إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى في الكتاب الكريم: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚوَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ[1].
    لربما يأتي السؤال عل مسامع كل انسان لماذا يضرب الله مثل هذه الأمثال؟
    والجواب يأتي من أهل الاختصاص: -
    يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: (ذلك لأن المثال يجب أن ينسجم مع المقصود، بعبارة أخرى، المثال وسيلة لتجسيد الحقيقة حين يقصد المتحدث بيان ضعف المدعي وتحقيره فإن بلاغة الحديث تستوجب انتخاب موجود ضعيف للتمثيل به، كيما يتضح ضعف أولئك.
    من المؤكد أن القرآن لو ساق الأمثلة في هذه المجالات على الكواكب والسماوات لما أدى الغرض في التصغير والتحقير، ولما كانت أمثلته متناسبة مع أصول الفصاحة والبلاغة، فكأن الله تعالى يريد بهذه الأمثلة القول: بأنه لا مانع من التمثيل بالبعوضة أو غيرها لتجسيد الحقائق العقلية في ثياب حسية وتقديمها للناس.

    الهدف هو إيصال الفكرة، والأمثلة يجب أن تتناسب مع موضوع الفكرة، ولذلك فهو سبحانه يضرب الأمثلة بالبعوضة فما فوقها)
    [2].
    يقول الإِمام الصادق (عليه السلام) بشأن خلقة هذا الحيوان الصغير: ((إِنَّمَا ضَرَبَ اَللَّهُ اَلْمَثَلَ بِالْبَعُوضَةِ لِأَنَّ اَلْبَعُوضَةَ عَلَى صِغَرِ حَجْمِهَا خَلَقَ اَللَّهُ فِيهَا جَمِيعَ مَا خَلَقَ فِي اَلْفِيلِ مَعَ كِبَرِهِ وَ زِيَادَةِ عُضْوَيْنِ آخَرَيْنِ فَأَرَادَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُنَبِّهَ بِذَلِكَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَى لَطِيفِ خَلْقِهِ وَ عَجِيبِ صَنْعَتِهِ))
    [3].
    يريد الله سبحانه بهذا المثال أن يبين للمؤمنين دقّة الصنع في الخلق، التفكير في هذا الموجود الضعيف على الظاهر، والشبيه بالفيل في الواقع، يبيّن للإِنسان عظمة الخالق.
    وَرَدَ عَن اَلْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: قَالَ اَلْبَاقِرُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا قَالَ اَللهُ: ((يا أَيُّهَا اَلنّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ وَذَكَرَ اَلذُّبَابَ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً﴾
    اَلْآيَةَ وَلَمَّا قَالَ: ﴿مَثَلُ اَلَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اَللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ اَلْعَنْكَبُوتِ اَلْآيَةَ وَضَرَبَ مَثَلاً فِي هَذِهِ اَلسُّورَةِ بِالَّذِي اِسْتَوْقَدَ نَاراً وَبِالصَّيِّبِ مِنَ اَلسَّمَاءِ قَالَتِ اَلْكُفَّارُ وَاَلنَّوَاصِبُ وَمَا هَذَا مِنَ اَلْأَمْثَالِ فَيُضْرَبَ يُرِيدُونَ بِهِ اَلطَّعْنَ عَلَى رَسُولِ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقَالَ اَللهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اَللهَ لايَسْتَحْيِي لاَ يَتْرُكُ حَيَاءً أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً لِلْحَقِّ يُوضِحُهُ بِهِ عِنْدَ عِبَادِهِ اَلْمُؤْمِنِينَ ما بَعُوضَةً مَا هُوَ بَعُوضَةُ اَلْمَثَلِ فَما فَوْقَها فَوْقَ اَلْبَعُوضَةِ وَهُوَ اَلذُّبَابُ يَضْرِبُ بِهِ اَلْمَثَلَ إِذَا عَلِمَ أَنَّ فِيهِ صَلاَحَ عِبَادِهِ وَنَفْعَهُمْ فَأَمَّا اَلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَبِوَلاَيَةِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَآلِهِمَا اَلطَّيِّبِينَ وَسَلَّمَ لِرَسُولِ اَللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلِلْأَئِمَّةِ أَحْكَامَهُمْ وَأَخْبَارَهُمْ وَأَحْوَالَهُمْ وَلَمْ يُقَابِلْهُمْ فِي أُمُورِهِمْ وَلَمْ يَتَعَاطَ اَلدُّخُولَ فِي أَسْرَارِهِمْ وَلَمْ يُفْشِ شَيْئاً مِمَّا يَقِفُ عَلَيْهِ مِنْهَا إِلاَّ بِإِذْنِهِمْ فَيَعْلَمُونَ يَعْلَمُ هَؤُلاَءِ اَلْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ هَذِهِ صِفَتُهُمْ أَنَّهُ اَلْمَثَلُ اَلْمَضْرُوبُ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ أَرَادَ بِهِ اَلْحَقَّ وَإِبَانَتَهُ وَاَلْكَشْفَ عَنْهُ وَإِيضَاحَهُ وَأَمَّا اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِمُحَمَّدٍ بِمُعَارَضَتِهِمْ لَهُ فِي عَلِيٍّ بِلِمَ وَكَيْفَ وَتَرْكِهِمُ اَلاِنْقِيَادَ لَهُ فِي سَائِرِ مَا أَمَرَ بِهِ فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اَللهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً يَقُولُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ اَللهَ يُضِلُّ بِهَذَا اَلْمَثَلِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً أَيْ فَلاَ مَعْنَى لِلْمَثَلِ لِأَنَّهُ وَإِنْ نَفَعَ بِهِ مَنْ يَهْدِيهِ فَهُوَ يُضِرُّ بِهِ مَنْ يُضِلُّهُ فَرَدَّ اَللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ قِيلَهُمْ فَقَالَ: وَما يُضِلُّ بِهِ أَيْ وَمَا يُضِلُّ اَللهُ بِالْمَثَلِ إِلاَّ اَلْفاسِقِينَ اَلْجَانِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِتَرْكِ تَأَمُّلِهِ وَبِوَضْعِهِ عَلَى خِلاَفِ مَا أَمَرَ اَللهُ بِوَضْعِهِ عَلَيْهِ))[4].
    [1] سورة البقرة، الآية: 26.
    [2] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 1، ص 135.
    [3] بحار الأنوار، ج 9، ص 64.

    [4] بحار الأنوار، ج 9، ص 177.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 18-04-2024, 05:42 PM.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X