تويت
كيف نَقتل ولا ندري؟!
- عندما يغشّ المقاول في بناء مبنىٰ، ويسقط علىٰ رؤوس ساكنيه؛ فقد قتل من حيث لا يدري، ودم القتلىٰ برقبته.
- عندما لا يلتزم المهندس بمواصفات الطريق، وبسبب ذلك تنقلب سيّارة؛ فيموت من فيها، فالمهندس قاتل ولا يدري.
- عندما يسيء المعلّم لأحد طلبته، ويبني نفسيّة هذا الطالب بشكل غير صحيح؛ فقد قتل هذا الطالب معنويًّا وهو لا يدري.
- عندما لا يعتني الطبيب أو الصيدليّ بعلاج المريض، ويموت المريض؛ فالطبيب أو الصيدليّ أصبح قاتلًا وهو لا يدري.
- عندما يعلم صاحب الأسواق أو المطعم بأنّ ما يبيعه من الطعام فاسدًا أو منتهي الصلاحيّة، وتسبّب ذلك بمضاعفات عند من يأكله، وتسبّب بوفاته؛ فأنّ صاحب المطعم أو الأسواق قاتل وهو لا يدري.
- عندما تطعن في شرف فلانة؛ فقد قتلتها معنويًّا وأنت لا تدري، وإذا قتلها أهلها بسبب كلمتك؛ فقد كنت سببًا بقتلها، واشتركت بدمها وأنت لا تدري.
- عندما تنال فلانًا بسوء، وتغتابه أو تسقّطه؛ فقد قتلته اجتماعيًّا وأنت لا تدري.
وهكذا والأمثلة كثيرة..
لم أذكر السرّاق، ولم أذكر الفاسدين من السياسيّين أو الإداريّين؛ لأنّ هؤلاء لا يهمّهم أن يكونوا قتلة أو مجرمين، ولم أذكر الأرعن في سياقته، ولا ذاك الذي يطلق النار عشوائيًّا؛ لأنّ هؤلاء كالأنعام لا يفقهون ما يفعلون، لم أذكر القتلة المأجورين والمجرمين؛ لأنّهم يعلمون ما يفعلون ويدرون بأنّهم مجرمون.. ذكرتُ الأبرياء ومن يريد أن يعيش بسلام فلا تتلوّث يده بدم أحد، الذين يقتلون ولا يشعرون ولا يريدون أن يقتلوا أحدًا ويشتركوا بدمه؛ يكمن الحلّ في الإخلاص بالعمل، بالقول ، بالفعل، أن يبرّئ كلّ منّا ذمّته بما يستطيع من الجهد والمصداقيّة؛ كي يعتق رقبته من نار أفعال ارتكبها مقصّرًا، فصارت عليه وبالًا وهو لا يدري، يكمن جوهر الحلّ بمراعاة أمر الله وشرعه في كلّ خطوة، وعدم الغفلة عن الرقابة الإلٰهيّة التي لا تفوتها كبيرة ولا صغيرة إلّا وسجّلتها بظاهرها وباطنها، بنيَّتها ودوافعها.
تعليق