إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صباح الكفيل معكم يوم غد الاحد وعلاقة الاب كيف يجب ان تكون مع ابنه المراهق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صباح الكفيل معكم يوم غد الاحد وعلاقة الاب كيف يجب ان تكون مع ابنه المراهق

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

    محوركم ليوم غد الاحد
    مع برنامج
    صباح الكفيل
    سيكون عن
    علاقة الاب مع ابنه المراهق

    كيف يمكن للاب ان يملىء الفراغ الذي يعاني منه ابنه المراهق؟
    وهل يشعر الاباء بألم مايعاني منه الابن المراهق من ضياع وقته بما لاينفعه نتيجة الفراغ الذي يعانيه؟
    جميل المشاركات تضفي للبرنامج ميزته
    sigpic

  • #2


    يجب إعطاء المراهق قدراً من الحرّيّة في حياته، كي يتعلّم كيف يُسيّر شؤونه في المستقبل. ولكن في الوقت ذاته، ينبغي رعايته عن قرب، والمبادرة إلى تنبيهه وتحذيره
    من السقوط فور ملاحظة بوادر الغفلة أو الانحراف لا سمح الله. لذا، ينبغي أن تترافق الحرّيّة مع المراقبة أثناء عمليّة التربية. فلا الحرّيّة المطلقة التي يُطالب بها المراهق مقبولة، ولا القيود الشديدة التي يضعها الأهل أحياناً صحيحة ومجدية أيضاً من الناحية التربويّة، بل الطريقة المثلى هي الموازنة بين الأمرين.
    ومن أكبر المشكلات التي يعاني منها المراهق هي اختلاف الوالدين، وعدم انسجامهما مع بعض. فما يُقلِق المراهق ويزعجه هو: التنافر والخلاف، واضطراب العلاقة بين الأبوين. وبالعكس، فإنّ أكبر مصدر للسعادة والراحة والاستقرار بالنسبة للمراهق هو: عند سيادة المودّة والانسجام بين الوالدين. لذا، ينبغي على الأهل بذل الوسع في تحسين العلاقة بينهما على الأسس الشرعيّة والأخلاقيّة؛ لينعم المحيط العائلي بالدفء والسلام المطلوب لبناء روابط عائليّة سليمة. فالأبناء يرون سعادتهم وشقاوتهم من نافذة علاقة أحدهما مع الآخر. إلّا أنّ للآباء لجهة رئاستهم للأسرة ـ الدور الأكبر والأهمّ في خلق التفاهم والانسجام داخل المحيط العائلي.
    روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:إنّ الله لَيُفلِحُ بفلاح الرّجل المؤمن وُلْدَهُ ووُلْدَ وُلْدِهِ، ويحفظه في دوَيْرتهِ ودُوَيْرَاتٍ
    حوله، فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله، ثمّ ذكر الغلامين فقال: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ ألم تر أنّ الله شكر صلاح أبويهما لهما
    يجب على الوالدين أن يملئا أوقات فراغ أبنائهما المراهقين بالبرامج التربويّة المناسبة ومن جملتها: البرامج الرياضية.
    عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: أنّ الله يُبغض كثرة النوم وكثرة الفراغ..
    وإنّ يعمدوا إلى تمضية بعض الوقت معهم في الليل أو النهار وأن ينفّذوا معاً برامج مشتركة قدر الإمكان كقراءة حديث من نهج البلاغة وتفسير آيةٍ من القرآن ونقْل ذكرى جميلةٍ من مراحل الحياة، وغيرها...

    العشرة الصالحة:
    يساهم الأصدقاء بنسبة عالية في تشكّل شخصيّة الشباب الدينيّة والأخلاقيّة. فما أكثر الشباب الذين انحرفوا إثر مجالستهم أصدقاء السّوء، حيث يقولون بعد إدراكهم لخطئهم واشتباههم: ﴿يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾ وقد جاء عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل
    وإنّ خوف المراهق من العزلة قد يدفعه للانخراط في أوساط مجموعة من الزملاء والأقران غير المناسبين، وربما الخطرين أيضاً كلّ ذلك من أجل التغلّب على مشاعر العزلة والنبذ الاجتماعيّ أو لأجل إثبات الذات. من هنا، ينبغي على الأبوين مراقبة علاقات المراهق الاجتماعيّة، خصوصاً من ناحية صداقاته، بالإضافة إلى توعية أبنائهم على كيفيّة إقامة علاقات صحيحة وسليمة مع الآخرين، وكيفيّة انتخاب الأقران.
    المفاهيم الرئيسية
    **********

