بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ) [البقرة: ۲۳۸]
تعالوا نسلط الضوء على هذه الاية القرانية الشريفة لكي نعرف مالمراد منها حسب ما حققه علماء التفسير
مادة (حفظ) تأتي بمعنى المواظبة على الشيء والإقبال عليه مرة بعد أخرى، والمحافظة على الصلوات هي المواظبة عليها، بإقامتها في أوقاتها بحدودها وشرائطها، والإقبال عليها بالإخلاص والخشوع والخضوع.
فالمحافظة أخصّ من مطلق الإتيان، لأن الحفظ عبارة عن التفقّد والتّعهد والرعاية.
وإنما عبّر سبحانه وتعالى بهذا اللفظ المشعر بفعل الاثنين، لبيان أنّ كلّ مَن حافظ على الصلاة وأدّاها على ما هي عليه في الواقع، هي أيضاً تحافظ على رعايته، فهي تردعه عن الفحشاء والمنكر، كما قال تعالى: ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ (العنكبوت: 45]، وفي السنة الشريفة من ذلك الشيء الكثير.
وللصلاة أنحاء من الوجودات والمظاهر، فهي في هذا العالم مركبة من جملة من الأعراض، وفي عالم آخر لها وجود مستقل تمدح فاعلها وتشفع له أو تذمه وتلعنه، وفي نشأة أخرى: غيب الغيوب، تكون من صقع الآية جل جلاله لا يعلمها إلا هو.
والصلوات في الإسلام من أهم العبادات التي أمر الناس بها، فهي عمود الدين، إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها.
تنهی عن المنكر والفحشاء أقصر فذاك منتهی الثّناء
وأعدادها كثيرة، والواجب منها الصلوات الخمس المعروفة بين المسلمين، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وشرحتها السنة المقدسة شرحا وافياً، وبيّنت أركانها وشروطها وآدابها وسائر جهاتها بيانا قولياً وعملياً .
قوله تعالى: (وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ) (البقرة: ۲۳۸).
تخصيص بعد تعمیم، للاهتمام والترغيب إليها.
والوسطى تأنيث الأوسط، وهو من الأمور الإضافية ، يصح إطلاقه على ما يقع وسطاً بين الاثنين أو أكثر، ولهذا اختلف العلماء في تعيين الوسطى من الصلاة:
فقيل: إنها الصبح لكونها وسطاً بين فرائض الليل وفرائض النهار، والقيام إليها شديد، وقال به جمع من أصحاب رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلّم”.
وقيل: إنها الظهر، لأنها وسط بين العشاء والصبح، والعصر والمغرب، وأنها وسط النهار المبتديء من طلوع الفجر والمنتهي بغروب الشمس، ولأنها أول صلاة صلِّيت في الإسلام، وفي قراءة عائشة وحفصة: “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر” بالواو،
و مذهب أهل البيت “عليهم السلام”: أنها صلاة الظهر – كما يأتي في البحث الروائي بل يمكن أن يستشهد له بقوله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ ۚ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ [هود: 114)، حيث إنه تعالى لم يذكر صلاة الوسطى بين الطرفين، وخصوصا بعد الأمر في قوله تعالى: أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ {الإسراء : ۷۸}، المتفق بين المسلمين على أنها صلاة الظهر، المعبَّر عنها في لسان علي “عليه السلام” صلاة الأوّابين.
وفي الكافي: عن زرارة، عن أبي جعفر “عليه السلام”: عمّا فرض الله “تعالى” من الصّلاة، فقال “عليه السلام” : خمس صلوات في الليل والنهار. فقلت: فهل سمّاهنّ وبيّنهنّ في كتابه؟ قال: نعم، قال الله تبارك وتعالى لنبيّه”صلى الله عليه وآله وسلّم”: أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ [الإسراء : ۷۸]، ودلوكها زوالها، ففيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات، سماهنّ ووقّتهنّ، وغسق الليل هو انتصافه، ثم قال : وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ کانَ مَشْهُوداً الإسراء: ۷۸] فهذه الخامسة .
