بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمدوآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.
أناني، ضعيف، مدلّل، متسلّط وكثير الاعتماد على الآخرين.. تلك صفات الطّفل الوحيد كما يراها المتخصصون، ولأنَّه محطّ الاهتمام والرعاية الكاملة، والمبالغ فيها أحياناً من الأب والأم، ينشأ خائفاً ويعاني من اضطرابات نفسيَّة، مثل الانفصال عن والدته في بداية الدراسة.
هذا الخطأ يقع فيه الآباء عندما يجعلون من طفلهم مثالياً ومتميزاً، فحتى لا يبتعد عن حضنهم، يعطونه كلّ ما يطلب حتى يصبح الآمر الناهي ويستأثر بكلّ شيء، وكأنَّه ليس هناك إلا هو، فيكبر ويصبح شخصاً ضعيفاً تعود على عدم المشاركة وفاقداً للفاعليَّة، وهذا ضدّ طبيعة الإنسان الَّذي يعيش في مجتمع يعتمد على المشاركة الإيجابيَّة والفعالة. ولأنَّه دائماً المتوج، تظلّ طلباته مجابة حتى بعد أن يصل والداه إلى منتصف العمر، ويريدان التركيز على حياتهما الشخصيَّة، فيطالبهم بأن يظلا مجندين له، ثم يبدأ بعد الزواج بمطالبة زوجته بأن تقوم بدور الأبوين. ومن هنا تبدأ المشاكل، لأنّه لا يحبّ المنافسة، لذلك فهو يصطدم بالآخرين عند الاحتكاك، ويرفض الدخول في أي منافسة مع أقرانه، بل ويفضّل الاستحواذ على كل شيء، ويملأه الشّعور بالعظمة وحبّ الذات أو النرجسيّة.
لذلك، فمسؤوليَّة الآباء أن يتعلَّموا أنَّ أساس تربية الطفل الوحيد هو الاعتماد على النفس وليس التَّدليل الزائد، لأنهم كأهل يلعبون الدور الأساسي في تطوره ونضجه، وهذا لا يتنافى مع إعطائه حاجته العاطفية من الحب والحنان.
ونؤكد ضرورة مراعاة عدة اعتبارات، أهمها إشراكه في تجمعات الأطفال مثل الأندية الرياضيَّة، ومحاولة دمجه مع الآخرين ليتجاوز العزلة والوحدة، مع إقناعه أنَّ الصديق بمثابة الأخ، وكذلك تعليمه كيف ينجز أعماله بنفسه حتى لو استغرق هذا الأمر وقتاً أطول (على سبيل المثال: يربط حذاءه أو يتناول الطعام بنفسه)، ليتعوَّد على الاعتماد على النفس وينسى الاتكالية..
ولأم الطّفل الوحيد نقول: لا تعطي ابنك كل ما يريد، كي لا يعتقد أنه يستطيع الحصول على كل شيء مهما كان الثمن، ثم يصطدم بالحياة التي لا تعطينا كل ما نريد، وعليك ألا تجعليه يحظى بالاهتمام الكامل طوال الوقت، مع توجيهه لكيفية قضاء أوقات فراغه بعيداً عنك، بما يتناسب مع عمره، وعدم المبالغة في حمايته، لأنَّ العكس يؤدي إلى عرقلته عن تطوير مهارات صحية في علاقاته مع الآخرين.
من جهة أخرى، أجريت دراسة في معهد الأبحاث الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة في أمريكا حول سؤال: هل الطفل الوحيد أكثر سعادة ممن لديه أخوة؟ فالطّفل الوحيد ليس لديه مشكلة على طول الخط، بمعنى أنَّ هناك مميزات أيضاً يتمتع بها، فهو لا يتعرَّض لمشكلة التنافس بين الأخوة التي عادة ما تؤثر في تكوين الطفل العاطفي.
وقد أشارت النتائج إلى أنَّ نصف الأطفال أكَّدوا معاناتهم من تربص أخوتهم بهم، كما عبر بعضهم عن ضيقهم من إطلاق إخوتهم عليهم صفات مزعجة، هذا إضافةً إلى أنَّ الطّفل الوحيد ليس مضطراً للتنافس مع إخوته، بهدف لفت انتباه والديه، وليس بحاجةٍ إلى مشاركة غرفته وأغراضه مع أحد، ومن ثم، فإنّ الشّعور بالسّعادة يقلّ كلَّما زاد عدد الأخوة، لأنَّ كثرة الأبناء تجعلهم لا يشعرون بأيّ إشباع مهما قدم الآباء من رعاية واهتمام، بل ينتابهم شعور بالإهمال الدائم.