    1. المراهقة مرحلة تتأرجح بين الطفولة والرشد، وهي مرحلة من النموّ تُعرَف بمشاكلها وعوائقها وصعوباتها الكثيرة، وليس من اليسير تحديد بدايتها ونهايتها بشكل دقيق.
    2. لا يمكن حصر مرحلة المراهقة بسنوات معيّنة؛ لأنّها تختلف باختلاف الأشخاص والمجتمعات. ويمكن تحديد بدايتها بشكل عامّ؛ باعتبارها تتزامن مع البلوغ الجنسيّ.
    3. مرحلة المراهقة مرحلة هامّة للغاية في الحياة، وهي مرحلة تتميّز بخصائصها عن جميع مراحل الحياة الأخرى، منها: القلق، والبحث عن الهويّة، والحرّيّة، والبلوغ.
    4. لأنّ مرحلة الأحداث من أكثر المراحل العمرية تقبّلاً للتربية؛ فقد أولى الإسلام اهتماماً بالغاً بهذه المرحلة العمرية، وجعل العبء الأكبر من هذه المسؤوليّة يقع على عاتق الأهل.
    5. من الوظائف الأساسية المُلقاة على عاتق الأهل تعريف الأبناء على المعارف الدينيّة والإلهيّة، وفتح باب المعرفة أمامهم؛ لينهلوا منه ويتزوّدوا. بالإضافة إلى الأمور العباديّة ـ أيضاً.
    6. على الأهل أن يصنعوا لأولادهم الأنموذج والقدوة الصالحة التي ينبغي أن يُحتذى بها في الحياة؛ لتكون لهم عصمة وملاذاً من الوقوع في فخّ الانبهار بالآخر غير الصالح.
    7. يحتاج المراهق إلى الدعم المعنويّ، وإلى إعطائه فسحة من الحرّيّة؛ ليبدأ برسم معالم تجربته وبناء شخصيّته المستقبلية؛ بالاعتماد على نفسه.
    8. ينبغي الحرص على ملئ وقت الفراغ لدى المراهق بالأمور النافعة في الحياة، ومراقبة صداقاته؛ والأشخاص الذين يعاشرهم بهدوء ورفق.
    التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 02-01-2016, 11:21 PM.

    تعليق


    • #3
      صباحكم نور من الله وبهجة وسرور ..
      من المواضيع التي تشغل بال الاهل والتي يعتبروها من الهموم والتي قد يكبرها الاهل ويعيشون حالات من القلق عند بلوغ اولادهم سن معينه وخصوصا مرحلة المراهقة .
      قد تكون هذه المرحلة مبكرة عند بعض الاولاد ونراهم يعيشونها وذلك بان يجعلون لهم شخصية مميزة اومستقلة وهدفهم بذلك جذب انتباه الكبار اوالاهل وخصوصا الوالدين ،قد تكون هذهالشخصية التي يتخذونها ايجابية ومثمرة لهم وهم بذلك يريحون ابائهم ،وقد تكون العكس بان يثيرون المشاكل اويرتكبون الاخطاء الفادحة والتي يصعب في بعض الاحيان اصلاحها ،هنا يأتي دور الاباء لمعالجتها بشكل صحيح وذلك باحتواء الولد وتوجيهه التوجيه الصحيح بدل من زجره وتعنيفه ومحاسبته على كل عمل يقوم به بل وحتى التقليل من شأنه اوالاستهزاء به ،ان اغلب الاولاد يحتاجون من يأخذ بيدهم وتوجيههم ،فعلينا تنمية مواهبهم وتشجيعهم على المثابرة والنجاح وان نمدهم بكل السبل ان نجعل لهم رأي ونجعل لهم منزلة لكي يشعروا بانهم اعضاء نافعين وانهم امتداد حسن لابائهم .
      قد يكون هنالك جانب تقصيري فيهم ،فهذا ليس معناه ان الدنيا قد توقفت ويجب ان يعاقبوا على كل افعالهم الخاطئة ،قد يكون الخطأ لدى الاباء ولاكن اغلبهم لكبريائه لايعترف بذلك ويذب اويجعل اللوم على ابنه ،ليس القبيح الانعترف بأخطاءنا ولاكن القبيح ان نتمادى بالاصرار على الخطأ ومن الجميل ان نصحح ونعتذر اذا اخطأنا لأننا سوف نكون النموذج والقدوة الحسنة لأبناءنا ،وكما يقال الاعتراف بالخطأ فضيلة لاكن التمادي به سوف يجلب المشاكل ويخلق الصعاب ،وكما يقول المثل ( اذا كبر ابنك خاويه).اي اجعله كأخ لك وحاوره وناقشه واجعله حتى مستشارك ولاتستهزأ به اوتقلل من شأنه قد يكون بالعمر بصغير لاكن رأيه كبير ...
      مع تحيات
      ام محمد جاسم��

