إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، (وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، (وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً)

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ[1].
    ورد أنّ الإمام علي بن الحسين عليه السّلام يتحدث عن نزول المطر في تفسير هذه الآية فيقول: ((يُنْزِلُهُ مِنْ عَلاً لِيَبْلُغَ قُلَلَ جِبَالِكُمْ وَتِلاَلِكُمْ وَهِضَابِكُمْ وَأَوْهَادِكُمْ ثُمَّ فَرَّقَهُ رَذَاذاً وَوَابِلاً وَهَطْلاً لِتَنْشَفَهُ أَرَضُوكُمْ وَلَمْ يَجْعَلْ ذَلِكَ اَلْمَطَرَ نَازِلاً عَلَيْكُمْ قِطْعَةً وَاحِدَةً فَيُفْسِدَ أَرَضِيكُمْ وَأَشْجَارَكُمْ وَزُرُوعَكُمْ وَثِمَارَكُمْ))
    [2].
    ف‍‌ «أنزل» هنا دون «ينزل» توحي بالنزول الدفعي الاوّل، حيث الأرض كانت كرة عطشانة محترقة، لا ماء فيها ولا كلاء، فأنزل اللّه عليها من ماء السماء، فأرضنا الكواكب العطشى كانت تتطلّب لمهادها لنا ماء، وذلك قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنا مِنَ‌ اَلسَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنّاهُ‌ فِي اَلْأَرْضِ‌ وَإِنّا عَلى ذَهابٍ‌ بِهِ‌ لَقادِرُونَ‌
    [3]، ولو أن مياه الأرض أو بعضها كانت من نفسها لم يكن هنا موقع للتهديد بذهاب مياه السماء، فإنما حياة الأرض منوطة بمياه السماء.
    فالمقصود من «السماء» هنا هو جوّ الأرض، لأننا نعلم أن المطر ينزل من الغيوم، والغيوم بخار متناثر في جوّ الأرض.
    قال صدر الدين الشيرازي في تفسيره: (فاعلم أنّه تعالى لمّا ذكر الأرض والسماء، بيّن ما فيهما من شبه عقد النكاح بإنزال الماء من السماء الأرض، والانخراج به من بطنها أشباه النسل الحاصل من الحيوان ومن ألوان الثمار، رزقاً لبني آدم، ليتفكّروا في أنفسهم، وفي أحوال ما فوقهم وما تحتهم، ليعرفوا أن شيئاً من هذه الأشياء لا يقدر على تكوينها وتخليقها إلاّ من كان مخالفاً في الذات والصفات، لما ثبت وتحقّق في العلوم العقليّة: "أنّ المتّفقات في الحقيقة والذات، لا يمكن أن تكون متفاوتة في العليّة وعدمها، والتقدّم والتأخُّر، والقوّة والضعف".
    فإن قلت: هل تقولون إنّ الله يخلق هذه الثمرات عند وصول الماء بمجرى العادة، أم الله يخلق في مادّة النبات من الأرض عقيب إنزال الماء قوّة مغذيّة، وأخرى مُنَميّة، وأُخرى مولّدة، فإذا اجتمعت القوى الفاعليّة والموادّ المنفعلة، حصل الأثر من تلك القوى التي خلقها؟
    قلنا: لا ذاك - كما هو مذهب الأشاعرة -، ولا هذا - كما هو مذهب أهل الحكمة -، بل شيء آخر أشرنا إليه من قبل، وهو أن الله يفعل الكلّ بتقدّم وتأخُّر، ولكن الله قادر على أن يخلق هذه الثمار من غير هذه الوسائط، لأنّ المصحِّح للمقدوريَّة هو الإمكان - كما مرَّ -، ويؤكِّد هذا القول من الدلائل النقليّة ما ورد في الخبر، "إن الله تعالى يخترع نعيم أهل الجنة للمثابين من غير هذه الوسائط"، فقدرته على خلْقها ابتداء، لا تنافي قدرته عليها بواسطة خلق هذه القوى المؤثّرة والقابلة في الأجسام)
    [4].
    وقال السيد عبد الأعلى السبزواري في تفسيره: (الماء معروف وهو منشأ الحياة في كل ذي روح سواء كان إنسانيا أو حيوانيا أو نباتيا كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنا مِنَ اَلْماءِ كُلَّ شَيْ‌ءٍ حَيٍّ
    [5]، والماء أصل حدوثه يكون في العالم العلوي وفي الأرض أمكنة مجعولة إلهية لإبقاء هذه النعمة الكبرى تسهيلا على المنتفعين به فأصل الحدوث من السماء و العلة المبقية في الأرض)[6].

    وورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: ((يَنْزِلُ مَعَ كُلِّ قَطْرَةٍ مَلَكٌ يَضَعُهَا فِي مَوْضِعِهَا اَلَّذِي يَأْمُرُهُ بِهِ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَعَجِبُوا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ‌: أَوَ تَسْتَكْثِرُونَ عَدَدَ هَؤُلاَءِ أَنَّ عَدَدَ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلْمُسْتَغْفِرِينَ لِمُحِبِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‌ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ هَؤُلاَءِ وَأَنَّ عَدَدَ اَلْمَلاَئِكَةِ اَللاَّعِنِينَ لِمُبْغِضِيهِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ هَؤُلاَءِ‌)‌)
    [7].


    [1] سورة البقرة، الآية: 22.
    [2] بحار الأنوار، ج 27، ص 97.
    [3] سورة المؤمنون، الآية: 18.
    [4] تفسير القرآن الكريم، الملا صدرا، ج 2، ص 106.
    [5] سورة الأنبياء، الآية: 30.
    [6]مواهب الرحمن في تفسير القرآن، ج 1، ص 107.


    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 18-04-2024, 05:47 PM.

  • #2
    أللّهمَّ صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَد وعَجِّل فَرجَهُم








    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم
      ​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X