المصدر/ تفسير مواهب الرحمن للسيد عبد الاعلى السبزواري رحمه الله عليه
اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ) [البقرة: ۲۳۸]
تعالوا نسلط الضوء على هذه الاية القرانية الشريفة لكي نعرف مالمراد منها حسب ما حققه علماء التفسير
مادة (حفظ) تأتي بمعنى المواظبة على الشيء والإقبال عليه مرة بعد أخرى، والمحافظة على الصلوات هي المواظبة عليها، بإقامتها في أوقاتها بحدودها وشرائطها، والإقبال عليها بالإخلاص والخشوع والخضوع.
فالمحافظة أخصّ من مطلق الإتيان، لأن الحفظ عبارة عن التفقّد والتّعهد والرعاية.
وإنما عبّر سبحانه وتعالى بهذا اللفظ المشعر بفعل الاثنين، لبيان أنّ كلّ مَن حافظ على الصلاة وأدّاها على ما هي عليه في الواقع، هي أيضاً تحافظ على رعايته، فهي تردعه عن الفحشاء والمنكر، كما قال تعالى: ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ (العنكبوت: 45]، وفي السنة الشريفة من ذلك الشيء الكثير.
وللصلاة أنحاء من الوجودات والمظاهر، فهي في هذا العالم مركبة من جملة من الأعراض، وفي عالم آخر لها وجود مستقل تمدح فاعلها وتشفع له أو تذمه وتلعنه، وفي نشأة أخرى: غيب الغيوب، تكون من صقع الآية جل جلاله لا يعلمها إلا هو.
والصلوات في الإسلام من أهم العبادات التي أمر الناس بها، فهي عمود الدين، إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها.
تنهی عن المنكر والفحشاء أقصر فذاك منتهی الثّناء
وأعدادها كثيرة، والواجب منها الصلوات الخمس المعروفة بين المسلمين، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وشرحتها السنة المقدسة شرحا وافياً، وبيّنت أركانها وشروطها وآدابها وسائر جهاتها بيانا قولياً وعملياً .
قوله تعالى: (وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ) (البقرة: ۲۳۸).
تخصيص بعد تعمیم، للاهتمام والترغيب إليها.
والوسطى تأنيث الأوسط، وهو من الأمور الإضافية ، يصح إطلاقه على ما يقع وسطاً بين الاثنين أو أكثر، ولهذا اختلف العلماء في تعيين الوسطى من الصلاة:
فقيل: إنها الصبح لكونها وسطاً بين فرائض الليل وفرائض النهار، والقيام إليها شديد، وقال به جمع من أصحاب رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلّم”.
وقيل: إنها الظهر، لأنها وسط بين العشاء والصبح، والعصر والمغرب، وأنها وسط النهار المبتديء من طلوع الفجر والمنتهي بغروب الشمس، ولأنها أول صلاة صلِّيت في الإسلام، وفي قراءة عائشة وحفصة: “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر” بالواو،
و مذهب أهل البيت “عليهم السلام”: أنها صلاة الظهر – كما يأتي في البحث الروائي بل يمكن أن يستشهد له بقوله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ ۚ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ [هود: 114)، حيث إنه تعالى لم يذكر صلاة الوسطى بين الطرفين، وخصوصا بعد الأمر في قوله تعالى: أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ {الإسراء : ۷۸}، المتفق بين المسلمين على أنها صلاة الظهر، المعبَّر عنها في لسان علي “عليه السلام” صلاة الأوّابين.
وفي الكافي: عن زرارة، عن أبي جعفر “عليه السلام”: عمّا فرض الله “تعالى” من الصّلاة، فقال “عليه السلام” : خمس صلوات في الليل والنهار. فقلت: فهل سمّاهنّ وبيّنهنّ في كتابه؟ قال: نعم، قال الله تبارك وتعالى لنبيّه”صلى الله عليه وآله وسلّم”: أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ [الإسراء : ۷۸]، ودلوكها زوالها، ففيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات، سماهنّ ووقّتهنّ، وغسق الليل هو انتصافه، ثم قال : وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ کانَ مَشْهُوداً الإسراء: ۷۸] فهذه الخامسة .
المصدر/ تفسير مواهب الرحمن للسيد عبد الاعلى السبزواري رحمه الله عليه
تعليق