بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
في ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان التي قيل إنّها ليلة القدر اشتدّت الآلام القاسية بالإمام (عليه السلام) فقد تزايد ولوج السمّ في جسده الشريف وقد وصف حالته ولده محمّد بن الحنفية قال : نظرنا إلى قدميه وقد احمرّتا فكبر ذلك علينا وأيسنا منه ثمّ عرضنا عليه المأكول والمشروب فأبى ونظرنا إلى شفتيه وهما تختلجان بذكر الله تعالى وجعل جبينه يرشح عرقا فقال له محمّد : ما لي أراك يرشح جبينك عرقا؟
فأجابه الإمام : يا بنيّ إنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : إنّ المؤمن إذا نزل به الموت عرق جبينه وسكن أنينه , ولمّا أحسّ بدنوّ الأجل المحتوم منه أمر بجمع أولاده ليودّعهم الوداع الأخير فلمّا مثلوا عنده قال لهم بصوت خافت : الله خليفتي عليكم استودعكم الله .
وتعالت أصوات أولاده بالبكاء والتفت إليه ولده الزكي الإمام الحسن (عليه السلام) فقال له : يا أبة ما الذي دعاك إلى هذا؟ .
يا بنيّ رأيت جدّك رسول الله (صلى الله عليه واله) في منامي قبل هذه الكارثة بليلة فشكوت إليه ما أنا فيه من التّذلّل والأذى من هذه الأمّة.
فقال لي : ادع عليهم.
فقلت : اللهمّ أبدلهم بي شرّا منّي وأبدلني بهم خيرا منهم ؛ فقال لي : قد استجاب الله دعاءك وسينقلك إلينا بعد ثلاث وقد انقضت الثّلاثيا أبا محمّد اوصيك بأبي عبد الله يعني الإمام الحسين خيرا فأنتما منّي وأنا منكما ؛ ثمّ التفت إلى بقيّة أولاده وأمرهم أن لا يخالفوا سيّدي شباب أهل الجنّة الإمامين الحسن والحسين وأن يطيعوهما ثمّ قال لهم : أحسن الله لكم العزاء ألا وإنّي منصرف عنكم في ليلتي هذه ولاحق بحبيبي محمّد (صلى الله عليه واله) كما وعدني ؛ ثمّ اغمي عليه ساعة فلمّا أفاق قال لولده : هذا رسول الله (صلى الله عليه واله) وعمّي حمزة وأخي جعفر وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) كلّهم يقولون : عجّل قدومك علينا فإنّا إليك مشتاقون.
ثمّ قال لهم برفق : أستودعكم الله جميعا الله خليفتي عليكم وكفى بالله خليفة ثمّ سلّم على ملائكة الله الكرام الذين أحاطوا به لينقلوا روحه المقدّسة إلى الفردوس الأعلى ، وأخذ يقرأ آيات من الذّكر الحكيم وكان آخر ما نطق به قوله تعالى : {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافات: 61] و {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128] ثمّ فاضت روحه الطاهرة إلى جنّة المأوى تحفّها ملائكة الله والأنبياء والأوصياء ؛ لقد سمت تلك الروح العظيمة إلى بارئها لتقدّم إليه ما عاناه من الجهد في سبيل إعلاء كلمة الإسلام وما لاقاه من الخطوب من طغاة القرشيّين ؛ لقد ارتفع إلى الله تعالى ذلك اللطف الإلهي الذي خلقه الله تعالى ليبدّد ظلمات الجهل ويطهّر الأرض من أوثان الجاهلية وأرجاسها , لقد مادت أركان العدالة وانطمست معالم الدين ومات أبو الغرباء وكهف الأيتام وعون الضعفاء.
لقد مضى الإمام إلى جنّة المأوى وهو مكدود مجهود غارق في الأسى والخطوب ممّا عاناه من أعمدة القرشيّين الذين أبوا أن تجتمع الخلافة والنبوّة في بيت واحد فأقصوه عن مركزه وقيادته للامّة بعد وفاة أخيه وابن عمّه الرسول (صلى الله عليه واله) ولمّا آلت الخلافة إليه ناجزوه الحرب ولا حقوه بضربات موجعة فأفسدوا عليه جيشه وتركوه في أرباض الكوفة يصعّد الزفرات والآلام.
