إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، (الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، (الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً)

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد

    قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً..[1].
    ﴿الْأَرْضَ فِرَاشًا﴾: أي جعلها ملائمة لطبائعكم موافقة لأجسادكم مطاوعة لحرثكم وأبنيتكم ودفن موتاكم لم يجعلها شديدة الحمى والحرارة فتحرقكم ولا شديدة البرودة فتجمدكم ولا شديدة طيّب الرّيح فتصدع هاماتكم ولا شديدة النتن فتعطبكم ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في حرثكم وأبنيتكم ودفن موتاكم ولكنه جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به وتتماسكون وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم وجعل فيها من اللين ما تنقاد به لدوركم وقبوركم وكثير من منافعكم
    وقيل: ومعنى جعلها فراشا جعل بعضها بارزا من الماء مع اقتضاء طبعها الرسوب وجعلها متوسطة بين الصلابة واللين صالحة للقعود عليها والنوم فيها كالبساط المفروش وليس من ضرورة ذلك كونها سطحا حقيقيا وهو الذي له طول وعرض فان كرية شكلها مع عظم جرمها مصححة لافتراشها.
    ﴿وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾: إي سقفا من فوقكم محفوظا يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم.
    وقيل: ﴿السَّمَاءَ﴾ وهو ما علاك واظلك، ﴿بِنَاءً﴾ قبة مضروبة عليكم وكل سماء مطبقة على الاخرى مثل القبة والسماء الدنيا ملتزقة اطرافها على الأرض.
    ويمكن أن يراد بالبناء العمران في مقابل الخراب وليس المراد بالعمران والخراب ما ندركه بأبصارنا الظاهرية فقط بل لها معان أخرى لا يحيط بها إلاّ اللّه تعالى، وقد روي عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : ((إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ إِنَّ اَلسَّمَاءَ أَطَّتْ وَحَقٌّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ مَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِداً لِلَّهِ))
    [2].
    وقال فتح الله بن شكر الله‏ الكاشاني في تفسيره: (﴿جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا﴾ أي صيّر بعض جوانبها بارزا عن الماء، مع ما في طبع الماء من الإحاطة بها، وجعلها متوسّطة بين الصلابة واللطافة، حتى صارت مهيّأة لأن يقعدوا ويناموا عليها كالفراش المبسوط، وذلك لا يستدعي كونها مسطّحة، لأنّ كرويّة شكلها مع عظم حجمها واتّساع جرمها لا تأبى الافتراش عليها.
    ﴿واَلسَّماءَ بِناءً‌﴾ أي: جعلها قبّة مضروبة عليكم.
    والسماء اسم جنس يقع على الواحد والمتعدّد، كالدينار والدرهم.
    وقيل: جمع سماءة.
    والبناء مصدر سمّي به المبنيّ‌، بيتا كان أو قبّة أو خباء.
    ومنه: بنى على امرأته، لأنّهم كانوا إذا تزوّجوا ضربوا عليها خباء جديدا.
    واعلم أنّ اللّه سبحانه قدّم في هاتين الآيتين من موجبات عبادته ومكوّنات حقّ الشكر له خلقهم أحياء قادرين أوّلا، لأنه سابقة أصول النعم ومقدّمتها، والسبب في التمكّن من العبادة والشكر
    وغيرهما، ثم خلق الأرض الّتي هي مكانهم ومستقرّهم الّذي لا بدّ لهم منه، وهي بمنزلة عرصة المسكن ومتقلّبه ومفترشه، ثم خلق السّماء الّتي هي كالقبّة المضروبة والخيمة المطنبة على هذا القرار، ثم ما سوّاه عزّ وجلّ من شبه عقد النكاح بين السماء والأرض بإنزال الماء منها عليها، والإخراج به من بطنها أشباه النسل المنتج من الحيوان من ألوان الثمار رزقا لبني آدم، ليكون ذلك معتبرا ومتسلّقا إلى النظر الموصل إلى التوحيد والاعتراف، ونعمة يتعرّفونها فيقابلونها بلازم الشكر، ويتفكّرون في خلق أنفسهم وخلق ما فوقهم وتحتهم، وأن شيئا من هذه المخلوقات كلّها لا يقدر على إيجاد شيء منها، فيتيقّنوا عند ذلك أن لا بدّ لها من خالق ليس كمثلها، حتى لا يجعلوا المخلوقات له أندادا، وهم يعلمون أنّها لا تقدر على نحو ما هو عليه قادر.
    ولا يخفى على الذكيّ اللبيب المتأمّل أن مضمون الآيتين هو الأمر بعبادة اللّه تعالى، والنهي عن الإشراك به، والإشارة إلى ما هو العلّة والمقتضي، وهو أنّه رتّب الأمر بالعبادة على صفة الربوبيّة إشعارا بأنّها العلّة لوجوبها، ثم بيّن ربوبيّته بأنّه تعالى خالقهم وخالق أصولهم وما يحتاجون إليه في معاشهم من السماء والأرض والمطاعم والملابس، فإنّ الثمرة أعمّ من المطعوم والملبوس، والرزق أعمّ من المأكول والمشروب)
    [3].



    [1] سورة البقرة، الآية: 22.
    [2] بحار الأنوار، ج 56، ص 202.
    [3] زبدة التفاسير، ج 1، 83.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 18-04-2024, 05:48 PM.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​
      ​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X