على بابك القدسي / نوفل الحمداني

[حميدة العسكري]

على بابك القدسي يرتجف القلب
كطفل على طول انكساراته يحبو
ويدري بأن النبض ما امتد مرهف
يقود إلى باب الجنان به الدرب
هنا حيث كان الشعر حلما مؤجلا
فلا هاجس للروح لو أقبل الصخب
على بابك القدسي حفت ملائك
تحيط ببدر التم قد صاغه الرب
وتحتفل الآيات في قلب مصحف
من النور يسمو في جوانبه الحب
فيا اول الأفراح في قلب أحمد
ويا ضحكة دبت وميدانها رحب
وكنت امتداد الوحي ترسم بسمة
بقلب علي حين يفجعه الصحب
وتمنح للزهراء نبض وجودها
وهدأتها لو كان حاصرها الرعب
وتملأ بيت الوحي همس عذوبة
وجبريل في الأركان يفرحه القرب
يناغيك كل الكون ..أنت إمامه
وأنت مسار الحق ما أنكر العرب
وكنت امتدادا للنبوّة قائما
تباشر في اخبارك الشرق والغرب
وكنت لنا ضوءا يقود مسارنا
اذا اعتاصت الأيام وانفرط السرب
....
وقفت وكان الناس لقمة جائع
بحلق ابن هند لاك آخرها الجدب
تقلب هذا الأمر قد مرّ طعمه
ومجتهُ أهواء وأسقطه الركب
وهاجت حرون فيه تطلب ثأرها
وعاثت بها الأضغان يدفعها الكذب
ويرسم من خلف الحدود قياصر
خرائط موت الدين تطوى بها الكتب
فكنت عليا حين أيقن شامخا
خسارة هذا الدين ما تأكل الحرب
فهادنت كيما تحقن الدين والورى
وتدري بأنّ الخصم أطهرهم كلب
فيا رابع الآل الذين بحبهم
نفاخر في الآفاق ما أورق العشب
بمولدك الميمون نقرأ هل أتى
نباهل أهل الأرض كي يهدأ القلب