السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما يتبجح محبي معاوية بن ابي سفيان بأنه كان كاتب وحي رسول الله ص
يقول ابن حجر في الإصابة ج: 6 ص: 153
قال المدائني كان زيد بن ثابت يكتب الوحي وكان معاوية يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فيما بينه وبين العرب
قد تتبعتُ الأدلة ولم اجد سند صحيح في كتابة معاوية للوحي
واما حديث مسلم
صحيح مسلم - (ج 4 / ص 302)
4557 - حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ
كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَلَا يُقَاعِدُونَهُ فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ثَلَاثٌ أَعْطِنِيهِنَّ قَالَ نَعَمْ قَالَ عِنْدِي أَحْسَنُ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أُزَوِّجُكَهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ وَمُعَاوِيَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ
و بالاتفاق النبي صلى الله عليه وآله تزوج أم حبيبة قبل إسلام أبي سفيان فالحديث لا يصح
وقد حكم ابن حزم عليه بالوضع
وحديث صحيح مسلم يخالف كتب التاريخ حيث يشير ابن كثير في كتابه البداية والنهاية الى ان ام حبيبة تزوجها رسول الله ص حينما كانت بالحبشة وزوجه اياها النجاشي لكن القوم حاولوا جعلها فضيلة لابو طغيان ...
كذلك لم يثبت ان معاوية عاش في المدينة المنورة واتمنى ممن له معلومات ان يتحفنا بها وله الاجر والثواب ...
كتَّاب الوحي كثيرون أنهاهم البعض إلى ما ينيف على الأربعين إلا أنّ أبرزهم هو الإمام علي (ع) حيث أنه حظي بكتابة الوحي من أول نزوله في مكة إلى أن أكمل اللهُ وحيه إلى نبيِّه (ص) قبيل رحيله إلى ربِّه.
وأما دعوى البعض أنّ معاوية كان من كتّاب الوحي فلم يثبُت ذلك بل الظاهر أنها دعوى مكذوبة اختلقها الجهاز الأموي ليضفي على معاوية فضيلة حيث كان معرَّى من كلِّ فضيلة، فقد كان معاوية مقيماً على الكفر منذ بُعِثَ النبي (ص) إلى قبيل وفاته، فهو لم يُسلم إلا بعد عام الفتح أي في السنة الثامنة من الهجرة، وقد ذكر بعض المؤرخين أنه كان حين فتح مكة في اليمن مقيماً على الكفر هارباً من رسول الله (ص) حيث أنّه كان قد أهدر دمه، وقد بعث إلى أبيه أبي سفيان حين سمع أنه أسلم بعد الفتح بعث إليه يحرِّضه على الشرك ويعيِّره بإظهار الإسلام فقال فيما قال:
يـا صـخـر لا تُسلمنْ طـوعاً فتفضحنا = بعد الذيـن ببـدر أصبحـوا مزقـا خالـي وعـمـي وعـم الأم ثـالثهــم = وحنظل الخير قد أهدى لنـا الأرقـا لا تـركـنـنَّ إلـى أمـرٍ يكـلـفـنـا = والراقصات به فـي مكـة الخرقـا فالمـوت أهـون مـن قـول العداة لقـد = حـاد ابن حـرب عن العزا إذا فرقا
وقد بقي مقيماً على شركه هذا إلى قبيل وفاة النبي (ص) بخمسة أشهر أو ستة أشهر حيث لجأ إلى العباس بن عبد المطلب ليشفع له عند رسول الله (ص) فعفا عنه الرسول (ص) فهو من الطلقاء.
وقد ذكر هذه الأبيات ابن أبي الحديد في شرح النهج ج6/ص370.
ووردت في كتاب جمهرة العرب ج2/ص23.
وأورد ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص201 البيت الأول والثالث.
وإذا ثبت هذا فإنه لا يكون من كتّاب الوحي وذلك لأنه قد تمّ نزوله قبل إسلامه.
هذا وقد أنكر الكثير من علماء السنَّة أنّ معاوية من كتّاب الوحي:
قال ابن حجر المكي في تطهير الجنان واللسان بهامش الصواعق في فضائل معاوية أنه أحد الكتّاب للرسول (ص) كما في صحيح مسلم: "وهذا الحديث لو صحَّ لا يُثبت كونه كاتباً للوحي، ولكنه حديث باطل موضوع كما صرّح به كبار الأئمة".
أقول الرواية التي يشير إليها ابن حجر هي ما أخرجه مسلم قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان... قال ومعاوية تجعله بين يديك كاتباً، قال النبي (ص): نعم.
وعلّق النووي على هذه الرواية في شرحه على صحيح مسلم وقال: "واعْلم إنَّ هذا الحديث من الأحاديث المشهور بالإشكال" ج16/ص63.