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صل على محمد وال محمد
        ************************
        التوازن في التربية ونقصد بذلك التربية على قاعدة (حزم بلين)، إذ أنّ التربية المتوازنة يجب أن تقوم على الموازنة بين الحزم في المواقف التي تتطلب الحزم، واللين عندما يقتضي الأمر ذلك؛ بَيْدَ أن استخدام القسوة الشديدة في التعامل مع المراهقين كما الليونة المفرطة لها أضرارها الجسيمة في بناء شخصيات المراهقين، وتنمية ذواتهم.
        فالتعامل دائماً بقسوة وشدة وغلظة مع المراهقين يؤدي إلى إصابتهم بالعقد النفسية، والأمراض المختلفة، كما أنّه يسبب في تدهور العلاقة بين الآباء والأولاد.
        أمّا التعامل بليونة مفرطة، فقد يؤدي بالمراهقين إلى ارتكاب كلّ الموبقات والمعاصي، والتحلل من أي شعور بالمسؤولية الدينية أو الاجتماعية، والتصرف بدون أي أخلاق، إذ (من أمن العقاب أساء الأدب).
        والمطلوب هو التعامل مع المراهقين باعتدال، فإذا ما أحسن المراهق فمن المهم تشجيعه والثناء عليه حتى تنمو عنده الأعمال الصالحة، أما إذا ما أساء فالمطلوب التدرج في استخدام العقاب، واتباع الأقل درجة في العقاب في البداية ثمّ الأشد منه... وهكذا حتى يشعر المراهق بأنّه غير متروك كي يتصرف كما يشاء.
        ومن الضروري للغاية أن يبدأ الأب بتربية أولاده منذ الصغر، لأن ذلك يساعد كثيراً على حسن السلوك في فترة المراهقة ومرحلة الشباب، ولذلك يقول الإمام عليّ (ع): "إنما قلب الحدث كالأرض الخالية من ألقي فيها من شيء إلا قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك، ويشتغل لبك" وقال الإمام عليّ (ع) أيضاً: "خير ما ورَّثَ الآباء الأبناء الأدب" وقال (ع): "إنّ الناس إلى صالح الأدب أحوج منهم إلى الفضة والذهب" وقال لقمان لابنه: "يا بنيَّ! إن تأدبت صغيراً انتفعت به كبيراً".
        والمشكلة أن بعض الآباء لا يهتمون بتربية أولادهم في الصغر، وعندما يصلون لمرحلة يجدون صعوبة بالغة في القدرة على التعامل معهم، أو التأثير فيهم، أو تغيير بعض سلوكياتهم وتصرفاتهم الخاطئة، ولذا من المهم للغاية أن يدرك الآباء أنّ التربية يجب أن تبدأ منذ نعومة أظافر الأولاد، حيث تكوين شخصية الإنسان تبدأ من مرحلة الطفولة، وعندما يتقن الوالدان التربية المتوازنة لأولادهم من مرحلة الطفولة فلن يجدا صعوبة في التعامل معهم في فترة المراهقة.
        الاهتمام الشامل ونقصد به أن يهتم الآباء بكل الحاجات التي تهم المراهقين، كالحاجات النفسية، والحاجات العقلية، والحاجات المادية، والحاجات المعنوية... وجميع ما يحتاجه المراهقون من حاجات وأشياء.
        ومن الأخطاء التي يرتكبها بعض الآباء هو الاهتمام بتوفير الحاجات المادية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن... إلى غير ذلك من المتطلبات المادية، وإهمال الجوانب والمتطلبات والمستلزمات الأخرى، وهو ما يؤدي إلى مشاكل متعددة في مسيرة المراهقين، وفي العلاقة بينهم وبين آبائهم.
        من هنا نؤكد على ضرورة الاهتمام الشامل بكل ما يحتاجه المراهقون من مستلزمات وحاجات مختلفة، وعدم الاقتصار على تلبية المتطلبات المادية، لأنّها قاصرة لوحدها عن تلبية الحاجات الأساسية التي يحتاجها الإنسان في حياته.
        فبالإضافة لضرورة توفير الحاجات المادية، يجب الاهتمام بتوفير الحاجات العاطفية من إضفاء أجواء المحبة والمودة والعطف والحنان للمراهقين من قبل آبائهم، إذ كثيراً ما نجد أنّ بعض المشاكل ناتجة من نقص في الزاد العاطفي الذي يحتاجه الأبناء من قبل الأسرة؛ مما يؤدي بالمراهقين للبحث عن هذه الحاجة الضرورية في مكان آخر، وبطرق غير مشروعة في كثير من الأحيان!
