دعاء الليلة الثلاثون من شهر رمضان المبارك .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
فمن الأدعية في هذه الليلة دعاء وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة، وهو دعاء ليلة الثلاثين :
الحمد لله الذي كمل صيامي أيام شهره الشريف من غير إفطار ، وأقبل بوجهي فيه إلى طاعته من غير إدبار ، واستنهضني إليه للاعتراف بذنوبي من غير إصرار ، وأوجب لي بإنعامه الإقالة من العثار ، ووفقني للقيام في لياليه إليه داعيا وله مناديا ، أستوهب وأستميح العيوب ، وأتقرب بأسمائه وأستشفع بآلائه ، وأتذلل بكبريائه .
وهو تبارك اسمه في كل يصرفني بقوة الرجاء والتأميل ، عن الشك في رحمته ، لتضرعي إلى التحصيل ، ثقة بجوده ورأفته ، وسعيا لاشفاقه وعطفه .
اللهم هذا شهرك وقد كمل ومضى ، وهذا الصيام قد تم وانقضى ، قدم وكره قدومه تمكن ما في النفوس ، من لذاتها ونفورها من مفارقة عاداتها ، فما ورد حتى ذللها بطاعته ، وأشخصها إلى طلب رحمته .
فكان نهار صيامنا يذكر لديك ، وليلة قيامنا يوقد عليك ، وارهب القلوب ، وعادل الذنوب ، وأخضع الخدود ، ورفع إليك الراحات ، واستدر العبرات ، بالنحيب والزفرات ، أسفا على الزلات ، واعترافا بالهفوات ، واستقالة للعثرات .
فرحمت وعطفت ، وسترت وغفرت ، وأقلت وأنعمت ، فعاد حبيبا مألوفا قربه ، وقادما يكره فراقه .
فعليه السلام من شهر ودعته بخير أودعته ، وبعد منك قربه ، وغنم من فضلك استجلبه ، وفضائح تقدمت عندك هدرها ، وقبائح محاها ونثرها ، وخيرات نشرها ، ومنافع نثرها ، ومنن منك وفرها ، وعطايا كثرها ، وداع مفارق خلف خيراته ، وأسعد بركاته ، وجاد بعطاياه .
اللهم فلك الحمد مني حمد من لا يخادع نفسه تقدم جزعها منه ، ولا يجحد نعمتك في الذي أفدته ومحوته عنه ، سائل لك أن تعرض عما اعتمدته فيه ، ولم يعتمده من زللـه ، إعراض المتجافي العظيم ، وأن تقبل علي بتيسير ما تقربت به إقبال الراضي الكريم، أن ينظر إلي بنظرة البر الرؤوف الرحيم .
اللهم عقب علي بغفرانك في عقباه ، وآمني من عذابك ما أخشاه ، وقني من صنوفه ما أتوقاه ، واختم لي في خاتمته بخير تجزل منه عطيتي ، وتشفع فيه مسألتي ، وتسد به فاقتي ، وتنفي به شقوتي ، وتقرب به سعادتي ، وتملأ يدي من خيرات الدارين ، بأفضل ما ملأت به يد سائل ، ورجعت به أمل آمل .
وتمنحني في والدي وفي جميع المؤمنين والمؤمنات الغفران والرضوان ، وتذكرهم منك بإحسان تنيل أرواحهم مسرة رضوانك ، وتوصل إليها لذة غفرانك ، ترعاها في رياض جنانك ، بين ظلال أشجارها ، وجداول أنهارها ، وهنيئ ثمارها ، وكثير خيراتها ، واستواء أقواتها ، وصنوف لذاتها ، وسائغ بركاتها .
وأحينا لورود هذا الشهر عائدا في قابل عامنا بهدم أوزارنا وآثامنا إلى القربات منك سبيلا ، وعليها وإليها رسيلا ، يا أقدر القادرين ، يا أجود المسؤولين .
اللهم إني كل ما لفظت به إليك جل ثناؤك ، من تمجيد ، وتحميد ووصف لقدرتك وإقرار بوحدانيتك ، وإرضائك من نضيبي إليك ، ومن إقبالي بالثناء عليك ، فهو بتوفيقك .
