كيف يتحول الإنسان من إنسان غير منتظر إلى إنسان منتظر ويمهد لظهوره الشريف (عجّل الله فرجه)؟
الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الانتظار لغة معناه التوقع والترقب. [لسان العرب - ابن منظور: ج١، ص٤٢٤]
ولأن الانتظار هنا قد أضيف إلى الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وليس لشيء آخر، فهذا يقتضي بطبيعة الحال المعرفة السابقة والوعي العقائدي لما يعنيه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذي ادّخرته السماء لمشروعها، وإذا كان الأمر كذلك فلابد في تحقق الانتظار من التعرف على رسالة هذا المشروع في أصوله وأسسه، وبدون ذلك يعود التفاجؤ والاستغراب هو الحالة والظاهرة التي تطغى علينا، ولأجل ذلك نجد أن الإمام الصادق (عليه السلام) يضع عقيدة الانتظار في سياق مسبوق بعدة شروط فيقول (عليه السلام): ألا أخبركم بما لا يقبل الله (عزَّ وجلَّ) من العباد عملاً إلّا به؟ فقلت: بلى. فقال: شهادة أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، والإقرار بما أمر الله، والولاية لنا، والبراءة من أعدائنا، والورع والاجتهاد والطمأنينة والانتظار للقائم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٠٧]، والحديث كما هو واضح يضع للانتظار مستويين وبُعدين يسبقانه، أحدهما يرتبط بالجانب العقائدي والآخر يرتبط بالجانب العملي، فأمّا في البُعد الأول فلابد أن يكون المنتظر الحقيقي متوفراً على الوعي العقائدي لدينه وأصول دينه، ثم الإقرار بما يريده تعالى، وأمّا البُعد الثاني فهو الذي يرتبط بالجانب العملي من الالتزام وأداء التكاليف الشرعية، ويمكن ترجمة هذين البعدين في عدة خطوات:
١ - المعرفة الواعية: إن أهم ما يجعل الإنسان منتظراً متلهفاً لنصرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أن يمتلك المعرفة بالمبادئ والقواعد التي تقوم عليها الدولة المهدوية، فهذا هو نصف الطريق لتحقيق الانتظار، ولهذا يحذر الإمام الصادق (عليه السلام) أبا بصير من الانتظار الذي يفتقد لهذا العنصر، كما جاء في أصول الكافي عنه: قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جُعلت فداك، متى الفرج؟ فقال: يا أبا بصير، وأنت ممّن يريد الدنيا؟ من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٧١]
٢ - التربية الروحية: وتتمثل في السعي الحثيث والجاد لتهذيب النفس وتحليتها بالأخلاق الفاضلة وتقوى الله والورع عن محارمه، فقد جاء في الحديث الشريف عن أبي عبد الله (عليه السلام): من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظِر، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظِر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٠٧]
٣ - الانتظار العملي: بمعنى التهيؤ والاستعداد النفسي، بل والمحسوس أيضاً، ضرورة أن القضايا الشكلية الخارجية لها قيمتها وأهميتها في القضايا الغيبية.