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمدوآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.
أناني، ضعيف، مدلّل، متسلّط وكثير الاعتماد على الآخرين.. تلك صفات الطّفل الوحيد كما يراها المتخصصون، ولأنَّه محطّ الاهتمام والرعاية الكاملة، والمبالغ فيها أحياناً من الأب والأم، ينشأ خائفاً ويعاني من اضطرابات نفسيَّة، مثل الانفصال عن والدته في بداية الدراسة.
هذا الخطأ يقع فيه الآباء عندما يجعلون من طفلهم مثالياً ومتميزاً، فحتى لا يبتعد عن حضنهم، يعطونه كلّ ما يطلب حتى يصبح الآمر الناهي ويستأثر بكلّ شيء، وكأنَّه ليس هناك إلا هو، فيكبر ويصبح شخصاً ضعيفاً تعود على عدم المشاركة وفاقداً للفاعليَّة، وهذا ضدّ طبيعة الإنسان الَّذي يعيش في مجتمع يعتمد على المشاركة الإيجابيَّة والفعالة. ولأنَّه دائماً المتوج، تظلّ طلباته مجابة حتى بعد أن يصل والداه إلى منتصف العمر، ويريدان التركيز على حياتهما الشخصيَّة، فيطالبهم بأن يظلا مجندين له، ثم يبدأ بعد الزواج بمطالبة زوجته بأن تقوم بدور الأبوين. ومن هنا تبدأ المشاكل، لأنّه لا يحبّ المنافسة، لذلك فهو يصطدم بالآخرين عند الاحتكاك، ويرفض الدخول في أي منافسة مع أقرانه، بل ويفضّل الاستحواذ على كل شيء، ويملأه الشّعور بالعظمة وحبّ الذات أو النرجسيّة.
لذلك، فمسؤوليَّة الآباء أن يتعلَّموا أنَّ أساس تربية الطفل الوحيد هو الاعتماد على النفس وليس التَّدليل الزائد، لأنهم كأهل يلعبون الدور الأساسي في تطوره ونضجه، وهذا لا يتنافى مع إعطائه حاجته العاطفية من الحب والحنان.
ونؤكد ضرورة مراعاة عدة اعتبارات، أهمها إشراكه في تجمعات الأطفال مثل الأندية الرياضيَّة، ومحاولة دمجه مع الآخرين ليتجاوز العزلة والوحدة، مع إقناعه أنَّ الصديق بمثابة الأخ، وكذلك تعليمه كيف ينجز أعماله بنفسه حتى لو استغرق هذا الأمر وقتاً أطول (على سبيل المثال: يربط حذاءه أو يتناول الطعام بنفسه)، ليتعوَّد على الاعتماد على النفس وينسى الاتكالية..
ولأم الطّفل الوحيد نقول: لا تعطي ابنك كل ما يريد، كي لا يعتقد أنه يستطيع الحصول على كل شيء مهما كان الثمن، ثم يصطدم بالحياة التي لا تعطينا كل ما نريد، وعليك ألا تجعليه يحظى بالاهتمام الكامل طوال الوقت، مع توجيهه لكيفية قضاء أوقات فراغه بعيداً عنك، بما يتناسب مع عمره، وعدم المبالغة في حمايته، لأنَّ العكس يؤدي إلى عرقلته عن تطوير مهارات صحية في علاقاته مع الآخرين.
من جهة أخرى، أجريت دراسة في معهد الأبحاث الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة في أمريكا حول سؤال: هل الطفل الوحيد أكثر سعادة ممن لديه أخوة؟ فالطّفل الوحيد ليس لديه مشكلة على طول الخط، بمعنى أنَّ هناك مميزات أيضاً يتمتع بها، فهو لا يتعرَّض لمشكلة التنافس بين الأخوة التي عادة ما تؤثر في تكوين الطفل العاطفي.
وقد أشارت النتائج إلى أنَّ نصف الأطفال أكَّدوا معاناتهم من تربص أخوتهم بهم، كما عبر بعضهم عن ضيقهم من إطلاق إخوتهم عليهم صفات مزعجة، هذا إضافةً إلى أنَّ الطّفل الوحيد ليس مضطراً للتنافس مع إخوته، بهدف لفت انتباه والديه، وليس بحاجةٍ إلى مشاركة غرفته وأغراضه مع أحد، ومن ثم، فإنّ الشّعور بالسّعادة يقلّ كلَّما زاد عدد الأخوة، لأنَّ كثرة الأبناء تجعلهم لا يشعرون بأيّ إشباع مهما قدم الآباء من رعاية واهتمام، بل ينتابهم شعور بالإهمال الدائم.