فلك الحمد يا قاضي ما يرضيك ، وإن كان من أيسر نعمك لا نكافيك ، ثم بهداية محمد نبيك صلى الله عليه وآله وسفارته وإرشاده ودلالته ، فقد أوجبت له بذلك من الحق عندك وعلينا ما شرفته به ، وأوعزت به إلينا .
اللهم فكما جعلته لهدايتنا علما ، وإليك لنا طريقا وسلما ، ومن سخطك ملجا ومعتصما ، وفينا شفيعا مقدما ، ومشفعا مكرما ، وكان لا مكافاة له إلا منك ، ولا اتكال من مجازاته إلا عليك ، وكنا عن حقه بأنفسنا وأموالنا مقصرين ، وكان فيها من الزاهدين ، عنها من الراغبين ، ولسنا إلى تأتيه بواصلين، ولا عليها بقادرين، فاجزه عنا بأفضل صلواتك، وأطيب تحياتك .
اللهم صل عليه صلاة تمد منك بشرائف حبواتك ، وكرائم عطياتك ، وموفور خيراتك ، وميسور هباتك ، صلاة تكثر وتكشف حتى لا تنقطع ، ولا تضعف ، صلاة تتدارك وتتصل حتى لا تختل ولا تنفصل ، صلاة تتوالى وتتسق حتى لا تتشعب ولا تفترق ، صلاة تدوم وتتواتر ، وتتضاعف وتتكاثر ، وتزن الجبال ، وتعاد الرمال .
صلاة تجاري النيرات في أفلاكها ، والقدرة التي قامت بأسماكها ، صلاة تنافي الرياح والنجوم والشموس والغيوم، وورق الشجر وألفاظ البشر وتسبيح جميع المخلوقين من الماضين والباقين ، ومن يخلق إلى يوم الدين ، ثم استودعها تعارف العالمين ، الذي ليس له فناء ، ولا حد ولا انتهاء .
اللهم فأوصل ذلك إليه وإلى أهل بيته الطاهرين ، وإلى آبائه وآباء إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ، وإلى جميع النبيين والشهداء والصالحين ، وإلى جبرئيل وميكائيل ، وحملة عرشك والملائكة صلى الله عليه وعليهم أجمعين ، وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .
إقبال الأعمال ، السيد ابن طاووس ، ج 1 ، ص 411 - 414 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
فمن الأدعية في هذه الليلة دعاء وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة، وهو دعاء ليلة الثلاثين :
الحمد لله الذي كمل صيامي أيام شهره الشريف من غير إفطار ، وأقبل بوجهي فيه إلى طاعته من غير إدبار ، واستنهضني إليه للاعتراف بذنوبي من غير إصرار ، وأوجب لي بإنعامه الإقالة من العثار ، ووفقني للقيام في لياليه إليه داعيا وله مناديا ، أستوهب وأستميح العيوب ، وأتقرب بأسمائه وأستشفع بآلائه ، وأتذلل بكبريائه .
وهو تبارك اسمه في كل يصرفني بقوة الرجاء والتأميل ، عن الشك في رحمته ، لتضرعي إلى التحصيل ، ثقة بجوده ورأفته ، وسعيا لاشفاقه وعطفه .
اللهم هذا شهرك وقد كمل ومضى ، وهذا الصيام قد تم وانقضى ، قدم وكره قدومه تمكن ما في النفوس ، من لذاتها ونفورها من مفارقة عاداتها ، فما ورد حتى ذللها بطاعته ، وأشخصها إلى طلب رحمته .
فكان نهار صيامنا يذكر لديك ، وليلة قيامنا يوقد عليك ، وارهب القلوب ، وعادل الذنوب ، وأخضع الخدود ، ورفع إليك الراحات ، واستدر العبرات ، بالنحيب والزفرات ، أسفا على الزلات ، واعترافا بالهفوات ، واستقالة للعثرات .
فرحمت وعطفت ، وسترت وغفرت ، وأقلت وأنعمت ، فعاد حبيبا مألوفا قربه ، وقادما يكره فراقه .
فعليه السلام من شهر ودعته بخير أودعته ، وبعد منك قربه ، وغنم من فضلك استجلبه ، وفضائح تقدمت عندك هدرها ، وقبائح محاها ونثرها ، وخيرات نشرها ، ومنافع نثرها ، ومنن منك وفرها ، وعطايا كثرها ، وداع مفارق خلف خيراته ، وأسعد بركاته ، وجاد بعطاياه .