وقال ابن الجوزي في زاد المعاد: "هذا الحديث وهمٌ من بعض الرواة ج1/ص27.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: "قد ساق له أصلاً منكراً عن سماك الحنفي ج3/ص93.
وقال محمد بن حزم: "هو موضوع بلا شك كذَّبه عكرمه بن عمار".
هذا وقد ورد في كتاب دفع التشبيه لابن الجوزي ص242.
في ردّه على ابن كثير حيث وصف معاوية بأنّه كاتب وحي رب العالمين، قال: "وأما قولك (وكاتب وحي رب العالمين) فليس بصحيح، وذلك لأن معاوية أسلم عام الفتح وهو وأبوه من الطلقاء، وقد أسلم في أوقات قد فرغ فيها نزول الوحي وحل عند قوله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ المائدة/3.
فماذا سيكتب معاوية بعد هذا".
وقد ذكر الحافظ الذهبي في السير ج3/ص143.
عن أبي الحسن الكوفي، قال: "كان زيد بن ثابت كاتب الوحي وكان معاوية كاتباً فيما بين رسول الله (ص) وبين العرب" وكذا قال ابن حجر في ترجمته في الإصابة.
وليكن معلوماً أنه أيضاً ما كتب للنبي (ص) إلا ثلاث رسائل. انتهى
ثم إنَّه لو سلّمنا جدلاً أن معاوية كان كاتباً للوحي فإن ذلك لا يعبِّر عن عدالة الرجل واستقامته فإنه لا يخشى على القرآن من عبث العابثين بعد أن كان محفوظاً من قبل الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ الحجر/9.
وكان الرسول (ص) يُملي القرآن على الكثير من الصحابة، وكان يقرأه في الصلاة ويردِّده في المحافل والمجالس ويأمر الصحابة بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار.
فلو كانت الكتابة للقرآن تُعبِّر عن الاستئمان لكانت مقتضية للقول بأمانة عبد الله بن سعيد بن أبي سرح الذي كان يكتب للرسول (ص) الوحي في مكة ثم ارتدّ وخرج من الإسلام وأهدر رسول الله (ص) دمه بعد الفتح فتشفّع فيه عثمان بن عفان أخوه من جهة الأم كما أكَّد ذلك كلُّ الحفاظ والمحدثين من أبناء السنة كالذهبي في سير أعلام النبلاء وابن حجر في الإصابة.
كثيرا ما يتبجح محبي معاوية بن ابي سفيان بأنه كان كاتب وحي رسول الله ص
يقول ابن حجر في الإصابة ج: 6 ص: 153
قال المدائني كان زيد بن ثابت يكتب الوحي وكان معاوية يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فيما بينه وبين العرب
قد تتبعتُ الأدلة ولم اجد سند صحيح في كتابة معاوية للوحي
واما حديث مسلم
صحيح مسلم - (ج 4 / ص 302)
4557 - حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ
كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَلَا يُقَاعِدُونَهُ فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ثَلَاثٌ أَعْطِنِيهِنَّ قَالَ نَعَمْ قَالَ عِنْدِي أَحْسَنُ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أُزَوِّجُكَهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ وَمُعَاوِيَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ
و بالاتفاق النبي صلى الله عليه وآله تزوج أم حبيبة قبل إسلام أبي سفيان فالحديث لا يصح
وقد حكم ابن حزم عليه بالوضع
وحديث صحيح مسلم يخالف كتب التاريخ حيث يشير ابن كثير في كتابه البداية والنهاية الى ان ام حبيبة تزوجها رسول الله ص حينما كانت بالحبشة وزوجه اياها النجاشي لكن القوم حاولوا جعلها فضيلة لابو طغيان ...
كذلك لم يثبت ان معاوية عاش في المدينة المنورة واتمنى ممن له معلومات ان يتحفنا بها وله الاجر والثواب ...
كتَّاب الوحي كثيرون أنهاهم البعض إلى ما ينيف على الأربعين إلا أنّ أبرزهم هو الإمام علي (ع) حيث أنه حظي بكتابة الوحي من أول نزوله في مكة إلى أن أكمل اللهُ وحيه إلى نبيِّه (ص) قبيل رحيله إلى ربِّه.
