السلام عليكم
( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام
عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ( 46 )
وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ( 47 ) ( سورة الاعراف)
اضطرب المفسرون من اهل الجمهور في تفسير الاية الكريمة ,
وحاولوا تحييد معنى الاية الواضح عن اصله لغاية في نفوسهم ..
واوردوا اكثر من 12 تفسيرا للاية! ولم يتم البت في المعنى
فمنهم من قال انهم ملائكة !!!!
وهل الملائكة رجال ؟ فاجابوا ان في الملائكة ذكورا واناثا ,
ورجال الملائكة يقفون على الاعراف وهو سور او حاجز بين النار
والجنة والعرف اعلى الشئ كعرف الديك ..الخ تأمل ..
وقال اكثر المفسرين من الجمهور انهم رجال تساوت حسناتهم وسيئاتهم
فهم على الاعراف ينتظرون رحمة الله تعالى الواسعة ليدخلهم الجنة!!
ولكن نسأل :هل الرجال فقط تتساوى حسناتهم وسيئاتهم؟ وماذا عن النساء ؟؟
فاجاب بعضهم ان الرجال تعني النساء والرجال وهو قول عجيب,
فالغاية هي لي عنق الاية لغاية في تضليل الناس عن الحقيقة ..
واذا كانوا من الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم (من الرجال),
فكيف وهبهم الله تعالى جل اسمه تلك الميزة النبيلة
بمعرفة كلا الفريقين ولم ينال تلك الميزة اهل الجنة انفسهم؟؟؟؟
وقال قوم انهم رجال خرجوا للجهاد ضد رغبة آبائهم الكفار
فصارت حسناتهم الجهادية مقابل سيئاتهم في عدم اطاعة الوالدين ,
فالغاية كما تبدو هو تنزيل مقامهم العالي ذلك الى انهم اصحاب خطايا ايضا فيا للعجب
..
المهم هو تحييد المعنى عن المعنى الواضح الجلي لغاية في نفوس المفسرين
كابن كثير الدمشقي أموي الهوى والمذهب وغيره ..
وتطرق اغلب المفسرين في تغيير الموضوع وصبوا اهتمامهم في معنى الاعراف
وانها اعلى مكان وأتوا بآية من سورة الحديد وهي
(قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) الحديد 13
واخذوا في شرح آية سورة الحديد ليتحول التفسير الى باب آخر ,
فالغاية هي عدم البت في تفسير آية ( وعلى الاعراف رجال ) لتبقى الاية من المجاهيل
التي تقبل احتمالات عديدة ( اكثر من 12 احتمال) ليخرج المسلم في النهاية في حيرى بين الملائكة
وبين الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وبين المجاهدين المخالفين لابائهم الكفار وهكذا ..
وذكر بعضهم على عجالة وباقتضاب ان هؤلاء الرجال قد يكونوا انبياء او رجال صالحين
ولم يرجحوا هذا الامر بل غلّبوا تفسير انهم ملائكة او قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم ..الخ
الاية تعين ان هؤلاء الرجال ( يعرفون كلا بسيماهم) وهي درجة رفيعة لاينالها اي واحد من اهل الجنة او اهل النار , فهم يعرفون ( كلا) جميع اهل النار والجنة , اي حتى الذين لم يعاصروهم , فيا للمنزلة الرفيعة..
وللتخلص من هذه الميزة النبيلة قال المفسرون انهم يعرفون اهل النار بسواد الوجوه ويعرفون اهل الجنة ببياض الوجوه!!
وهو تحصيل حاصل فاهل النار في نارهم لايحتاجون لسواد الوجوه حتى يُعرفوا فهم في النار يُعذبون , واهل الجنة في جنتهم والفريقان يعزلهم سور الاعراف , فهل هناك اجلى من ذلك لمعرفة اهل النار من اهل الجنة!
فالاية تقول انهم يعرفون كُلا بسيماهم , اي يعرفون الجميع ولذلك ينادونهم ويعرفونهم بالاسماء
( ونادى اصحاب الاعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكمم وما كنتم تستكبرون) 48
فهم يعروفنهم بسيماهم وليس ببياض الوجوه وهل يحتاج ان يعرف الانسان اهل النار واهل الجنة ببياض الوجوه او سوادها , وكل في ناره وفي جنته قد عزلهم سور الاعراف واذا كان الامر كذلك فلماذا اهل الجنة لايعرفون اهل النار بسيماهم؟؟؟, فيا للعجب من هكذا تفسير!!
ولم يتطرق أغلب المفسرين من جمهور السنة الى قوله
( فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) اعراف 44
فلم يعينوا من هذا المؤذن ؟ الذي هو من رجال الاعراف بطبيعة الحال لانه ( بينهم) بين اهل الجنة والنار ..
وهكذا يتم تضليل المسلمين عن الحقيقة بطريقة الاحتمالات والترجيحات والتركيز على معنى الاعراف وانه مكان عال واعلى الشئ كعرف الديك ..الخ لتضل الاية مبهمة وتعميمية,رجال ام ملائكة او, مجاهدون مخالفين لابائهم المشركين , ولماذا ليس بينهم نساء ان تساوت حسناتهم وسيئاتهم..الخ
تضليل للجماهير
في النهاية نقول :
ان السبب في تضليل المفسرين هو أن الاية الكريمة تشير الى ان امير المؤمنين
علي عليه السلام هو احد رجال الاعراف الذين يشرفون على اهل الجنة والنار ويرونهم
رجال الاعراف سادة اهل الدنيا والمعشر منهم الحسن والحسين عليهما السلام سادة اهل الجنة بأتفاق المسلمين فهؤلاء هم رجال الاعراف ودلائل ذلك في كتب الروايات كثيرة التي تنص على أن علي السلام هو صاحب العصا والميسم وهو قسيم النار والجنة وصاحب الاعرافوهو الساقي يوم الحشر وهو الذي يسوق الكفرة الى النار كما في احاديث البخاري وغيره, لكن المفسرين ضللوا الجماهير عن هذه الحقيقة بتفسيراتهم التي مرت بغضا لأمير المؤمنين عليه السلام ..
.........
مروان في 2017
تعليق