روت أسماء بنت عميس أن الإمام شهق شهقة ثمّ أغمي عليه ثمّ أفاق فقال : مرحبا مرحبا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الجنّة ؛ قيل له : ما ترى؟
قال : هذا رسول الله وأخي جعفر وعمّي حمزة وأبواب السماء مفتّحة والملائكة ينزلون يسلّمون عليّ ويبشّرون وهذه فاطمة قد طافت بها وصائفها وهذه منازلي في الجنّة لمثل هذا فليعمل العاملون
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
في ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان التي قيل إنّها ليلة القدر اشتدّت الآلام القاسية بالإمام (عليه السلام) فقد تزايد ولوج السمّ في جسده الشريف وقد وصف حالته ولده محمّد بن الحنفية قال : نظرنا إلى قدميه وقد احمرّتا فكبر ذلك علينا وأيسنا منه ثمّ عرضنا عليه المأكول والمشروب فأبى ونظرنا إلى شفتيه وهما تختلجان بذكر الله تعالى وجعل جبينه يرشح عرقا فقال له محمّد : ما لي أراك يرشح جبينك عرقا؟
فأجابه الإمام : يا بنيّ إنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : إنّ المؤمن إذا نزل به الموت عرق جبينه وسكن أنينه , ولمّا أحسّ بدنوّ الأجل المحتوم منه أمر بجمع أولاده ليودّعهم الوداع الأخير فلمّا مثلوا عنده قال لهم بصوت خافت : الله خليفتي عليكم استودعكم الله .
وتعالت أصوات أولاده بالبكاء والتفت إليه ولده الزكي الإمام الحسن (عليه السلام) فقال له : يا أبة ما الذي دعاك إلى هذا؟ .
يا بنيّ رأيت جدّك رسول الله (صلى الله عليه واله) في منامي قبل هذه الكارثة بليلة فشكوت إليه ما أنا فيه من التّذلّل والأذى من هذه الأمّة.
فقال لي : ادع عليهم.
فقلت : اللهمّ أبدلهم بي شرّا منّي وأبدلني بهم خيرا منهم ؛ فقال لي : قد استجاب الله دعاءك وسينقلك إلينا بعد ثلاث وقد انقضت الثّلاثيا أبا محمّد اوصيك بأبي عبد الله يعني الإمام الحسين خيرا فأنتما منّي وأنا منكما ؛ ثمّ التفت إلى بقيّة أولاده وأمرهم أن لا يخالفوا سيّدي شباب أهل الجنّة الإمامين الحسن والحسين وأن يطيعوهما ثمّ قال لهم : أحسن الله لكم العزاء ألا وإنّي منصرف عنكم في ليلتي هذه ولاحق بحبيبي محمّد (صلى الله عليه واله) كما وعدني ؛ ثمّ اغمي عليه ساعة فلمّا أفاق قال لولده : هذا رسول الله (صلى الله عليه واله) وعمّي حمزة وأخي جعفر وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) كلّهم يقولون : عجّل قدومك علينا فإنّا إليك مشتاقون.
ثمّ قال لهم برفق : أستودعكم الله جميعا الله خليفتي عليكم وكفى بالله خليفة ثمّ سلّم على ملائكة الله الكرام الذين أحاطوا به لينقلوا روحه المقدّسة إلى الفردوس الأعلى ، وأخذ يقرأ آيات من الذّكر الحكيم وكان آخر ما نطق به قوله تعالى : {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافات: 61] و {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128] ثمّ فاضت روحه الطاهرة إلى جنّة المأوى تحفّها ملائكة الله والأنبياء والأوصياء ؛ لقد سمت تلك الروح العظيمة إلى بارئها لتقدّم إليه ما عاناه من الجهد في سبيل إعلاء كلمة الإسلام وما لاقاه من الخطوب من طغاة القرشيّين ؛ لقد ارتفع إلى الله تعالى ذلك اللطف الإلهي الذي خلقه الله تعالى ليبدّد ظلمات الجهل ويطهّر الأرض من أوثان الجاهلية وأرجاسها , لقد مادت أركان العدالة وانطمست معالم الدين ومات أبو الغرباء وكهف الأيتام وعون الضعفاء.
لقد مضى الإمام إلى جنّة المأوى وهو مكدود مجهود غارق في الأسى والخطوب ممّا عاناه من أعمدة القرشيّين الذين أبوا أن تجتمع الخلافة والنبوّة في بيت واحد فأقصوه عن مركزه وقيادته للامّة بعد وفاة أخيه وابن عمّه الرسول (صلى الله عليه واله) ولمّا آلت الخلافة إليه ناجزوه الحرب ولا حقوه بضربات موجعة فأفسدوا عليه جيشه وتركوه في أرباض الكوفة يصعّد الزفرات والآلام.
روت أسماء بنت عميس أن الإمام شهق شهقة ثمّ أغمي عليه ثمّ أفاق فقال : مرحبا مرحبا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الجنّة ؛ قيل له : ما ترى؟
قال : هذا رسول الله وأخي جعفر وعمّي حمزة وأبواب السماء مفتّحة والملائكة ينزلون يسلّمون عليّ ويبشّرون وهذه فاطمة قد طافت بها وصائفها وهذه منازلي في الجنّة لمثل هذا فليعمل العاملون
تعليق