمن يعطي لما أمن به الأمن من الريب والشك وهو آفة الاعتقاد، والإيمان كما مر معنى ذو مراتب، إذ الإذعان ربما يتعلق بالشيء نفسه فيترتب عليه أثره فقط، وربما يشتد بعض الاشتداد فيتعلق ببعض لوازمه، وربما يتعلق بجميع لوازمه فيستنتج منه أن للمؤمنين طبقات على حسب طبقات الإيمان)
    [2].
    وقوله سبحانه : بالغيب ، الغيب خلاف الشهادة وينطبق على ما لا يقع عليه الحس ، وهو الله سبحانه وآياته الكبرى الغائبة عن حواسنا ، ومنها الوحي ، وهو الذي أشير إليه بقوله : ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
    [3] ،فالمراد بالإيمان بالغيب في مقابل الإيمان بالوحي والإيقان بالآخرة، هو الإيمان بالله تعالى ليتم بذلك الإيمان بالأصول الثلاثة للدين (التوحيد، النبوة، المعاد) ويتفرع من التوحيد اصل العدل، ومن النبوّة اصل الامامة، والقرآن يؤكد القول على عدم القصر على الحس فقط ويحرص على اتباع سليم العقل وخالص اللب.
    ومن مصاديق الإيمان بالغيب الايمان بالبعث والنشور، والإيمان بقضية ومسألة المهدي من آل محمد صلى الله عليه وآله أنّها حق وصدق، وأنّه سيخرج في آخر الزّمان ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما، والرجعة. ويؤيده ما ورد عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ اَلرَّقِّيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): فِي قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ. قَالَ: ((مَنْ آمَنَ بِقِيَامِ اَلْقَائِمِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَنَّهُ حَقّ))
    [4].
    وكذلك ما رواه أبو جعفر محمد بن بابويه - رحمة الله عليه - بإسناده، عن يحيى ابن أبي القاسم قَالَ: سَأَلْتُ اَلصَّادِقَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَوَّلِ سُورَةِ اَلْبَقَرَةِ الم ذلِكَ اَلْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ اَلصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَاَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ مَنْ هُمُ اَلْمُتَّقُونَ وَمَا اَلْمُرَادُ بِالْغَيْبِ قَالَ: ((اَلْمُتَّقُونَ شِيعَةُ عَلِيٍّ وَاَلْغَيْبُ هُوَ اَلْحُجَّةُ اَلْغَائِبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ))
    [5].
    وذكر في تفسير الامام العسكري عليه السلام قال الصادق عليه السلام: ((وذلك أن الله لما بعث موسى بن عمران عليه السلام ثم من بعده من الأنبياء إلى بني إسرائيل لم يكن فيهم أحد إلا أخذ عليهم العهود والمواثيق ليؤمنن بمحمد العربي الأمي والمبعوث بمكة، الذي يهاجر إلى المدينة، يأتي بكتاب بالحروف المقطعة افتتاح بعض سوره، يحفظه أمته فيقرؤونه قياما وقعودا ومشاة وعلى كل الأحوال، يسهل الله حفظه عليهم، ويقرن بمحمد أخاه و وصيه علي بن أبي طالب، الآخذ عنه علومه التي علمها، والمتقلد عنه الأمانة التي قلدها ومذلل كل من عاند محمدا بسيفه الباتر، ومفحم كل من جادله وخاصمه بدليله القاهر، يقاتل عباد الله على تنزيل كتاب محمد صلى الله عليه وآله حتى يقودهم إلى قبوله طائعين وكارهين، ، ثم إذا صار محمد إلى رضوان الله وارتد كثير ممن كان أعطاه ظاهر الايمان وحرفوا تأويلاته، وغيروا معانيه، ووضعوها على خلاف وجوهها قاتلهم بعد علي على تأويلاته حتى يكون إبليس الغاوي بهم هو الخاسئ الذليل المطرود المغلول))[6].

    [1] سورة البقرة، الآية: 3.
    [2] تفسير الميزان، ج 1، ص 45.
    [3] سورة البقرة، الآية: 4.
    [4] تفسير البرهان، ج 1، ص 124.
    [5] منتخب الأنوار، ج 1، ص 76.
    [6] بحار الانوار، ج 17، ص 218.


  • #2
    بارك الله بكم ....اللهم عجل لوليك الفرج

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X