وأما دعوى البعض أنّ معاوية كان من كتّاب الوحي فلم يثبُت ذلك بل الظاهر أنها دعوى مكذوبة اختلقها الجهاز الأموي ليضفي على معاوية فضيلة حيث كان معرَّى من كلِّ فضيلة، فقد كان معاوية مقيماً على الكفر منذ بُعِثَ النبي (ص) إلى قبيل وفاته، فهو لم يُسلم إلا بعد عام الفتح أي في السنة الثامنة من الهجرة، وقد ذكر بعض المؤرخين أنه كان حين فتح مكة في اليمن مقيماً على الكفر هارباً من رسول الله (ص) حيث أنّه كان قد أهدر دمه، وقد بعث إلى أبيه أبي سفيان حين سمع أنه أسلم بعد الفتح بعث إليه يحرِّضه على الشرك ويعيِّره بإظهار الإسلام فقال فيما قال:
يـا صـخـر لا تُسلمنْ طـوعاً فتفضحنا = بعد الذيـن ببـدر أصبحـوا مزقـا خالـي وعـمـي وعـم الأم ثـالثهــم = وحنظل الخير قد أهدى لنـا الأرقـا لا تـركـنـنَّ إلـى أمـرٍ يكـلـفـنـا = والراقصات به فـي مكـة الخرقـا فالمـوت أهـون مـن قـول العداة لقـد = حـاد ابن حـرب عن العزا إذا فرقا
وقد بقي مقيماً على شركه هذا إلى قبيل وفاة النبي (ص) بخمسة أشهر أو ستة أشهر حيث لجأ إلى العباس بن عبد المطلب ليشفع له عند رسول الله (ص) فعفا عنه الرسول (ص) فهو من الطلقاء.
وقد ذكر هذه الأبيات ابن أبي الحديد في شرح النهج ج6/ص370.
ووردت في كتاب جمهرة العرب ج2/ص23.
وأورد ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص201 البيت الأول والثالث.
وإذا ثبت هذا فإنه لا يكون من كتّاب الوحي وذلك لأنه قد تمّ نزوله قبل إسلامه.
هذا وقد أنكر الكثير من علماء السنَّة أنّ معاوية من كتّاب الوحي:
قال ابن حجر المكي في تطهير الجنان واللسان بهامش الصواعق في فضائل معاوية أنه أحد الكتّاب للرسول (ص) كما في صحيح مسلم: "وهذا الحديث لو صحَّ لا يُثبت كونه كاتباً للوحي، ولكنه حديث باطل موضوع كما صرّح به كبار الأئمة".
أقول الرواية التي يشير إليها ابن حجر هي ما أخرجه مسلم قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان... قال ومعاوية تجعله بين يديك كاتباً، قال النبي (ص): نعم.
وعلّق النووي على هذه الرواية في شرحه على صحيح مسلم وقال: "واعْلم إنَّ هذا الحديث من الأحاديث المشهور بالإشكال" ج16/ص63.
وقال ابن الجوزي في زاد المعاد: "هذا الحديث وهمٌ من بعض الرواة ج1/ص27.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: "قد ساق له أصلاً منكراً عن سماك الحنفي ج3/ص93.
وقال محمد بن حزم: "هو موضوع بلا شك كذَّبه عكرمه بن عمار".
هذا وقد ورد في كتاب دفع التشبيه لابن الجوزي ص242.
في ردّه على ابن كثير حيث وصف معاوية بأنّه كاتب وحي رب العالمين، قال: "وأما قولك (وكاتب وحي رب العالمين) فليس بصحيح، وذلك لأن معاوية أسلم عام الفتح وهو وأبوه من الطلقاء، وقد أسلم في أوقات قد فرغ فيها نزول الوحي وحل عند قوله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ المائدة/3.
فماذا سيكتب معاوية بعد هذا".
وقد ذكر الحافظ الذهبي في السير ج3/ص143.
عن أبي الحسن الكوفي، قال: "كان زيد بن ثابت كاتب الوحي وكان معاوية كاتباً فيما بين رسول الله (ص) وبين العرب" وكذا قال ابن حجر في ترجمته في الإصابة.
وليكن معلوماً أنه أيضاً ما كتب للنبي (ص) إلا ثلاث رسائل. انتهى
ثم إنَّه لو سلّمنا جدلاً أن معاوية كان كاتباً للوحي فإن ذلك لا يعبِّر عن عدالة الرجل واستقامته فإنه لا يخشى على القرآن من عبث العابثين بعد أن كان محفوظاً من قبل الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ الحجر/9.
وكان الرسول (ص) يُملي القرآن على الكثير من الصحابة، وكان يقرأه في الصلاة ويردِّده في المحافل والمجالس ويأمر الصحابة بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار.
فلو كانت الكتابة للقرآن تُعبِّر عن الاستئمان لكانت مقتضية للقول بأمانة عبد الله بن سعيد بن أبي سرح الذي كان يكتب للرسول (ص) الوحي في مكة ثم ارتدّ وخرج من الإسلام وأهدر رسول الله (ص) دمه بعد الفتح فتشفّع فيه عثمان بن عفان أخوه من جهة الأم كما أكَّد ذلك كلُّ الحفاظ والمحدثين من أبناء السنة كالذهبي في سير أعلام النبلاء وابن حجر في الإصابة.
تعليق