كما جاء في الغيبة للشيخ النعماني، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليُعدَّن أحدُكم لخروج القائم ولو سهماً، فإن الله إذا علم ذلك من نيّته رجوت لأن ينسئ في عمره حتّى يدركه، ويكون من أعوانه وأنصاره. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣٣٥]
٤ - الصمود والمواصلة وعدم اليأس في عصر الغيبة: فإن الامتحان والغربلة وتكالب الأعداء والتشكيك بجدوى الانتظار بالإضافة إلى نوازع الشرّ والشهوات الكامنة في أعماق النفوس، كلّها مصادر خطر على الدين، والمطلوب من الفرد المنتظِر أن يقف في مواجهة جميع هذه التحدّيات، عن يمان التمّار، قال: كنّا عند أبي عبد الله (عليه السلام) جلوساً فقال لنا: إنَّ لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد. - ثمّ قال هكذا بيده -، فأيّكم يُمسِك شوك القتاد بيده؟ - ثمّ أطرق مليَّاً -، ثمّ قال: إنَّ لصاحب هذا الأمر غيبة فليتَّق الله عبد وليتمسَّك بدينه. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٣٥]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
من مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام
الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الانتظار لغة معناه التوقع والترقب. [لسان العرب - ابن منظور: ج١، ص٤٢٤]
ولأن الانتظار هنا قد أضيف إلى الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وليس لشيء آخر، فهذا يقتضي بطبيعة الحال المعرفة السابقة والوعي العقائدي لما يعنيه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذي ادّخرته السماء لمشروعها، وإذا كان الأمر كذلك فلابد في تحقق الانتظار من التعرف على رسالة هذا المشروع في أصوله وأسسه، وبدون ذلك يعود التفاجؤ والاستغراب هو الحالة والظاهرة التي تطغى علينا، ولأجل ذلك نجد أن الإمام الصادق (عليه السلام) يضع عقيدة الانتظار في سياق مسبوق بعدة شروط فيقول (عليه السلام): ألا أخبركم بما لا يقبل الله (عزَّ وجلَّ) من العباد عملاً إلّا به؟ فقلت: بلى. فقال: شهادة أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، والإقرار بما أمر الله، والولاية لنا، والبراءة من أعدائنا، والورع والاجتهاد والطمأنينة والانتظار للقائم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٠٧]، والحديث كما هو واضح يضع للانتظار مستويين وبُعدين يسبقانه، أحدهما يرتبط بالجانب العقائدي والآخر يرتبط بالجانب العملي، فأمّا في البُعد الأول فلابد أن يكون المنتظر الحقيقي متوفراً على الوعي العقائدي لدينه وأصول دينه، ثم الإقرار بما يريده تعالى، وأمّا البُعد الثاني فهو الذي يرتبط بالجانب العملي من الالتزام وأداء التكاليف الشرعية، ويمكن ترجمة هذين البعدين في عدة خطوات:
١ - المعرفة الواعية: إن أهم ما يجعل الإنسان منتظراً متلهفاً لنصرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أن يمتلك المعرفة بالمبادئ والقواعد التي تقوم عليها الدولة المهدوية، فهذا هو نصف الطريق لتحقيق الانتظار، ولهذا يحذر الإمام الصادق (عليه السلام) أبا بصير من الانتظار الذي يفتقد لهذا العنصر، كما جاء في أصول الكافي عنه: قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جُعلت فداك، متى الفرج؟ فقال: يا أبا بصير، وأنت ممّن يريد الدنيا؟ من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٧١]
٢ - التربية الروحية: وتتمثل في السعي الحثيث والجاد لتهذيب النفس وتحليتها بالأخلاق الفاضلة وتقوى الله والورع عن محارمه، فقد جاء في الحديث الشريف عن أبي عبد الله (عليه السلام): من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظِر، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظِر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٠٧]
٣ - الانتظار العملي: بمعنى التهيؤ والاستعداد النفسي، بل والمحسوس أيضاً، ضرورة أن القضايا الشكلية الخارجية لها قيمتها وأهميتها في القضايا الغيبية.
كما جاء في الغيبة للشيخ النعماني، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليُعدَّن أحدُكم لخروج القائم ولو سهماً، فإن الله إذا علم ذلك من نيّته رجوت لأن ينسئ في عمره حتّى يدركه، ويكون من أعوانه وأنصاره. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣٣٥]
٤ - الصمود والمواصلة وعدم اليأس في عصر الغيبة: فإن الامتحان والغربلة وتكالب الأعداء والتشكيك بجدوى الانتظار بالإضافة إلى نوازع الشرّ والشهوات الكامنة في أعماق النفوس، كلّها مصادر خطر على الدين، والمطلوب من الفرد المنتظِر أن يقف في مواجهة جميع هذه التحدّيات، عن يمان التمّار، قال: كنّا عند أبي عبد الله (عليه السلام) جلوساً فقال لنا: إنَّ لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد. - ثمّ قال هكذا بيده -، فأيّكم يُمسِك شوك القتاد بيده؟ - ثمّ أطرق مليَّاً -، ثمّ قال: إنَّ لصاحب هذا الأمر غيبة فليتَّق الله عبد وليتمسَّك بدينه. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٣٥]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
من مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام
تعليق