إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد

    قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ..[1].
    ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ‌﴾ من دون تحديد لحجم السورة وطبيعتها ومضمونها، فتكون لكم حرية الاختيار في رد التحدي بما يتناسب مع إمكاناتكم البلاغية إذا لم تنفتحوا على إمكانات علمية أو فكرية مما تتضمنه هذه السورة أو تلك.
    وإذا كنتم لا تملكون القدرة الذاتية على ذلك، فاعملوا على أن تستعينوا بالذين ترون فيهم القدرة العالية على القيام بالأمور الصعبة.
    وقد أوضح المفسرون بأن هذا المقطع من الآية يتحدث فيه الباري عز وجل بتحدي مع المشركين والمنافقين على الإتيان بسورة من مثل هذا القرآن، أو ارسال رسول بمثل النبي محمد صلّى الله عليه وآله.
    فمثلا قال الشيخ الطبرسي: (لمّا احتجّ سبحانه على النّاس للتّوحيد وعلّم الطّريق إلى تصحيحه، عطف على ذلك الحجّة على نبوّة نبيّه محمّد صلّى الله عليه وآله فقال: إن ارتبتم فيما نزّلنا، أتى بلفظ التّنزيل، لأنّ المراد النّزول على سبيل التّدريج نجوما سورة بعد سورة وآيات بعد آيات على حسب النّوازل والحوادث، ﴿عَلى عَبْدِنا﴾ ورسولنا محمّد صلّى اللّه عليه وآله فهاتوا أنتم سورة من أصغر السّور.
    ﴿مِنْ مِثْلِهِ‌﴾ متعلّق ب‍ «سورة» صفة لها أي بسورة كائنة من مثله، والضّمير لما نزّلنا أو لعبدنا، ويجوز أن يتعلّق بقوله: ﴿فَأْتُوا﴾ والضّمير للعبد، والمعنى فأتوا بسورة ممّا هو على صفته في البيان الغريب وحسن النّظم، أو هاتوا ممّن هو على حاله من كونه بشرا عربيّا أو أمّيّا لم يأخذ من العلماء و لم يقرأ الكتب، وردّ الضّمير إلى المنزّل أوجه، لقوله ﴿بِسُورَةٍ‌ مِثْلِهِ‌﴾ وقوله: ﴿لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ‌﴾، ولأنّ‌ الحديث في المنزّل لا في المنزّل عليه، فمن حقّه أن لا يردّ الضّمير إلى غيره، لأنّ‌ المعنى وإن ارتبتم في أنّ القرآن منزّل من عند اللّه، فهاتوا أنتم نبذا ممّا يماثله ويجانسه. وإن كان الضّمير مردودا إلى رسول الله صلّى اللّه عليه وآله فالمعنى وإن ارتبتم في أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه وآله منزّل عليه، فهاتوا قرآنا من مثله)
    [2].
    وقال الشيخ الطوسي: (هذه الآية فيها احتجاج لله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله على مشركي قوم من العرب والمنافقين، وجميع الكفار من أهل الكتابين، وغيرهم، لأنه خاطب أقواماً عقلاء ألباء في الذروة العليا من الفصاحة، والغاية القصوى من البلاغة وإليهم المفزع في ذلك.
    فجاءهم بكلام من جنس كلامهم وجعل عجزهم من مثله حجة عليهم، ودلالة على بطلان قولهم.
    وقال لهم: ﴿فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ‌﴾، ثم قال: ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ‌﴾ وقال في موضع آخر: ﴿بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ‌﴾. وخبرهم أن عجزهم، إنما هو عن النظير والجنس، مع أنه ولد بين أظهرهم ونشأ معهم، ولم يفارقهم في سفر ولا حضر.
    وهم اهل الحمية والانفة يأتي الرجل منهم بسبب كلمة على القبيلة، فبذلوا أموالهم ونفوسهم في إطفاء أمره ولم يتكلفوا معارضته بسورة ولا خطبة فدل ذلك على صدقه)
    [3].
    ويدل على هذه الحقيقة ما روي عن ابن السكيت.. فَقَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ الرِضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: ((إِنَّ اَللَّهَ لَمَّا بَعَثَ مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ كَانَ اَلْغَالِبُ عَلَى أَهْلِ عَصْرِهِ اَلسِّحْرَ فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِهِمْ مِثْلُهُ وَمَا أَبْطَلَ بِهِ سِحْرَهُمْ وَأَثْبَتَ بِهِ اَلْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ وَإِنَّ اَللَّهَ بَعَثَ عِيسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فِي وَقْتٍ قَدْ ظَهَرَتْ فِيهِ اَلزَّمَانَاتُ وَاِحْتَاجَ اَلنَّاسُ إِلَى اَلطِّبِّ فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ مِثْلُهُ وَبِمَا أَحْيَا لَهُمُ اَلْمَوْتَى وَأَبْرَأَ اَلْأَكْمَهَ وَاَلْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اَللَّهِ وَأَثْبَتَ بِهِ اَلْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ وَإِنَّ اَللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي وَقْتٍ كَانَ اَلْغَالِبُ عَلَى أَهْلِ عَصْرِهِ اَلْخُطَبَ وَاَلْكَلاَمَ وَأَظُنُّهُ قَالَ اَلشِّعْرَ فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ مِنْ مَوَاعِظِهِ وَحِكَمِهِ مَا أَبْطَلَ بِهِ قَوْلَهُمْ وَأَثْبَتَ بِهِ اَلْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ))
    [4].


    [1] سورة البقرة، الآية: 23.
    [2] تفسير جوامع الجامع، ج 1، ص 50.
    [3] التبيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 103.
    [4] الكافي، ج 1، ص 24.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 18-04-2024, 05:46 PM.

  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​
      ​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X