        وفي الجانب العقلي على الآباء توفير المناخ المناسب للاهتمام بالمطالعة والقراءة، وإهداء الأبناء كتاباً كلّ شهر – مثلاً – لتعويدهم على القراءة المفيدة، لأنّ العلم هو غذاء العقل، وتشجيع الأبناء على زيارة العلماء، وارتياد المكتبات، ومتابعة الحركة الثقافية المتجددة.
        وهكذا، يجب الاهتمام بكل ما يحتاجه المراهقون من مستلزمات مختلفة، لأنّ هذا يشكل قاعدة هامة في التعامل السليم مع المراهقين.
        الاسرة القدوة :للوالدين دور مهم ورئيس في شخصية المراهق، فكلما كان الوالدان بمثابة (القدوة الحسنة) للأولاد فإن ذلك يؤثر إيجابياً في مسيرة وحياة المراهقين، أما إذا كان الوالدان يقدمان لأولادهم المراهقين (القدوة السيئة) فالنتائج ستكون وخيمة وسلبية للغاية في تكوين الكيان الشخصي لهم.
        وعندما يكون الأب ملتزماً بتعاليم الدين وقيمه، وكذلك الأُم فسيترك ذلك أثراً قوياً في تدين الولد المراهق، أو على الأقل عدم انحرافه. أما إذا كان الوالدان غير ملتزمين بأيّة قيم دينية أو أخلاقية فلا يمكن للمراهق – غالباً – إلا أن يكون صورة طبق الأصل لوالديه.
        ثمة شيء آخر يجب أن نلفت إليه الأنظار وهو أنّ الخلافات الزوجية، ومعرفة الأولاد بذلك، يؤدي في كثير من الأحيان إلى تحطم الأولاد، وبروز العقد النفسية لديهم.
        ويمكننا أن نشير إلى أهم المشاكل التي تحدث بين الأبوين وتؤثر سلباً على الأولاد:
        1- موت أحد الأبوين والافتقار إلى الولي المخلص والمناسب.
        2- انفصال الأبوين عن بعضهما بسبب الطلاق.
        3- حدوث الشجار والصراخ والمهاترات المستمرة والدائمة بين الأبوين، وربما تطور ذلك إلى استخدام أساليب القوة والضرب والعنف!
        4- انحراف الأبوين أو أحدهما باستخدام المخدرات أو المسكرات أو ارتكاب الفواحش والموبقات، ويشتد خطر ذلك بالتظاهر أمام الأولاد بفعل ذلك!
        5- هروب أحد الأبوين من المنزل، وعدم معرفة مصيره، أو معرفة ذلك وغيابه الكلي عن الأسرة.
        6- إصابة أحد الوالدين بأمراض نفسية أو جسمية، وفقدان القدرة على القيام بمسؤولياته تجاه أسرته.
        هذه المشاكل وغيرها التي تحدث في بعض الأسر في مجتمعنا تولد لدى الأولاد المراهقين المزيد من الإحباط والقلق والاضطراب، والخوف من المستقبل، والنظرة للحياة بتشاؤم وسلبية شديدة، والشعور بعقدة الحقارة والدونية... مما يؤدي إلى تصرف المراهقين بشكل خاطئ، والقيام بسلوكيات عدوانية تجاه الأسرة والمجتمع.
        في المقابل عندما تستطيع الأسرة أن تقدم لأولادها القدوة الصالحة من الالتزام بتعاليم الدين، والحفاظ على شعائره، والتحلي بأخلاقيات الإسلام وآدابه، ونقاء العلاقات الزوجية وصفوها من أي مكدرات أو سلبيات؛ عندها تكون الأسرة كالشمس التي تبعث أشعتها الدافئة في كلّ الاتجاهات، فتغمر الأولاد بالحب والعطف والحنان، وتؤثر فيهم بطريقة إيجابية وجميلة، وهو ما يولد في شخصيات المراهقين الشعور بالفخر والاعتزاز بأسرتهم، والسير على نهجهم، والاقتداء بأخلاقهم، والالتزام بطاعة الوالدين ومحبتهم.
        5- احترام المراهق:
        من القواعد الهامة جدّاً في التعامل مع المراهق هو احترام شخصيته، وإشعاره بأنّه قد أصبح إنساناً له كامل الحق في التعبير عن ذاته، وفي تلبية مطالبه المشروعة، بل واستشارته في بعض الأمور التي تخصه مباشرة. ومثل هذا التعامل الإنساني يخلق لديه الثقة بالنفس، ويدفعه لتفجير مواهبه وطاقاته الكامنة، ويشجعه نحو التعبير عن آرائه بدون خوف أو وجل.