اللهم فلك الحمد مني حمد من لا يخادع نفسه تقدم جزعها منه ، ولا يجحد نعمتك في الذي أفدته ومحوته عنه ، سائل لك أن تعرض عما اعتمدته فيه ، ولم يعتمده من زللـه ، إعراض المتجافي العظيم ، وأن تقبل علي بتيسير ما تقربت به إقبال الراضي الكريم، أن ينظر إلي بنظرة البر الرؤوف الرحيم .
اللهم عقب علي بغفرانك في عقباه ، وآمني من عذابك ما أخشاه ، وقني من صنوفه ما أتوقاه ، واختم لي في خاتمته بخير تجزل منه عطيتي ، وتشفع فيه مسألتي ، وتسد به فاقتي ، وتنفي به شقوتي ، وتقرب به سعادتي ، وتملأ يدي من خيرات الدارين ، بأفضل ما ملأت به يد سائل ، ورجعت به أمل آمل .
وتمنحني في والدي وفي جميع المؤمنين والمؤمنات الغفران والرضوان ، وتذكرهم منك بإحسان تنيل أرواحهم مسرة رضوانك ، وتوصل إليها لذة غفرانك ، ترعاها في رياض جنانك ، بين ظلال أشجارها ، وجداول أنهارها ، وهنيئ ثمارها ، وكثير خيراتها ، واستواء أقواتها ، وصنوف لذاتها ، وسائغ بركاتها .
وأحينا لورود هذا الشهر عائدا في قابل عامنا بهدم أوزارنا وآثامنا إلى القربات منك سبيلا ، وعليها وإليها رسيلا ، يا أقدر القادرين ، يا أجود المسؤولين .
اللهم إني كل ما لفظت به إليك جل ثناؤك ، من تمجيد ، وتحميد ووصف لقدرتك وإقرار بوحدانيتك ، وإرضائك من نضيبي إليك ، ومن إقبالي بالثناء عليك ، فهو بتوفيقك .
فلك الحمد يا قاضي ما يرضيك ، وإن كان من أيسر نعمك لا نكافيك ، ثم بهداية محمد نبيك صلى الله عليه وآله وسفارته وإرشاده ودلالته ، فقد أوجبت له بذلك من الحق عندك وعلينا ما شرفته به ، وأوعزت به إلينا .
اللهم فكما جعلته لهدايتنا علما ، وإليك لنا طريقا وسلما ، ومن سخطك ملجا ومعتصما ، وفينا شفيعا مقدما ، ومشفعا مكرما ، وكان لا مكافاة له إلا منك ، ولا اتكال من مجازاته إلا عليك ، وكنا عن حقه بأنفسنا وأموالنا مقصرين ، وكان فيها من الزاهدين ، عنها من الراغبين ، ولسنا إلى تأتيه بواصلين، ولا عليها بقادرين، فاجزه عنا بأفضل صلواتك، وأطيب تحياتك .
اللهم صل عليه صلاة تمد منك بشرائف حبواتك ، وكرائم عطياتك ، وموفور خيراتك ، وميسور هباتك ، صلاة تكثر وتكشف حتى لا تنقطع ، ولا تضعف ، صلاة تتدارك وتتصل حتى لا تختل ولا تنفصل ، صلاة تتوالى وتتسق حتى لا تتشعب ولا تفترق ، صلاة تدوم وتتواتر ، وتتضاعف وتتكاثر ، وتزن الجبال ، وتعاد الرمال .
صلاة تجاري النيرات في أفلاكها ، والقدرة التي قامت بأسماكها ، صلاة تنافي الرياح والنجوم والشموس والغيوم، وورق الشجر وألفاظ البشر وتسبيح جميع المخلوقين من الماضين والباقين ، ومن يخلق إلى يوم الدين ، ثم استودعها تعارف العالمين ، الذي ليس له فناء ، ولا حد ولا انتهاء .
اللهم فأوصل ذلك إليه وإلى أهل بيته الطاهرين ، وإلى آبائه وآباء إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ، وإلى جميع النبيين والشهداء والصالحين ، وإلى جبرئيل وميكائيل ، وحملة عرشك والملائكة صلى الله عليه وعليهم أجمعين ، وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .
إقبال الأعمال ، السيد ابن طاووس ، ج 1 ، ص 411 - 414 .