        أمّا التعامل مع المراهق على أنّه إنسان طائش، ولا يفهم أي شيء، ويتصرف كالمجنون، ويُنظَر إليه باستخفاف ودونية واحتقار، فذلك يؤدي به إلى الشعور بالحقارة والضعة، ويفقده الثقة بنفسه، ويولد لديه الكثير من العقد النفسية، ويدمر المواهب والطاقات الكامنة في شخصيته، ويهز الثقة بوالديه وبمن حوله.
        ويمكن الإشارة إلى بعض الأقوال أو الأفعال التي تكرس لدى المراهق الشعور بالإهانة وعدم الاحترام:
        1- مناداة المراهق بألقاب غير مقبولة، وغير محترمة ولا لائقة، من قبيل: يا مراهق، يا طائش، يا غبي، يا ما تفهم، يا أحمق، يا صغير... إلى غير ذلك من الألفاظ والألقاب التي يُنَادى بها المراهق.
        2- توجيه أقسى العبارات، وأغلظ الأقوال للمراهق أمام زملائه، أو أي تجمع آخر.
        3- الاستهانة بقدرات وطاقات المراهق، وعدم إعطائه أي فرصة لإثبات كفاءته وقدراته.
        4- عدم الاستماع أو الإنصات من قبل الوالدين لأسئلة المراهق، والاستخفاف بها، والسخرية منها.
        5- عدم استشارة الولد المراهق في القضايا التي تخصه، وترتبط بحياته، وفرض الأمور بالقوة والضغط عليه.
        6- التقليل من أي إنجاز أو عمل يقوم به المراهق، والاستهانة بقدراته ومواهبه.
        7- توجيه الذم والتوبيخ للمراهق أمام الآخرين، ورفع الصوت ضده، وإحراجه بدون أي تحفظ.
        هذه بعض التصرفات الكلامية أو الفعلية التي يمارسها بعض الآباء والأُمّهات ضد أولادهم المراهقين، مما تعكس الاستهانة بشخصياتهم، والتقليل من مكانتهم، والاستخفاف بمواهبهم، وهذا النوع من التعامل مع المراهق يؤدي إلى الانزواء عن الأهل والعائلة، وإعاقة نمو القدرات والمواهب لديه، والإصابة بالأمراض النفسية، وربما الدخول إلى مستشفى المجانين!!
        أما إذا احترمت شخصية المراهق، فإنّ ذلك يؤدي إلى شعوره بأهميته وموقعه ومكانته في الأسرة والمجتمع، وهذا يدفعه نحو المزيد من العطاء والإبداع والابتكار، ويحفزه على تفجير قدراته ومواهبه، وينمي لديه الثقة بنفسه.
        ويمكن أن نضرب بعض الأمثلة التي تدل على احترام شخصية المراهق من قبيل:
        1- مناداة المراهق بأحلى الألقاب وأجملها إلى نفسه وقلبه.
        2- التشاور مع المراهق في القضايا التي تخصه، وترتبط بمسيرة حياته.
        3- إعطاء المراهق بعض الحرية في التصرف في شؤونه، ورسم مستقبل حياته، مع التوجيه والإرشاد والنصح العائلي له.
        4- إيكال بعض الواجبات والمهام إليه للقيام بها للتعبير عن الإيمان بقدراته وإمكاناته ومواهبه.
        5- إكرام المراهق أمام الأهل والأقارب والأصدقاء والزملاء.
        6- تقديم بعض الهدايا الثمينة أو القيّمة إليه إذا قام بأية إنجازات مهمة سواء في دراسته أو عمله أو حياته.
        7- إسباغ الثناء والتشجيع عليه إذا ما حقق أي تفوق سواء في الدراسة أو العمل أو مسيرته في الحياة.
        8- توظيف قدرات وطاقات المراهق في الإبداع والابتكار والاكتشاف، واستثمار كلّ موهبة عنده بما يخدم مصلحته ومصلحة مجتمعه.
        وبهذه الأمور وغيرها نستطيع أن نثبت للمراهق أنّه في محل الإكرام والاحترام والتقدير، وهذا يساعد على سرعة نمو القدرات العقلية والنفسية والجسمية لديه، ويولد لديه الفاعلية الإيجابية في حياته، وينمي عنده حسن القيادة والريادة في شخصيته.
        المصدر: كتاب كيف تتعامل مع أولادك المراهقين؟

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X